الخيواني … أيّ فارسٍ ترجّل !..بقلم/طارق زيد المطهر
* ما يقارب الخمسة عقود من الزمن هي الفترة التي قدمت لنا الأستاذ الشهيد الكبير ( عبدالكريم الخيواني ) بمقاييسنا العابرة لكنها أفرزت أرقاماً فلكية ضخمة من الإنجازات والنضالات والتضحيات ، ومن هنا تكون أعمار العظماء بما خلّفوا أو تركوا مما ينفع الناس .
* سمعت عن “الخيواني” كثيراً وقرأت له وتابعت مراحل ومنعطفات في حياته النضالية حتى عرفته واقتربت منه صديقاً حميماً ومناضلاً وطنياً عظيماً وشخصية رمزية ، تقدم لك نوعاً مختلفاً من الرجال الكبار الذين تكون أعمالهم الهائلة امتداداً لشخصياتهم المأهولة بكل عوامل الجمال الروحي والسمو الأخلاقي والجاذبية الكاسحة والمبادئ العليا التي تدري أسرار الإنسان فتسعى إلى النضال لتحقيق ما يناسب إنسانيته من عوامل العزة والكرامة والحرية والحقوق المشروعة من شريعة السماء حتى قوانين الأرض .
* “الخيواني” الشهيد أو الشهيد “الخيواني” كان يختزل الوطن بكل اتجاهاته ، وميولاته ، وانتماءاته ، وتنوعاته لأنه أحب الوطن ، والوطن هو الجميع ، فأحبه الجميع، فكان باقة الأحلام وسفير الآمال والمعبّر عن وعيٍ جمعي بحجم الوطن ، فقد يجمع الله العالم في واحد كما يقال .
* ” الخيواني ” أو “كريم” كما كان يحلو لبعض أحبابه أن ينادوه ، كان شخصية تدهشك بحظورها . . فتلمس فيها الود والجد والمبادرة واللغة المشتركة ، تلمس فيها عناد الفرسان وثقة الصادقين ،وغضب الأحرار ، وصبر الأبطال .
* ناضل “الخيواني” الشهيد ضد كل أنواع الإرهاب السياسي في كل مراحله ومورسَ عليه كل أنواع التعذيب الجسدي والنفسي في سبيل قمع قلمه الذي كان كل أسلحته ورمز سلميته .
* لا يفوتنا في هذه العجالة أن نلمّح أن الشهيد “الخيواني” لم يسقط شهيداً في سبيل الدفاع عن وطنه وآراءه إلا بعد أن أكمل تشكيل ملامح مدرسة صحافية نضالية ، للقلم فيها جولات مختلفة ولفارسه من الإقدام والشجاعة والاستبسال ما يجعل للقلم استخداماً آخرَ ، تلك المدرسة ستقودها روحه الطاهرة الوثّابة في بصائر تلاميذه المناضلين السائرين على دربه ليدخل النضال بالقلم منعطفاً آخر ، ويكون للحرية مذاق مختلف ، وللطغاة مصائر مخزية ، وللأوطان والشعوب مستقبل ملموس مفعم بالخير والسلام ، وحرية وكرامة الإنسان .
* نم أيها المناضل الجسور جوار ربك هانئاً شهيداً سعيدا مرزوقا خالداً في رحاب الأنبياء والصديقين والشهداء ، وحسن أولئك رفيقا ، والموت لأعداء الإنسان من أوغاد البشرية … ولا نامت أعين الجبناء .
سنوااااااصل.
طارق زيد المطهر
مارس 2015 م