“الخبر الصاعقة”… مخلب الإعلام اليمني المحارب
يحرز اليمن في حربه ودفاعه عن أرضه، انتصارات في كافة الجبهات العسكرية والاستخباراتية والسياسية والإعلامية، ولعل البيان الذي أصدرته القوات المسلحة اليمنية أمس السبت والمتعلق بعملية ( نصر من الله)، يدخل في إطار الانتصار الاعلامي الفائق والذي يؤكد تفوق صناع الكلمة والصورة والفيديو وكل الأعمال الإعلامية المواكبة لحرب الدفاع اليمنية ضد العدوان الذي حشد كل قواه الكبيرة للاعتداء على اليمن.
المتابع لجهود وإنجازات الإعلام اليمني المحارب يمكنه أن يسجل هذا الاسلوب الفريد لإدارة الحرب الإعلامية والذي يمكن أن نسميه أسلوب (الخبر الصاعقة) والذي يمتاز بالميزات التالية:
التهيئة الصادقة:
التهيئة الصادقة مصطلح يقابل الشائعة الكاذبة، والفضل يعود للجيش اليمني ولجانه الشعبية في إطلاق هذا المصطلح ؛ فالمتابع للعمل الإعلامي الحربي يلحظ عبارات التهيئة الصادقة مثل: أخبار عن عملية كبرى..أخبار مبشرة من جبهة ما وراء الحدود..أخبار تثلج الصدر..مفاجأة كبرى للعدوان…، كل هذه العبارات تجعل وسائل الإعلام تستعد وتتشوق لنقل هذا النبأ العظيم القادم، ويحدث ذلك، لأن الأخبار صادقة وليست كاذبة مثل ما يفعل إعلام العدوان وذبابه الإلكتروني ، حيث يقوم بنشر آلاف الشائعات ولا يظهر صباح اليوم التالي عليها إلا وهي سراب؛ فهي مبنية على جرف هار.
صاعقة الوقوع:
هذا الاسلوب لا يمكن تحقيقه إلا إذا كان هناك قوة فعلية على الأرض تقوم بإنجاز أعمال وأفعال خارقة، ويتم الاحتفاظ بها والتكتم عليها حتى تحين الفرصة المناسبة لنشرها، وهذا ما شكله بيان القوات المسلحة اليمنية الخاص بعملية ( نصر من الله)، فقد ذكرنا بالخبر الصحفي الذي نشرته الصحف المصرية ساعة تحطيم خط بارليف الصهيوني
والذي كان فاجعة صادمة لقوات الكيان الصهيوني والتي كانت تشيع أن خط بارليف لا يمكن تحطيمه إلا بقنابل نووية وجاءت الصدمة أن الجيش المصري استطاع تحطيمه وإختراقه بخراطيم المياه.
توالي الصدمة:
هذا تكتيك تمتلكه الجيوش الخبيرة وذات العقيدة القتالية العالية، حيث يستطيع إعلامها الحربي من تسديد ضربات سريعة متتالية، وفيما يخص اليمن جاء بيان عملية ( نصر من الله)
بعد الضربة الكبرى التي تم توجيهها لأرامكو، وهو ما جعل الإعلام الدولي ينتقل سريعاً من أحداث ارامكو وآثارها الإعلامية الساحقة إلى الحدث التالي والذي يحمل معلومات وبيانات مهولة ، تصنع الدهشة فور تناقلها.
صناعة الاستغراب:
هناك أكثر من 17 دولة تشن الحرب والعدوان على اليمن ( بلاد العرب السعيدة)، وإذا هذا البلد المعتدى عليه يسقط ثلاثة ألوية عسكرية بكامل عتادها وقواتها وقاداتها في عملية واحدة ربما لا يتجاوز عدد الجنود البواسل الذين قاموا بهذه العملية الشرسة العشرات؛ فالسامع والمشاهد والقارئ يغوص في عملية استغراب كيف حصل هذا!!؟.