بعد الانتصارات التي حقّقها اليمنيون في مختلفِ الجبهات وهم يواجهون ببسالةٍ تحالُفَ عدوانٍ كَوني عليهم للعام الثامن على التوالي، لجأ تحالف العدوان ومرتزِقته لاختلاق بدائل قذرة تستهدف المواطنين في قوتهم وأمنهم.. موجِّهاً أبواقه الإعلامية لشن حملات بائسة لتشويه الصمود الأُسطوري للشعب اليمني ببث ادِّعاءات هزلية وهزيلة، ربما يكون دافعه من ورائها تغطية فشله الذريع في مواجهاته العسكرية، ولا يستبعد أنه يسعى لإرباك المشهد السياسي لإعاقة الجهود الدولية الرامية لتجديد الهُــدنة التي مضى على انتهائها ثلاثة أشهر.
لعل الجهود العُمانية، وآخرها زيارة وفد عماني صنعاء الأسبوع الماضي، لحلحلة ملف الأزمة اليمنية وتحريك ملفاتها الإنسانية والعسكرية والاقتصادية عبر تقريب وجهات النظر بين الأطراف المعنية، قد دفعت تحالف العدوان إلى تنشيط أبواقه وذبابه لخلق ادِّعاءات وشائعات؛ بهَدفِ رسم صورة مهزوزة عن الأوضاع في المحافظات الحرة تحت سلطة السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ.
في هذا الإطار علينا أن نتذكَّرَ الوسائلَ والأساليبَ التي اتخذها تحالف العدوان بقيادة السعوديّة والإمارات إلى جانب حملاته العسكرية وهي أساليب طالما قامت على استخدام الأبواق الإعلامية وتسخيرها في محاولاته لتغطية الجرائم البشعة التي يرتكبها بحق اليمنيين الأبرياء من الأطفال والنساء وإخفاء المأساة التي خلفها الحصار الخانق بحق الشعب اليمني وفي مقدمته المرضى والأطفال والنازحون وكبار السن، من هنا فَـإنَّ الانجرار الإعلامي من قبل البعض في الداخل مع تلك الادِّعاءات والشائعات التي يبثها العدوان ومرتزِقته والتعاطي معها بخطاب داعم، بقصد أَو بدون قصد، يجب أن يتوقف؛ كونه يخدم العدوان وأدواته ويغطي على الوسائل التي لجأ إليها للاستمرار في حربه القذرة ضد اليمنيين.
في الوقت الذي يعني التعاطي مع الحملات الإعلامية العدوانية إساءة واضحة لتضحيات أبناء الشعب وفي طليعتهم الميامين من أبطال القوات المسلحة والأمن وأبناء القبائل الشرفاء وفي مقدمتهم الشهداء والجرحى والأسرى وما حقّقوه في مسار المعركة المصيرية لليمنيين، معركة العزة والكرامة والسيادة والاستقلال في وجه الطغاة والغزاة والمستعمرين والطامعين بموقع وثروات الوطن وثرائه الحضاري.
وعلى سبيل المثال فقد تلقت وسائل إعلام العدوان تصريحات بعض الناشطين عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول بعض القضايا الاجتماعية والمعيشية وحوّلتها إلى مواد تنعش أكاذيبها وشائعاتها وتخلق من خلالها تعاطفاً مجتمعياً لخلق رأي عام محتقن لخلخلة الجبهة الداخلية التي عجز تحالف العدوان طوال ثمانية أعوام عن تفكيكها بمختلف الحروب الخيانية والعسكرية.
لا يعقل بعد هذه السنوات من عمر العدوان أن يكون هناك إعلاميون أَو مثقفون أَو ناشطون لم يفهموا أهداف العدوان ووسائله وأدواته، ولم يستوعبوا حجم الكارثة والمأساة والمعاناة التي خلفها العدوان والحصار بحق الوطن والمواطنين، ولم يدركوا بشاعة الجرائم التي ارتكبها بحق البلاد والعباد، وهم شهود عيان على كُـلّ ما قام به العدوان وتقاسموا المعاناة مع شعبهم طيلة هذه الأعوام وفي لحظةٍ فاصلة من تاريخ المعركة يقترفون على صفحاتهم خطاباً لا صلة له أَو لتوقيته بالواقع المعيشي.
لا بد في هذه المرحلة الحساسة التي يترنح فيها تحالف العدوان عسكريًّا ويتخبط سياسيًّا أن ينتبه الجميع ويتم التركيز على التصرف أَو الخطاب المعزز لتمتين وتقوية الجبهة الداخلية خدمةً للهدف الذي ينتصر لقضية الوطن ومظلومية الشعب، ووضع حَــدّ لانزلاق البعض ممن انغمسوا في رغبات الشهرة لهثاً وراء (اللايكات) وطنين (الذباب) إرضاء لغرورهم ولو عبر التعاطي مع (الشائعات) خدمةً للعدوان وفي الوقت ذاته تقويضاً مباشراً أو غير مباشر، مدروساً أَو غير مدروس للخطاب الحر للجبهة الداخلية وإساءة لصمودها ورموزها وتضحياتها.
لا شك في أن المؤسّسات العسكرية والأمنية محقة جِـدًّا حين أكّـدت أكثر من مرة بأن تحالف العدوان لجأ بعد هزيمته عسكريًّا إلى حربٍ غير مباشرة؛ بهَدفِ تمزيق النسيج المجتمعي.. ولا شك في أنها أي المؤسّسات العسكرية والأمنية، محقة في اتِّخاذها إجراءات حاسمة مع هذه الحرب وحازمة مع أدواتها، لأنها الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها للجهات العسكرية والأمنية إفشال العدوان وعملائه ومرتزِقته..
كلّ شيء أصبح واضحًا والثمن الذي دفعه هذا الشعب في سبيل الحرية والكرامة باهظٌ جِـدًّا وليس من المعقول التهاون أَو التهادن مع أية تصرفات بالفعل أَو القول لا تخدم القضية النبيلة التي استحقّقت ذلك الثمن، ومن غير المقبول أن نصم آذاننا عن كُـلّ ما يستهدف مصيرنا ووجودنا وحريتنا وكرامتنا.. والحر تكفيه الإشارة!!