الحقيقة تنشر نص الحوار مع عضو الوفد الوطني حمزة الحوثي للنهار الكويتية
أجرت صحيفة النهار الكويتة حواراً مع عضو الوفد الوطني في مفاوضات الكوت المهندس حكمزة الحوثي ، الحقيقة تعيد نشر نص الحوار لأهميتة
بداية تحدث المبعوث الدولي ولد الشيخ عن انه لن يخرج من الكويت الا بسلام شامل في اليمن، هل بالإمكان تحقيق ذلك؟
– نحن أتينا الى الكويت ولدينا الرغبة الجادة والكاملة للحل الجذري والسلمي في اليمن ونحن متفائلون بعقد هذه المباحثات في الكويت الشقيقة وما لمسناه من حرص شديد لسمو الامير لدى لقائنا سموه على انجاح هذه المشاورات ونحن ايضا حريصون كل الحرص على ان تكون هذه الجولة ناجحة وان تفضي لحل جذري لما يحدث الآن في اليمن على كل المستويات ونعتقد ان الخروج من الازمة في اليمن يأتي من الحل السياسي والتوافق على السلطة التوافقية الجديدة التي تكون الوعاء السياسي وهي معنية بتنفيذ جميع الاجراءات الامنية اللازم تنفيذها في هذه المرحلة ومن ضمنها انسحاب جميع الاطراف وتسليم الاسلحة الثقيلة حيث اننا نؤمن بأن موضوع الاسلحة يجب ان يكون حصرا للدولة التشاركية والتوافقية.
نحن نتحدث حول هذا الامر لأن المرحلة القائمة مرحلة انتقالية منذ عام 2011 ويحكمها مبدأ التوافق سواء في السلطة الانتقالية المعنية بتنفيذ المرحلة الانتقالية وصولا الى الانتخابات، وهي مرحلة محكومة بالمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني واللذين اكدا ضرورة التوافق بين جميع الاطراف وبالتالي نحن نؤكد ان مبدأ التوافق لابد ان يكون حاكما للمناقشات التي تتم على الطاولة ولجميع القضايا المطروحة وكذلك بالنسبة للالتزام بنصوص المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني والقرارات الاممية ذات الصلة ومنها القرار 2216.
مادام أنكم توافقون على هذه المبادئ، ما الاشكالية المطروحة الآن؟
للأسف أن ما حصل ان بعض القوى السياسية انقلبت على هذا المسار خلال الفترة الماضية وأرادت ان تمضي في مسارات بعيدة كل البعد عن مخرجات الحوار الوطني سواء فيما يتعلق بالمؤسسات الحاكمة أو غيرها، وللأسف ان مشكلة اليمن تكمن في تفكير البعض في القفز على ما اتفق عليه اليمنيون في مؤتمر الحوار الوطني وفرض اجندات اخرى وهذه المشكلة التي تسببت في هذه الازمة.
كذلك عدنا الى نفس المربع وعدنا الى ما كنا ندعو اليه من قبل وهو لا حل لليمنيين سوى من خلال الحوار السياسي الجاد والبناء بحيث ينتج حلولاً واقعية وجادة وقابلة للتنفيذ على ارض الواقع.
صفة الانقلاب اصبحت متداولة وتخصكم بالدرجة الاولى لأنكم انقلبتم على الشرعية، متى يمكن ان تتجاوزوا هذا الامر وتنتقلوا الى حوار جدي وحقيقي يمكن ان يؤسس لمرحلة جديدة؟
– من خلال الجلسات التي عقدت في الفترة الماضية في الكويت لمسنا روحا ايجابية ولمسنا دفعا ايجابيا من قبل سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وبعض من الارادة لبعض القوى الاقليمية والدولية ونأمل ان تكون هذه المحطة محطة جديدة وفارقة في مسار العملية السياسية في اليمن وان يعود الجميع للتوافق على قوالب سياسية متفق عليها من قبل الجميع للنفاذ لاستكمال ما تبقى من استحقاقات المرحلة الانتقالية.
الخلاف الاساسي انكم لا تقرون بوجود الشرعية المتمثلة في الرئيس هادي وحكومته هل تعتقدون ان الوقت قد حان لتجاوز هذه التعنتات والدخول في مرحلة قد تكون جادة اكثر؟
– ما اريد ان اوضحه في هذا السياق ان المرحلة القائمة في البلاد ليست راسخة وهي مرحلة انتقالية وما يحكمها هو التوافق وعبدربه منصور اتفق عليه كشخص مرشح وحيد للرئاسة وتم التوافق على حكومة توافقية الا ان مؤتمر الحوار الوطني اكد ضرورة اشراك انصارالله والحراك الجنوبي السلمي في ادارة المرحلة الانتقالية المعنية بصياغة دستور جديد للبلد واجراء استفتاء وصولا الى الانتخابات، الا انه وللأسف لم يتم تنفيذ هذه القرارات ولم تُجسَّد شراكتنا الوطنية وعندما قدم هادي استقالته في احداث يناير لم يطلب منه ولا من رئيس الحكومة آنذاك الاستقالة وانما طلب منهما الالتزام بمسار العملية السياسية وعدم القفز عليها، وبعدها دخل اليمنيون في حوار لمدة شهرين برعاية اممية والقرارات الاممية 2001 و2004 اكدت دعم الطاولة السياسية كما ان القرار 2216 تطرق الى مسائل متعلقة بالحكم ورحبنا بالتزام هادي بمشاركته في هذه الطاولة مثله مثل باقي القوى الوطنية وبالتالي قرارات مجلس الامن تؤكد اهمية استمرار العملية السياسية للتوصل الى حل سياسي توافقي، وبالتالي اي سلطة انتقالية في هذه المرحلة خارج الاطار الذي يحكم المرحلة الانتقالية تعتبر سلطة غير مخولة بإدارة المرحلة خصوصا وانها انحرفت في تنفيذ اهداف المرحلة، لذلك ان يتم التوافق اليوم على تشكيل سلطة توافقية تنفيذية جديدة يشارك فيها الجميع دون استثناء تكون مهمتها واضحة ومحددة وهي تنفيذ مبادئ المبادرة الخليجية وآلية تنفيذها ومخرجات الحوار الوطني.
أسمح لي أن أكون الطرف الآخر واسألك كيف لي أنا المعترف بي دولياً بأنني امثل الشرعية ان ادخل معكم في حوار جاد وانتم سيطرتم على مؤسسات الدولة بالسلاح وهي مخالفة سواء لمخرجات الحوار الوطني او للمبادرة الخليجية او حتى للقرارات الاممية ذات الصلة؟
كما اوضحت ان الأمور تمت عندما خرجت هذه السلطة على مسار العملية السياسية والقرار 2216 حث بشكل واضح على ضرورة التوافق على حل سياسي شامل يضمن ما نؤكد اننا ملتزمون بتنفيذ الاجراءات الامنية بانسحاب جميع الاطراف دون استثناء وتسليم مؤسسات الدولة جميعها للسلطة التوافقية التي يتم الاتفاق عليها ويشارك فيها الجميع مع حرصنا على محاربة التنظيمات الارهابية كتنظيم القاعدة وداعش وكل الترتيبات الامنية التي وردت في القرار 2216 لا حرج لدينا فيها، وتصورنا واضح حول هذا الامر وهذا ما قدمناه للمبعوث الأممي.
ههناك عدم ثقة بين الاطراف اليمنية المتفاوضة ما ادى الى ترنح هذه المفاوضات، متى تسود الثقة بينكم لتجاوز الخلافات؟
– نعتقد بان مسار العملية السياسية واضح تمام الوضوح ولا لبس فيه والجميع يتفق عليه وما نطالب به ان هذا المسار حاكما للجميع ونحن نمد يدنا للجميع ونؤكد ذلك ونحن متواجدون في بلدنا الثاني الكويت الشقيق ويدنا مفتوحة للسلام ونؤمن ايمانا جازما انه لا حل لليمنيين إلا بالحوار السياسي والتوافق بالشراكة الوطنية الواسعة بجميع القوى دون اقصاء لاحد.
كيف رأيتم موقف الشرعية من التهديد بوقف المشاورات في حال استمرار الخروقات من قبلكم، وهذا ما اكدته تغريدات لنائب رئيس الوزراء وزير الخارجية د. مخلافي؟
– نعتقد ان مثل هذه التصريحات لا تساعد على الحل ولا داعي لها، فنحن مستجيبون تمام الاستجابة لجميع ما هو مطروح على طاولة المشاورات القائمة وبالتالي نجد ان مثل هذه التصريحات من باب المزايدة، ونحن سنغض الطرف عندها من اجل الوصول الى حلول جذرية بما يرفع المعاناة عن شعبنا وبما يعجل الجميع الدخول في مرحلة جديدة من الوئام والاخاء والسلام وبناء يمن جديد ويكون دولة عادلة ومستقلة وتمتلك قرارها السياسي بمفردها.
10 أيام منذ بدء المفاوضات الا ان لا جديد سوى وجود ميثاق شرف اعلامي كأول الغيت، فهل ستحسم الامور خلال هذا الأسبوع؟
بالعكس نعتقد ان خلال هذه الأيام العشرة انجزنا ليس كل ما يرضينا او نرغب فيه، ولكن على الأقل تم تثبت إلى حد ما اتفاق وقف إطلاق النار أو وقف الغارات الجوية وهذا مهم جدا لأنه من المناخ الايجابي لعملية المشاورات المقبلة وكذلك موضوع الاطار العام وما يتم مناقشته الان و هذه جزئية مهمة وعرض الطرفين رؤيتهما وتصورهما امر ايجابي لتقريب وجهات النظر لحل سياسي وأمني شامل يقضي الى رفع المعاناة وايجاد حلول جذرية.
هل المرحلة الحالية تحتاج إلى الحكمة وإلى حكيم أكثر منه إلى سياسي؟
– نعتقد انه ما هو مطلوب في هذه المرحلة هو الحكمة والجدية والمصداقية والشفافية في طرح القضايا وكذلك العمل السياسي الجاد لأننا أتينا إلى الطاولة ونحن نريد حلولا سياسية ولا نريد اللف والدوران ونريد مصداقية وحتى الان هناك روح ايجابية ونتمنى ان تفضي هذه المشاورات الى حلول ونحن حريصون على ذلك.
تقدمون انفسكم على اساس انكم التيار الوطني الذي يمثل الشعب في حين هناك شرعية ممثلة بالرئيس والحكومة، لكن دعني أسأل عن مكان الشعب اليمني بينكم، أين الشعب اليمني منكم ومنهم؟
– بعيدا عن هذه المسميات والالقاب نحن اليوم على طاولة ونأمل ان تفضي إلى حلول وشراكة حقيقية لبناء اليمن الجديد الذي يفضي إلى دولة عادلة ومستقلة ومقتدرة وتخدم ابناءها وتعمل على نمائه وتطويره.
لماذا رفضتم فتح ممرات إنسانية لإيصال المساعدات للمتضررين في تعز وابين مثلا، كما رفضتم الضربات الموجهة لتنظيم القاعدة الذي تعتبرونه عدوكم الأول في اليمن؟
– دعيني احتج على سؤالك وانت تتحدثين عن هذه الأمور وكأنها المسلمات فنحن لم نرفض وهذا الكلام غير صحيح، ففي مسودة وقف اطلاق النار التي تم الاتفاق عليها في 15 ابريل الماضي بالكويت تم التأكيد على وقف الأعمال القتالية بشكل كامل وبما لا يستثني أي منطقة وفي مقدمتها محافظة ابين ومأرب وتعز، وان يكون هناك فتح للممرات الانسانية سواء على الشعب اليمني المحاصر ككل والذي يعاني ونحن طالبنا برفع القيود التجارية والاقتصادية على اليمن وحرية تنقل المواطن اليمني سواء بالداخل أو الخارج وهذا ما أكدت عليه مسودة الاتفاق.
اما بالنسبة لتنظيم القاعدة نحن أول من دعا لقتال ومواجهة الجماعات الاجرامية المقاتلة في داعش والقاعدة ونحن أكثر من أكتوى بنار هذه الجماعة ونحن اكثر من حذر من خطورة هذه الجماعة التي استخدمت ضدنا وبعض القرى كانت تقاتل الى جانبها الى خندق واحد وهذا معروف، ما نؤكده انه لابد من وقوف جاد لمواجهة هذه الجماعات الاجرامية واستغرب من اننا رفضنا هذه الضربات.
أنا لم آت به من جعبتي وانما هذا ما أعلن عبر وسائل الاعلام؟
– بالعكس نحن نؤيد محاربة هذه الجماعات الارهابية وندعو جميع اليمنيين للتلاحم والاصطفاف لمواجهة هذا الاجرام لكن في نفس الوقت نرفض أي تدخل اجنبي في اليمن فلدينا القدرة والامكانات لمحاربة هؤلاء المجرمين في حال ما توحدنا.
ونحن ندعم اللفتة الاخيرة الجادة في ان تكون القوات اليمنية يمنية لمواجهة هؤلاء المجرمين.
هناك اتهامات بأنكم لا تلتزمون بقرار وقف اطلاق النار كما أنكم تدعمون الطرف الحكومي بخرق الاتفاق، هل نستطيع ان نقول بان هذا الملف اغلق الان وان الانتقال الى المباحثات السياسية لن يفتح المجال للعودة للحديث عن وقف اطلاق النار؟
– بالنسبة لتثبيت وقف اطلاق النار كان الاتفاق في سويسرا ان يكون بالتزامن مع أول ساعة تنطلق فيها المباحثات وللأسف لم يلتزم وكان سببا رئيسا في تعثر المفاوضات، والان في الكويت كان الاتفاق على وقف اطلاق النار قبل البدء في المشاورات بأسبوعين وفي الاصل تم ذلك قبل بدء المشاورات بأسبوع، وتم التوقيع على الاتفاقية الشاملة وتشكيل لجان لمراقبة وقف اطلاق النار في المحافظات الملتهبة وحددت لها محافظات وللأسف كان هناك تلكؤ من الطرف الآخر بعدم الالتزام واستمرت الغارات الجوية، واستمررنا لاكثر من 5 ايام في البحث عن كيفية تفعيل الآليات التي تم الاتفاق عليها لتثبيت اطلاق النار وسمو الأمير اكد لنا ضمانته بمخاطبة المملكة العربية السعودية وبالفعل تم وقف الغارات الجوية على مدار الايام الماضية ونؤكد ان هذه الجزئية حساسة ومهمة لان اي تصعيد على الميدان سيؤثر سلبا على العملية السياسية.
كيف تقيمون وضعكم الحالي، هل انتم تتفاوضون من مبدأ قوة وهل ترون ان موقفكم قوي وانكم اصحاب حجة؟
– بالتأكيد موقفنا ذو حجة ويستند استنادا كاملا على مرجعية العملية السياسية التي تعتمد على المبادرة الخليجية وآليات تنفيذها ومخرجات الحوار الوطني والقرارات الاممية ذات الصلة ومنها القرار 2216 ونستند الى الطرح العقلاني والواقعي والمنطقي في اهمية التوافق على سلطة توافقية لجميع الاطراف يشارك فيها الجميع وتكون الوعاء للجميع وتنفيذ الاجراءات التي سيتم الاتفاق عليها في هذه الجولة وغيرها، فنحن نستند الى دعم شعبنا اليمني العظيم.
سمو الامير حريص كل الحرص على انجاح مباحثات السلام في اليمن، لإبرام الاتفاق النهائي، كيف تقيمون الدور الكويتي في سير هذه المفاوضات؟
– بالنسبة للقائنا بسمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد فوجئنا بانطباع ايجابي جدا جدا ولمسنا حرصه الشديد وأؤكد حرصه الشديد لإنجاح هذه المفاوضات، وأكد سموه انه سيكون عونا لنا في الدفع باتجاه ايجاد حلول توافقية دون تدخل او فرض أجندات على أحد كما حثنا سموه على التوصل الى حلول توافقية بين الاطراف وان الكويت تكون مساعدا ونحن لم نتفاجأ بمواقف سموه فهو معروف عنه بأنه رجل الاطفاء الأول في المنطقة.