الحقيقة تنشر كلمة الرئيس صالح الصماد أمام الحشود المليونية في مسيرة تأييد المجلس السياسي الأعلى
“الحمدُ لله رَبِّ العالمين، وصلى اللهُ وسلّم على سيدِنا محمدٍ وعلى آله الطيبين الطاهرين.
الأخ/ الدكتور قاسم لبوزة نائب رئيس المجلس السياسي الأعلى.
الإخوةُ أعضاء المجلس السياسي الأعلى.
الأخ يحيى الراعي رئيس مجلس النواب.
الإخوةُ أعضاء مجلس النواب.
الإخوةُ أعضاء مجلس الشورى.
الإخوةُ القائمون بالأعمال.
الإخوةُ القيادات العسكرية والأمنية.
الإخوةُ قادة الأحزاب السياسية والمنظمات.
الحاضرون جميعاً..
السلامُ عليكم ورحمةُ الله تعالى وبركاتُه..
يا جماهيرَ الشَّـعْـبِ الـيَـمَـني، يا مَن تتجسَّدُ فيكم عزةُ الـيَـمَـن وكرامتُها وصمودها، أَيـُّـهَـا الحشدُ الكريمُ، يا مَن أتيتم رغم الصعاب وقطعتم الوديان والسهولَ والجبال غير آبهين بحماقاتِ العُـدْوَان وجرائمه وتهديداته وحصاره، جئتم مبادِرين مؤيدين وداعمين، فأنتم من تكتبون الوقائعَ، وأنتم مَن تصنعون النصر وتصنعون التأريخ وتصنعون الانتصارات، الصمودُ والمواقفُ البطوليةُ التي يُسَطّرُها رجالُ الجيش واللجان الشَّـعْـبية ما هي إلا نفحةٌ من نفحات صمودكم، من نفحات ثباتكم، فهم أبناؤكم إخوانكم آباؤكم أقاربكم، فأنت أنتم يستمدون منكم الإباء والصمود والصبر.
إن تشكيلَ المجلس السياسي جاء تلبيةً لطموحاتكم؛ ونزولاً عند رغباتكم التي تنبئُ عن حِسٍّ وطني عالٍ يراعي مصالحَ الوطن فوق كُلّ المصالح، وأتى المجلسُ السياسي لسد الثغرات التي يحاول الأعداءُ النفاذَ منها؛ لتفكيك هذا الشَّـعْـب وتمزيقه بعد أن عجِزَ عن تحقيق أي تقدم في الميدان.
أَيُّهَا الشَّـعْـبُ الـيَـمَـني العظيم، من بين الحشود ومن بين أصوات رجال الـيَـمَـن ونسائه وأطفاله نوجِّهُ رسالتَنا للعالَمِ أجمعَ، أن هذا هو الشَّـعْـبُ الـيَـمَـني، وهذه هي الديمقراطية وهذه هي الشرعية، أين أبصارُ تلك الدول؟، أين أبصاركم هل أعماها النفط السعودي؟، فلو كانت دماءُ أَبْنَــاء الـيَـمَـن تسيلُ نفطاً لالتفتم إليها!، ألا ترون الشَّـعْـبَ الـيَـمَـني هذه الحشود التي ربما تساوي أضعافَ سكان أربع من دول الخليج التي هي تشارك في العُـدْوَان على الـيَـمَـن.
مَن أنتم حتى تعتدوا على الشَّـعْـب الـيَـمَـني، عارٌ على مَن يرى ويسمع ثم يتآمر على الشَّـعْـب الـيَـمَـني مع ثلة لم تحمِ نفسَها، ناهيك عن أن تدير بلدها، عارٌ عليكم أن تتآمروا على شعب الـيَـمَـن الذي لم يكن يَـوْماً يمثّلُ مصدرَ قلق، لا لدول الإقليم ولا للأمن والسلم العالمي، أنتم عندما تتآمرون على شعبنا فأنتم تقتلون أَنْفُسَكم؛ لأنكم تقتلون مهد العروبة وتقتلون معدن الحضارة.
أَيُّهَا الحكوماتُ في مختلفِ دول العالم، يا من تتشدقون بالحرية واحترام حق الشعوب في تقرير المصير، أين احترامكم لإرادة الشَّـعْـب الـيَـمَـني؟!، احترموا إرادة الشَّـعْـب الـيَـمَـني وخياراته الشرعية والديمقراطية، فإذا لم تسمعوا لصوت هذا الشَّـعْـب وتحترموا إرادته فإنكم غيرُ جديرين باحترام شعوبكم التي ستحاسبكم يَـوْماً ما، طال الوقت أم قَصُرَ، فالشعوب لا يمكن أن تُقهَرَ، ولكم في فلسطين عبرةٌ رغم إحاطة الكيان الصهيوني وامتلاكه أفتكَ الأسلحة إلا أن أكثرَ من خمسين عاماً لم يستطع أن يُركِعَ الشَّـعْـبَ الفلسطيني، فهل طلع يَـوْماً في مخيلة النظام السعودي ومن يقف وراءه من الأمريكان أن باستطاعتهم أن يركعوا هذا الشَّـعْـب لو لم يبقَ في هذا الشَّـعْـب إلا أُسَرُ الشهداء وأقاربهم لكانت كفيلة بأن تثأر لهذا الشَّـعْـب، ناهيك عن هذه الحشود المليونية وغيرهم في جميع أرجاء الـيَـمَـن.
أيها الحشدُ الكريمُ أن العُـدْوَانَ السعودي الأمريكي لم يفهم أن هناك معادلةً قويةً جديدةً بدأت تتشكّل على الساحة الـيَـمَـنية هي سلاحنا الرادع في مواجهة عُـدْوَانه وأنتم أنتم يا أَبْنَــاءَ شعبنا أنتم ركيزتها الأساسية وأنتم الصخرة الصلبة التي ستتحطم عليها كُلُّ مؤامرات الأعداء.
أيها الشَّـعْـُب الـيَـمَـني الصابر المجاهد لا يخفَاكم حجمُ التحدّيات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية والاجتماعية التي خلّفها العُـدْوَان السافر، وهنا وأمام هذا الحشد نقول لكم: إن المجلسَ السياسي الأعلى جاء ليلبيَ طموحاتِكم وليعملَ على خدمتكم وإخراج البلد من محنته، وأمام هذا الحشد نقولُ وبكل موضوعية حتى لا يظن البعضُ وهم معذورون أن في يد هذا المجلس عصاً سحريةً وباستطاعته أن يقضيَ على كُلّ التحدّيات فوراً، لا، فهناك مصاعبُ جمةٌ، ولكن ليس هناك شيءٌ مستحيلٌ، فبكم أنتم نستطيع أن نتجاوزَ هذه التحدّيات، وستكونُ في صدارة اهتمامات المجلس أولوياتكم الاقتصادية ليحفظ لشعبنا استقراره الاقتصادي.
وإننا هنا ونيابة عن إخوتي أعضاء المجلس السياسي نعاهدُكم أن نكونَ عند حُسن ظنكم وأن نعملَ على بذل كُلّ الجهود والطاقات وجعل أولوياتكم الاقتصادية وتلبية احتياجات شعبنا الضرورية في صدارة اهتمامات المجلس.
وهذا يتطلبُ تظافر جهود الجميع في هذا المجال الاقتصادي الذي يراهن عليه العُـدْوَان في تركيع شعبنا وأن يحققَ من خلاله ما لم يستطع تحقيقَه في الميدان، ونحن وأنتم وجميع مُؤسّسات الدولة معنيون بخطوات تكون أساسيةً للوصول إلى استقرار اقتصادي من خلال تحسين الإيرادات وترشيد النفقات ومحاربة الفساد، وبهذا نستطيع القيامَ بدور تكاملي، كما سنعمَلُ على تطبيعِ الأَوْضَـاع الأمنية ومواجَهة القاعدة وداعش والعمل على توزيع الشراكة المجتمعية والحزبية وإبراز وتفعيل دور المرأة والشباب والمصالحة الوطنية ورأب الصدْع والتواصل مع المغرَّر بهم في الداخل والخارج للعودة إلى جادّة الصواب والعودة إلى وطنهم والعودة إلى صوابهم ورشدهم، وكُلُّ هذه الخطوات ستكون في أولوياتنا من خلال البت في تشكيل الحكومة في القليلة القادمة والتي ستكون هذه كلها من أولوياتها.
حيث وخلال الأيام القادمة ستُعلَنُ الحكومة بإذن الله تعالى لتوحّد كُلّ الجهود للوصول إلى وضع مستقل إذا أمكن للوصولِ إلى إجراء انتخابات عامة، كما أَيْضاً ندعو الإخوَةَ رئيس وأعضاء البرلمان إلى معاوَدة جلسات البرلمان للمشاركة في مواجهة هذه التحدّيات.
يا جماهيرَ شعبنا الـيَـمَـني الجسور والمناضل علمتم وأدركتم ما بذلنا وبذل وفدُنا الوطني في الحوار والمفاوضات، قدمنا منتهى التفاهُمات من أجل الوصول إلى حلول سلمية، إلا أن العُـدْوَان تعمَّد إفشالها وعرقلتها؛ وإمعاناً منه في إذلال شعبنا وفي خطوة أظهرت عجز الأُمَـم المتحدة ومبعوثها ولد الشيخ تعمّد عرقلت وفدنا الوطني في مسقط في العاصمة العمانية ومنعه من العودة إلى أرض الوطن بعد مشوار لأكثر من ثلاثة أشهر، حيث تعمد العُـدْوَانُ وبدَا المبعوث ألأُمَـمي عاجزاً عن أن يستصدرَ تصريحاً لطائرة الوفد الوطني لكي تعود إلى الـيَـمَـن، فمن كان عاجزاً عن أن يخرج تصريحاً لطائرة الوفد الوطني، فهو عاجزٌ عن انتزاع حقوق الشَّـعْـب الـيَـمَـني وعاجزاً عن تحقيق أيَّة تسوية سياسية.
فمَن عجز عن انتزاع تصريح للطائرة لكي تعودَ بالوفد الوطني فهو أعجز عن انتزاع حقوق الشَّـعْـب الـيَـمَـني وعن انتزاع السلام لذلك، ومن هذا المنبر وباسم هذه الحشود نطالب وفدنا الوطني بسرعة العودة إلى البلاد وعدم الجلوس مع ولد الشيخ قبل العودة إلى البلاد والتشاور مع المجلس السياسي فيما يجب أن يفعله.
أيها الإخوة والأخوات وبالرغم من ذلك كله ورغم كُلّ هذه العراقيل فإننا نؤكد أن ذلك لا يعني قطعَ طريق السلام، فأيدينا ممدودة للسلام لا الاستسلام وللعزة لا للإذلال، سلاماً لا استسلاماً، وسندعمُ كُلَّ الجهود ونبارك كُلّ المبادرات، كما نؤكد بأننا سنمد أيدينا لكل دول العالم باستثناء الكيان الصهيوني لإقامة علاقات مبنية على الاحترام والمصالح المشتركة بل سنذلِّلُ كُلَّ الصعوبات ونقدم كُلّ التسهيلات لكلِّ مَن يبادر إلى مَدّ جسور العلاقة مع الـيَـمَـن وستكون لهم الأولوية في تبادل المنافع والمصالح المشتركة.
أخيراً كُلُّ الوُدّ والاحترام والامتنان والتقدير لهذه الجماهير الوفية التي وقفة في حَرّ الشمس غيرَ آبهٍ بالعناء من أجل أن تقولَ للعالم كلمتها.
كُلّ الشكر والاحترام والامتنان لكم أَيـُّـهَـا الجماهير الوفية لبذلكم لتضحيتكم أخص بذلك أسر الشهداء والجرحى والمفقودين ولهم منا العهد بأن نوليَهم جُلّ اهتمامنا ورعايتنا وبحجم التضحيات سيكون الانتصارُ فبكم، يا رجال الـيَـمَـن يا نساء الـيَـمَـن، سيكون النصر مدوياً وأنتم على موعدٍ مع نصرٍ يخزي الأعداء ويخزي المتراجعين ويخزي المغرَّر بهم في القريب العاجل إن شاء الله.
تحيةُ إجلالٍ وإكبارٍ لأبطال الجيش واللجان الشَّـعْـبية المرابطين في مواقع الصمود والبطولة منذ بداية العُـدْوَان ونشُدُّ على أيديهم، ونعدهم بأننا سنقفُ بكل ما بوسعنا في تعزيزهم وتعزيز الوضع الميداني، وهذا هو أملُنا في شعبنا.
والسلامُ عليكم ورحمةُ الله تعالى وبركاته.