الحقيقة الغائبة .. اسرائيل تقود العدوان السعودي على اليمن
عين الحقيقة / عبدالخبير المهيوب
نقطة الاكتشاف في هذه المعادلة ظهرت في أول يوم بدأ فيه العدوان على اليمن، حيث لاحظ سائر اليمنيين تكرار التحليق المكثف لطيران العدوان السعودي المعادي و كثافة غاراته على العاصمة والمدن والقرى في أوقات الصلاة وأثناء صلاة الجمعة حتى أن الأذان كان بمثابة صفارة الإنذار المعلنة بقدوم الطيران واستهدافه تجمعات سكانية ومنشآت مدنية.
في البداية كان اليمنيون يستغربون من هذا الفعل على اعتبار أن العدو السعودي مسلم و على رأسه خادم الحرمين مسلم والذي عليه بحكم موقعه في بلاد الحرمين الشريفين أن يحترم قدسية تلك الأوقات وكذلك باعتبار أن الطيارين مسلمين يفترض أن يكونوا في المصلى ليؤدوا فريضة الصلاة لا أن يكونوا في الجو يقتلون المدنيين أثناء الصلاة في مساجدهم وبيوتهم .
هكذا اعتقد اليمنييون في بادئ الأمر لكنهم سرعان ما اكتشفوا أن الأمر ليس كما اعتقدوا وليس كما تصوروا فالقصف أثناء الأذان وأثناء قيام الصلوات هو من أعمال اليهود تماما كماكانوا يفعلون في قطاع غزة وفي جنوب لبنان حين كانوا يكثفون من غاراتهم أثناء الصلاة وبالطريقة ذاتها التي تستخدم في اليمن إلى جانب استهدافهم اكبر قدر من المدنيين والمنشآت المدنية بهدف اثارة الرعب واستعراض القوة وطغيانها الذي لا يرحم.
هذا أمر تكتيكي مرسوم بالنسبة لليهود؛ فأكثر ما يزعجهم هو تجمع المسلمين في المساجد واستماعهم المواعظ التي يعتقدون أنها تحرض الناس ضدهم، فهم يرون أن المساجد أشد خطرا على كيانهم، كما قال أحد قادتهم إذا رأيتم المسلمين يجتمعون في صلاة الفجر في مساجدهم كإجتماعهم في صلاة الجمعة فاعلموا أن دولة إسرائيل في خطر.
كذلك قصف المدنيين والمنشآت المدنية في اليمن هو اسلوب مستخدم ومتبع لدى الكيان الصهيوني في عدوانه على غزة وجنوب لبنان . وهدفه الإرهاب والتخويف وإثارة الرعب بين الناس حتى يتجنبوا المواجهة.
حقيقة كنا نستغرب ونتساءل لماذا يقصفنا العدوان السعودي في أوقات الصلاة بالذات .. ولماذا يقصف المدنيين والمنشآت المدنية؟ وهاهي حقيقة الأمر بدت واضحة، فمن يقصفنا بالطائرات السعودية هم طيارون تابعون لوزارة الحرب الإسرائيلية وإن كان هناك طيارين غير يهود فإنهم يخضعون ﻷوامر غرفة العمليات الجوية التي تديرها نخبة من ضباط وزارة الحرب الإسرائيلية ، ومعروف إن سلاح الجو الملكي السعودي منذ أن تسلمته وزارة الدفاع السعودية هو سلاح تتحكم به ( البنتاجون) ) وتديره خبرات عسكرية صهيونية باسم الكيان السعودي، وهذا الكلام حقيقي وليس تخمينا أو اجتهادا.
إذن نحن نعرف بأن الطيارين الذين يقصفون اليمن بتلك البشاعة والدموية في أوقات الصلاة وفي التجمعات إنما هم طياريون يهود وهم أنفسهم ممن قصفوا غزة ولبنان ، وأصبحنا نعرف أن اليمن يتعرض لعدوان صهيوني عالمي تقوده أربع دول هي الأكثر انتماء للصهيونية العالمية والأكثر قوة في العالم سلاحا ومالا ( أمريكا بريطانيا. السعودية . إسرائيل).
هذه الدول الأربع تعمل منذ عقود على تفكيك العالم العربي والإسلامي وتحويل المجتمع العربي والإسلامي إلى دويلات طائفية ضعيفة متناحرة ومتخاصمة حتى لا يستقر فيها أي نظام سياسي أو اقتصادي أو إجتماعي ليسهل على الصهيونية ابتلاعها ونعرف في اليمن أن الرباعية الصهيونية قد أعدت عدتها لذلك منذ زمن في داخل بلدان المسلمين ومن أهم إعداداتها استقطاب شباب وتنظيمهم تحت ما أسمي الجماعات والتنظيمات الإسلامية وزودتها بالأموال والأسلحة والتدريب ومكنتها من الوصول الى مفاصل السلطة ومراكز صناعة القرار في بلدان العرب والمسلمين ووضعتها تحت الإشراف المباشر لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية.CIA تأهيلا وتدريبا وتسليحا وتنفيذا للعمليات.
صارت أغلب أنظمة دول العرب مخترقة من قبل تلك الوكالة ، فإذا تمردت إحدى الدول عن الرباعية الصهيونية سلطت عليهاجماعة إرهابية من الإخوان المسلمين في بلدها وأوعزت إلى الكيان السعودي بدعمها بكل لوازم العدوان من أموال وسلاح باعتبار أن هذا الكيان معني بالتمويل تماما كما حدث في اليمن ودول عربية أخرى.
في اليمن وبعدما ثار اليمنيون على نظام التبعية والوصاية الصهيونية وقضوا على أتباعها اعتبرت اليمنيين متمردين عن الولاء و البقاء تحت الوصاية الأجنبية و اعتبرت تمردهم وثورتهم على عملائها تحد صارخ للصهيونية العالمية لذلك عمدت الى العدوان على اليمن والجمت أفواه العالم عن الحديث عن مأساة اليمن وهو ما يسمى بالصمت الاستراتيجي الذي لم يسبق له مثيل في التاريخ.
إن تسمية اليمنيين بالمتمردين أو الإنقلابيين لا يعني تمردهم أو انقلابهم على شرعية عبد ربه هادي وعلي محسن واليدومي كحكام تابعين كما يروجه الإعلام السعودي بل يعتبرون متمردين على الصهيونية العالمية التي لم يتجرأ أحد في العالم أن يتمرد عليها ومن أجل ذلك كان العدوان .
لقد كان اليمنيون يدركون تماما أن الصهيونية العالمية قبل عدوانها على اليمن كان هدفها عبر عملائها تقسيم اليمن وتمزيق وحدته وإخضاعه بأقسامه المختلفة للصهيونية العالمية تماما كمافعلت في منطقة الخليج التي صارت مع السعودية خاضعة للصهيونية العالمية.
وحتى يتنجنب اليمنييون ذلك ثاروا على نظام هادي وعلى المشروع الذي كان يديره تحت إشراف السفيرين الأمريكي والبريطاني والسفير السعودي في اليمن والمرتبط بالمشروع الصهيوني في الشرق الأوسط.
قد يسأل سائل: لماذا تريد الصهيونية ذلك في اليمن ؟
الجواب هو لأنها تعرف أهمية موقع اليمن العالمي وكمية ثروات اليمن الهائلة، وأهمية الثروة البشرية المسلحة في اليمن وخطورتها على إفشال المخططات الصهيونية ، وتعرف أن شعب اليمن إذا ملك قراره واستخرج ثروته وبنى دولته المستقلة فإنه سيشكل قوة رادعة ستكون عائقا أمام تحقيق الهدف الصهيوني في إقامة دولة إسرائيل من الفرات إلى النيل، والتي يريدون أن يكون لها السيطرة الكاملة على الشرق الأوسط.
هذا الأمر قد لا تعرفه جماهير الشعوب العربية والإسلامية باستثناء اليمن ولكن يعرفه كل القادة العرب والمسلمين الذين يغضون الطرف عنه ويلجأون إلى تضليل شعوبهم وتزييف الحقائق حوله خوفا من أن يلحق بهم الأذى من قبل دول الرباعية الصهيونية التي يعتقدون خطأ أنها لا ترحم من يعارضها.
لهذا نجد معظم قادة العالم العربي والإسلامي رغم معرفتهم بمايحدث في اليمن من قتل وخراب ودمار ىلا يحرؤون على ادانة ما يجري أو الحديث عنه، بل فضلوا الصمت مستسلمين خاضعين وخائفين، وهذا معناه أن زمن القادة العظماء المناهضين للصهيونية ولى وجاء زمن قادة لا نجدهم إلامطأطئي الرؤوس ضعفاء، شعوبهم فقيرة وأنظمتهم هزيلة ومواقفهم مرتعشة وقراراتهم تسير في اتجاه البوصلة الصهيونية، فإذا انحرفت باتجاه مصالح شعوبهم تكون الكارثة عليهم وعلى شعوبهم.
هذه هي الحقيقة الغائبة عن الكثيرين والتي كشفها اليمنييون من خلال الوقائع على الأرض والتي يجب على شعوب اﻻعرب والمسلمين أن يدركوها ويتخذون مواقف رادعة لمواجهتها.
العدوان الصهيوني على اليمن جعل الكل يعرف أن الخطر الصهيوني الذي يهدد الإسلام والشعوب المسلمة قادم من الغرب عبر أرض الحرمين و ينفذ على يد الكيان السعودي الذي يمثل الركن المالي الأقوى من أركان الصهيونية العالمية ، وهذا أبرز ما كشفه اليمنييون للعالم العربي والإسلامي واصبح معلنا أمام الجميع.