الحزبية تقيد الحرية نائب وزير الخارجية : حسين العزي
الحزبية تقيد الحرية نائب وزير الخارجية : حسين العزي
الحزبية شكل من أشكال الإعدام لشخصيتك الحرة وهي قيد ثقيل على معنى الحرية والديمقراطية والمصداقية والإنصاف وكل شيء جميل تحوله الى عناوين بلا واقع
أي شيء خذ كمثال الديمقراطية ستجد أنها تضربها في أهم مرتكزاتها فهي تضرب حقك في ترشيح نفسك لصالح مرشح الحزب وهي تضرب حريتك في الاختيار حيث يصبح في العادة مرشح حزبك هو خيارك الوحيد والا اصبحت خائنا للحزب وتنقل صوتك من صوت انتخابي حر نابع عن قناعتك بأي مرشح يمني الى صوت تنظيمي محتكر لمرشح حزبك .
كما أن التعددية الحزبية تضرب حكم الأغلبية وترسخ حكم الأقلية فعندما يتوزع ١٠ مليون ناخب على 20 حزب وكان نتيجة أعلى حزب فيها مثلا٦٠٠ألف صوت سيصبح مرشح هذا الحزب هو الفائز فيما ٩مليون واربعمائة الف صوت ( الاغلبية ) تذهب أدراج الرياح .
– ثم أن الحزبية تجيش الأحقاد والصراعات فتنقلها من صراع بين أفراد متنافسين الى صراع بين جماعات تضم مئات الالاف من الناس كما أنها تؤبد المنافسة فتنقلها من منافسة موسمية في كل دورة انتخابية الى منافسة حزبية مستمرة فتنتج في العادة سلطة مشوشة ومعارضة مهمشة وتجعل الجميع لايحصد سوى الفشل الذريع فلا السلطة محترمة ولا المعارضة محترمة ولا شغل ولاعمل لكليهما إلا المكايدة والمزايدة وتعميق الانقسامات
– أيضا تضرب الديمقراطية في بعدها المتصل بالتبادل السلمي للسلطة وفي تجربتنا اليمنية رأينا كيف تتحول الحزبية الى ملمح صارخ من ملامح الديكتاتورية وكيف تخترع الاحزاب السلطوية الف طريقة وطريقة لمسخ الانتخابات وتحويلها الى عنوان للغش وموسم للبيع والشراء وعرفنا خلالها كيف يمكن للدورة الرئاسية أن تتحول بقدرة قادر من 4سنوات إلى 40سنة .
وكيف يمكنك ان تكون رئيسا من المهد الى اللحد سواءا كنت رئيسا للدولة أو حتى رئيسا للحزب وهذا امر واضح ومعروف .
إن الحزبية دمار شامل الى الحد الذي تضرب حتى علاقتك بربك فنكذب من اجل الحزب وتبيع وطنك وشعبك لان حزبك باع وتشتم اليمنيين لان حزبك يشتمهم وهم من كان النبي يناديهم بأحسن الالقاب ومنها أهل الايمان والحكمة والانصار لذلك قد توقعك الحزبية في الظلم وقول الزور والمواقف غيرالمشرفة مع كونك ذلك اليمني الاصيل النبيل .
كما أنها تحول المشهد إلى بيئة عقيمة لاتنتج رجال دولة يحكمون بالقانون أويبنون دولة أو يرسخون حياة العدل والمواطنة المتساوية في واقع الناس , والسبب أن الحزبية تضرب كل هذه المعايير وتصبح هي المعيار في التوظيف وفي التعيين وفي كل شيء بدلا عن معايير الكفاءة والنزاهة وقد رأينا كيف فشل النظام البائد في بناءالدولة وكيف تحولت دولة السبعة الف عام الى دولة هشة وفاسدة وكيف ضاعت ٤٠ سنة من دون اي انتاج حقيقي في حين وجدنا الصين التي تنعدم فيها مهزلة التعددية الحزبية – تتحول من بلد الملاريا الى المارد الأول عالميا في ظرف ٢٧ عاما فقط .
-الحزبية تضرب في داخلك حتى الغيرة ع وطنك الا من رحم الله من الشرفاء والاحرار ولذلك وجدنا اكثر المرتزقة من الاحزاب في حين وجدنا جل المدافعين عن الوطن من أولئك الذين لم يتلوثوا بداء الحزبية من المواطنين ومعهم طبعا الشرفاء من قادة الاحزاب .
وأختم هنا بالتأكيد على أنني في هذه الاطروحات لا أمثل إلا نفسي ورأيي الشخصي منطلقا مما أحمله من حب للجميع متمنيا أن أرى كل اليمنيين يخرجون من ضيق الانتماءات الحزبية إلى رحابة الانتماء لليمن والوطن والشعب ..