الحرب على صنعاء… اقتصادية أيضاً: واشنطن تلوّح بالحصار
بموازاة استمرار الغارات الأميركية على الأعيان المدنية والبنى التحتية اليمنية في صنعاء وعدد من المحافظات، اتجهت واشنطن نحو تصعيد الضغوط الاقتصادية ضد صنعاء إلى الحد الأقصى، محاولة تحقيق ما فشل الخيار العسكري في تحقيقة منذ أسابيع. إلا أن تهديد واشنطن بفرض حصار بحري ومنع وصول السفن التجارية إلى موانئ الحديدة سيعقّد المشهد في البحر الأحمر ويدفع صنعاء الأخيرة نحو اتخاذ خطوات موازية شديدة التأثير والحساسية، سيما أن حركة «أنصار الله « تمتلك أوراقاً اقتصادية لم تستخدمها بعد، منها حظر مرور السفن التجارية الأميركية وسلاسل إمدادات النفط الأميركي والإسرائيلي في نطاق عملياتها، مع إمكانية رفع سقف الرد، وفقاً لأكثر من مصدر اقتصادي في صنعاء.
وبعد أيام من دخول سفينة نفط تحمل 48 ألف طن من مادة البنزين إلى ميناء رأس عيسى في الحديدة بتصريح من فريق التفتيش الأممي في جيبوتي، أصدرت وزارة الخارجية الأميركية بياناً أكّدت فيه اعتزامها تشديد الحصار على اليمن وتعطيل الموانئ اليمنية الواقعة على البحر الأحمر بذريعة تعطيل أي مصادر لتمويل الحوثيين، معتبرة تفريغ السفن في الموانئ الخاضعة لسيطرة الحوثيين انتهاكاً للقانون الأميركي، في ضوء تصنيف واشنطن «أنصار الله» منظّمة إرهابية أجنبية.
وأكّد مصدر عسكري في صنعاء لـ «الأخبار أن «تصعيد واشنطن الاقتصادي محاولة مكشوفة للهروب من فشلها العسكري»، وأشار إلى أن «صنعاء ستواجه أي تصعيد اقتصادي بتصعيد مواز له وأن الحل الأنسب يكمن في وقف جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع كون هذا الخيار سيكون الأقل كلفة على أميركا».
وتزامن ذلك مع تصاعد العمليات الجوية التي تنفّذها واشنطن ضد قطاع الاتصالات اليمني الذي يُعد أحد أهم القطاعات الخدمية والاقتصادية في البلاد. وعلى مدى الأيام الماضية استهدف الطيران الأميركي بسلسلة غارات محطات وأبراج اتصالات في محافظات عمران وإب وصنعاء وصعدة، ما أدّى إلى تدميرها.
من جانبها، ردّت قوات صنعاء على الغارة الأميركية التي طاولت حياً سكنياً في مدينة الحديدة الساحلية، مساء أول أمس، وأوقعت 12 قتيلاً بينهم 6 نساء و4 أطفال و16 جريحاً، وكذلك على هجمات أميركية طاولت جبل نقم في صنعاء، بعمليتين ضد أهداف أميركية وإسرائيلية. وقال المتحدّث باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، إن «سلاح الجو المُسيّر ضرب هدفاً عسكرياً في مدينة يافا (تل أبيب) المحتلة بطائرة مُسيّرة من طراز يافا. وفي عملية منفصلة، قامت قوات صنعاء بعملية هجومية استهدفت عدداً من القطع الحربية الأميركية، على رأسها حاملة الطائرات هاري ترومان، شمال البحر الأحمر، باستخدام طائرات مُسيّرة».
رشيد الحدادالخميس 10 نيسان 2025