الحرب العبثية.. وخسارة من أشعلها!!…بقلم/محمد أبو نايف
السعوديون ومن معهم من بعران الخليج يكشفون للشعوب العربية ضعفهم وخوفهم من كلمة وموقف الحق وحساسيتهم من أي شيء له علاقة باليمن وخسارتهم الكبيرة فيها وهزيمتهم وحلفائهم الأمريكان في المعركة
سبحان الله العظيم كيف تدبيره فاق كل تدبير … سبحان الله العظيم وبحمده … ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..
حرب منسية في اليمن بدأتها أمريكا والسعودية بإعلان واشنطن الشهير وأعلنوا تشكيل تحالف دولي بقيادة أمريكا للعدوان على اليمن في مارس ٢٠١٥ م.
ست سنوات ونصف قتلت دول التحالف العالمي على اليمن بقيادة أمريكا والسعودية مئات الآلاف من اليمنيين الأبرياء ظلماً وعدواناً ودمروا كل البنى التحتية اليمنية وعشرات الآلاف من المنازل والأعيان المدنية دمرتها الطائرات الأمريكية والبريطانية والسعودية والإماراتية والإسرائيلية في اليمن ..
وصفت الأمم المتحدة على اليمن الوضع الإنساني باليمن بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم !!!
كان هذا الوصف للوضع الإنساني قبل أربع سنوات ، وقبل تشديد الحصار وحظر مئات المواد الأولية والسلع الاستهلاكية من الدخول لليمن برعاية دولية ..!! فما بالكم اليوم !؟ كيف يفترض أن يتم توصيف الوضع الإنساني في اليمن.؟
وصف كثير من الصحفيين والإعلاميين والسياسيين الأجانب والعرب الحرب هذه بأنها حرب عبثية وبينوا كيف أن من بدأها فشل في تحقيق أهدافه فارتدت عليه نتيجتها العكسية وأنهكته اقتصاديا وعسكريا وسياسيا وأخلاقيا ولكن الكبر والغرور والغطرسة هي ما يبقيها نارها مستعرة ليومنا هذا ..
خسرت أمريكا والسعودية في هذه الحرب العبثية كل سمعتها وهيبتها في اليمن.. انكشف العالم كله كذب مزاعم الأمم المتحدة وادعاءات الحرية والاستقلال والسيادة وغيرها من شعارات المبادي الإنسانية والقانون الدولي والكلام الفارغ إياه .. وفضحت الحرب العالمية على اليمن مزاعم كل أذناب أمريكا وإسرائيل في العالم وسقطت الأقنعة وعجزت الأمم المتحدة على أن تغطي سوءتها بعد ما ساء وجهها وفشلت كل محاولتها بالكذب والخداع أن تضلنا وتسخر من عقولنا كما تفعل مع بقية شعوب العالم .
إذا بحثتم عن كلمة #الحرب_العبثية في محرك البحث جوجل ستجدون أكثر من ألف نتيجة كلها جاءت قبل تصريحات السيد جورج قرداحي وزير الإعلام اللبناني المعروف كأيقونة إعلامية عربية محبوبة لدى جمهور القنوات الفضائية العربية .
ما يؤكد أن هذا المصطلح قيل من جانب وجهة أصدقاء السعودية أكثر من جهة خصومها ولذلك فإن الحنق والارتباك الذي شهدناه مؤخراً وحالة الهيستريا التي أصيبت بها حكومة آل سعود ليست بسبب الكلمة التي صرح بها السيد جورج والموقف المبدئي من الحروب في الوطن العربي سواءً سوريا أو اليمن ..
ولفهم السبب وراء كل هذا الغضب السعودي من تصريح وزير الإعلام اللبناني يجب فهم خلفية العلاقة التاريخية بين الحكومة اللبنانية والأسرة السعودية لتدركوا السبب الحقيقي وراء هذا الموقف المضحك .. ولأن العلاقة بينهم هي علاقة تابع ومتبوع جسدتها تصريحات الولد سعد الحريري رئيس الحكومة السابق الذي تعرض للضرب والإهانة والاحتجاز قبل سنوات وهو رئيس حكومة ظناً من الأسرة السعودية أنها ستؤدب كل من يخرج عن طاعتها من فتياتها وصبيانها ولكم في مواقف الولد سعد الحريري وما حدث له مع أسياده دروس وعبر ..
لكن هذه العلاقة المهينة لكرامة الإنسان وأدميته والتي تنتقص من البلد العربي الشقيق لبنان الصمود والتحرر والاستقلال بالتأكيد لا نقبلها كعرب ولا يقبلها أحد من اللبنانيين المحترمين أمثال السيد جورج قرداحي وزير الإعلام.
الحرب العبثية في اليمن يجب أن تتوقف .. هكذا قالها بدون أن يقصد السيد الوزير إهانة السعودية وإنما أعلن موقفه المبدئي ورأيه الشخصي بطلب من مقدم البرنامج وبشكل عفوي .. لكن الحمقى في السعودية مصرون على إهانة وإذلال الشعوب فقرروا خوض حرب إعلامية ودبلوماسية وسياسية مفتوحة مع لبنان لأجل هذه الكلمة كجزء من استراتيجية أمريكية وإسرائيل لصناعة الفوضى الخلاقة في لبنان والعراق وسوريا واليمن والمنطقة كلها لتبقى مشتعلة مليئة بالأزمات والحرائق خدمة لكيان العدو الإسرائيلي الذي يعد الأيام والأسابيع والأشهر والسنين الأخيرة قبل زوالها كليا من الوجود إن شاء الله .
لكن هذه المرة لم يحالف الحظ السعودية والسيد جورج قرداحي المعروف بمواقفه المبدئية وسجله المهني عربيا وعالميا ليس الولد سعد الحريري الصعلوك الذي كان يرتب لهم حفلات العهر والدعارة وهما عقدة الصراع والمشكلة التي لم يستطع المسعود فهمها وتجاوزها وأصروا واستكبروا استكبارا فكان وقع رفض الاعتذار عن هذا الموقف المبدئي بمثابة صدمة لحكومة آل سعود ومن يدور في فلكهم من مشيخات الخليج الذين أينعت رؤوسهم فحان قطافها قريبا إن شاء الله، السيد جورج قرداحي إعلامي معروف بمهنيته من لبنان وهو اليوم يعمل في منصب وزير الإعلام ، والسيد عبدالباري عطوان إعلامي معروف بمهنيته من فلسطين العزيزة ، ومثلهم عشرات الآلاف من الأحرار العرب قادرون على إيقاف الحرب العبثية في اليمن بمشاركة بسيطة منهم ولو بمقالة واحدة أسبوعيا .
فو الله إن آل سعود لا يحتملون التصريحات المسيرة ولا مقالات الرأي البالستية.. سيتوقف العدوان والحرب العبثية في اليمن خلال أسابيع إذا انطلقت الحملات الإعلامية للمطالبة بوقف الحرب العبثية كموجات البحر أسبوعيا ليسمع العالم كله ويعرف الحقيقة ويرى سوءة وجرائم أمريكا وإسرائيل وآل سعود لأنهم كيانات ضعيفة قائمة على الباطل والكذب ولا تقوى على مواجهة الحق وكلمة الحق من الأحرار وقادة الرأي في الأمة العربية .
أعلنت أمس الأول حكومة آل سعود إجراءات عقابية ضد حكومة وشعب لبنان واستدعت سفراءها في الرياض والمنامة على خلفية مواقف وزير إعلام الحكومة اللبنانية وبالتالي تشكلت وحدة إدارة أزمة لبنانية لاحتواء الموقف وتحسين العلاقات الدبلوماسية العربية ما اعتبرته مؤشراً مهم على قوة الكلمة والموقف الحق وتأثيره على كيان العدو .
السعوديون ومن معهم من بعران الخليج بدلا من فهم وادراك ما قاله السيد جورج قرداحي وزير الإعلام اللبناني وما قدم لهم من نصيحة في استجابتهم لها مصلحتهم اعتبروا كلامه وموقفه المحترم جدا إهانة لهم لأنهم متوترون بسبب الهزيمة ويشعرون بالخزي والعار ويتحرجون من أي كلام عن الحرب الخاسرة في اليمن ولذلك يهيئون الشعوب العربية للحرب الإقليمية الشاملة على طريقتهم الغبية ليستفيد من هذه المواقف محور المقاومة مجدداً … فالسعوديون بغبائهم المعهود يخدموننا كالعادة من حيث لا يعلمون .. وهذا التدبير الإلهي يستوجب الحمد والشكر لله العليم الخبير ..