الحديدة وخروقات قوى الغزو والإرتزاق . عبدالفتاح علي البنوس
الحديدة وخروقات قوى الغزو والإرتزاق .
عبدالفتاح علي البنوس
على هامش اجتماع مدير مكتب الرئاسة أحمد حامد بقيادات المنطقة العسكرية الخامسة والذي كرس لمناقشة الأوضاع في الحديدة ، والمعاناة التي يتكبدها سكان المحافظة جراء استمرار الخروقات والاعتداءات والحصار الجائر ، وتنصل قوى الغزو والارتزاق عن تنفيذ اتفاق ستوكهولم وتعمدهم المماطلة والتسويف في التعاطي مع مضامين الاتفاق الذي ما يزال خارج حيز التنفيذ بسبب رعونة وتعنت الغزاة والمرتزقة ، وتلكؤ الأمم المتحدة ، وعدم جديتها في ممارسة الضغوطات على المرتزقة وأسيادهم من أجل تنفيذ الاتفاق ، ووضع حد للانتهاكات والخروقات اليومية التي تهدد الاتفاق ، وتنذر بانفراط عقد الهدنة التي لم تطبق من قبل الطرف الآخر ، من قبل التوقيع عليه وحتى اليوم.
اللواء يوسف المداني قائد المنطقة العسكرية الخامسة، استعرض في الاجتماع الحرب اليومية التي يشنها العدوان ومرتزقته على أبناء الحديدة ، حيث تحدث عن أكثر من 51830 خرقًا لقوى العدوان منذ سريان اتفاق السويد سقط على إثرها ما يقارب من 1062 شهيدا و 3567 جريحا ، بالإضافة إلى 1285 خرقًا لطيران العدو الحربي في سماء محافظة الحديدة و57 غارة جوية مباشرة ، و ما يقارب من 6133 خرقًا للطيران الاستطلاعي والتجسسي ، وأشار إلى أن قوات العدو استحدثت 865 تحصينا عسكريا، وتم رصد 435 عملية تجميع وتحشيد للمرتزقة و110 عمليات تعزيز للوحدات العسكرية التابعة لقوى العدوان والمرتزقة في الحديدة ، بالإضافة إلى إفشال قرابة 159 عملية تسلل لقوات العدو وصد 18 عملية هجومية في مختلف محاور الحديدة ، وأشار اللواء المداني إلى أن المرتزقة قاموا باستهداف الحديدة منذ التوقيع على اتفاق ستوكهولم بما يقارب من 13481قذيفة وصاروخاً وأكثر من 32059 عملية إطلاق نار بمختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.
هذا الرصد الدقيق لخروقات وانتهاكات مرتزقة الغزو والاحتلال تشير وبما لا يدع أي مجال للشك إلى أن الحديدة تعيش في حالة حرب ولا أثر لاتفاق السويد على الإطلاق ، وأن قوى الغزو والاحتلال والارتزاق في الحديدة ماضون في حربهم وعدوانهم غير مكترثين بالاتفاق ولا بالأمم المتحدة ولا بالبعثة الأممية ، وعلى الرغم من زيارات غريفيث المتكررة ، وإحاطاته الشهرية المتواصلة ، إلا أن خروقات قوى العدوان و المرتزقة اليومية في الحديدة لم تحظ بأي إشارة إليها من قبل غريفيث الذي يعمد إلى تجاهلها ويحجم عن إدانتها ، في تصرف ينفي عنه صفة الحيادية ويؤكد على انحيازه الفاضح وأن زياراته المتكررة عبارة عن مضيعة للوقت خدمة لقوى العدوان والارتزاق ، ولكن مشيئة الله وتأييده لأبطال الجيش واللجان الشعبية ، تخيب آمال وأحلام غريفيث ومن يساندهم ويتبنى مواقفهم ، وتفشل رهاناتهم ، وتكبد المرتزقة وأسيادهم الهزائم النكراء في مختلف الجبهات ، والتي لن يكون آخرها عملية البنيان المرصوص ، وهي العملية النوعية الكبرى التي دفعت غريفيث إلى زيارة صنعاء تحت يافطة بحث سبل تنفيذ اتفاق السويد وتحقيق السلام في اليمن ، والتي باتت أسطوانة مشروخة مللنا كثيرا من سماعها دون أن نلمس لها أي أثر في الميدان.
بالمختصر المفيد، حالة الحرب والعدوان التي تعيشها محافظة الحديدة التي تأتي نتيجة تعنت قوى العدوان ومرتزقتهم ورفضهم تنفيذ اتفاق ستوكهولم والمضي في خيار التصعيد ، تفرض على أبطال الجيش واللجان الشعبية القيام بمسؤولياتهم وواجباتهم لتأمين الأهالي وحماية ممتلكاتهم العامة والخاصة ، وتتطلب الرد على خروقات المرتزقة وانتهاكاتهم السافرة ، والاستعداد للمعركة الكبرى التي يعد لها المرتزقة في الخوخة والمخا ويحشدون من أجلها بدعم وإسناد إماراتي سعودي مشترك ، فالتحركات التي يقوم بها المرتزق طارق عفاش وزيارته للإمارات والسعودية تندرج تحت هذا السياق ، وتهدف إلى تحريك ملف معركة الحديدة ، التي يبدو أن طارق عفاش حصل على الحقوق الحصرية لقيادتها ومقاولتها بمعزل عن مليشيات حزب الإصلاح ، وما يسمى بألوية العمالقة الجنوبية.