الجيلُ المحصَّنُ بالوعي والثقافة القرآنية..بقلم/ علي عبد الرحمن الموشكي
Share
بدلاً عن قضاء أوقات الفراغ في اللهو والتأثر بالسلبيات التي يكتسبها النشْءُ، من خلال قضاء أوقاتهم في الشوارع أَو مقاهي النت أَو الانسياق بعد التطرف الديني أَو الفكري أَو رفقاء السوء، وتعلم العادات السلبية؛ فالمراكز الصيفية الحل لتحصين الأجيال وإكسابهم المعرفة والنور والبصيرة القرآنية، ويتحقّق لهم الاستمتاع الكامل بالإجازة الصيفية، من خلال الأنشطة الرياضية والكشفية والمسابقات والرحلات, ويطمئن أرباب الأسر على أبنائهم من حالة الفراغ التي تكون قاتلة للنشْء، خُصُوصاً بعد انشغال دائم يكون الفكر حائراً وتائهاً حول أين يقضي الإجازة الصيفية.
كلنا نشتاق للعودة للمرحلة العمرية الطفولة والشباب لنقفَ على محطات عمرية مهمة؛ للتزود بالمعارف القرآنية؛ ليستقيم واقعنا وحياتنا وتسمو بروحيتنا وفق منهجية الله، والتي يكون فيها الإنسان بحاجة ماسة إلى الرعاية والاهتمام الثقافية والتأهيل والبناء في مجالات كثيرة، ومن أهمها: تعلم القرآن الكريم، والثقافة القرآنية الصحيحة التي تحافظ على استقامة مسيرة الحياة وتسمو بالإنسان إلى أعلى المراتب الأخلاقية والقيمية والمبادئ الإنسانية العظيمة وتحصّنه من الانزلاق وراء رغبات وشهوات وملذات التي يزيّنها الشيطان؛ لأَنَّ اكتساب الهداية في مرحلة النشء ونور البصيرة يحافظ على طاهرة الإنسان وزكاء نفسه ليحمل نفسية إيمانية تعلو بالبشرية في كافة مجالات الحياة.
لكي نحقّق ذلك النقص في واقعنا ونتلافى القصور في تأهيل أجيالنا؛ فعلينا الدفع بالنشء للدورات الصيفية والتي بفضل الله تهيئ لهذه المرحلة المسيرة القرآنية العظيمة التي أنارت دروب الحياة وإقامة الدين وفق منهجية الله ومنهاجه وإعادة الأُمَّــة إلى القرآن الكريم؛ لتفهم معانيَ القرآن الكريم وعلومه، وتتثقف بالثقافة القرآنية الصحيحة, التي تنور النشء بالبصيرة والمعرفة حتى نبني جيلاً واعياً مؤهلاً بالثقافة القرآنية وواعياً بمجريات الحياة وَمن نحن ومن هم الأعداء الذين يسعون في الأرض فساداً، ومحصناً من الغزو الفكري والثقافي ومن الحرب الناعمة والمفاسد الأخلاقية، ومستقيماً طاهراً يحمل روحية الأنبياء والصالحين والأولياء.
جميع الدول تحرص على الإجازة الصيفية للنشء بالأنشطة والأعمال والمعسكرات، فلو بحثنا أين يقضي الجيل الإسرائيلي أوقاتهم أثناء فترة الإجازة الصيفية ستجدون أنهم يقضون أوقاتهم في المعسكرات والتدريبات والتثقيف ضد العرب والمسلمين؛ حتى يمتلك النشْء لديهم الفكر الشيطاني؛ فلنحصّن الأجيال بالثقافة القرآنية والحفاظ على استمرارية انشغالهم بقضاء وقت في استفادة وسد أوقات الفراغ بدورات تنويرية وتثقيفية وترفيهية ورياضية.