الجيش واللجان يطرقون أبوب مأرب
في تقرير لصحيفة 26سبتمبر في عددها الصادر اليوم أكدت ان الضربات تتوالى مع تقدم متسارع لأبناء الجيش واللجان الشعبية الذي تمكن من عملية تطويق مدينة مأرب فيما لم يتبق لقوات هادي والإخوان الا منفذاً وحيداً يمكنهم الفرار منه باتجاه محافظة شبوة التي هي الاخرى لم يستقر فيها المقام كثيراً خاصة بعد نقل مقر القيادة الخاصة بهم من مدينة مأرب اليها الامر الذي يجعل قوات هادي والاخوان تعيش حالة من القلق بعد انهيار كافة جبهاتها وتهاوي مواقعها ومعسكراتها المحيطة بمدينة مأرب واحداً بعد آخر فيما تعيش عاصمة محافظة شبوة هي الاخرى حصاراً ارهق ميليشيا الاخوان فيها من قبل ما تسمى بقوات الانتقالي المدعوم اماراتياً والتي تنطلق من قاعدتها التدريبة في ميناء بلحاف وتسيطر على معظم مناطق المحافظة.
مأرب الحضارة والتاريخ اليوم تعود الى حضن الوطن بعد إن عاشت ستة اعوام من الرعب والقتل والسلب والنهب فيما يتطلع أبناؤها اليوم بل وينتظرون بفارغ الصبر وصول قوات الجيش واللجان الشعبية اليها بعد طول انتظار ليتنفس ابناء مأرب الشرفاء نسيم الحرية وعبق التاريخ ليستعيدوا امجاد وتاريخ آبائهم واجدادهم الذي حاول الغزاة والمحتلون ومرتزقتهم تغيير وحرف مساره ويعيشون حياتهم الطبيعية فلن يرى احرار مأرب اليوم امام اعينهم سوى أن تتخلص محافظتهم من آفة الارهاب التي جلبه اليها تحالف العدوان ومرتزقتهم والمتمثلة بقوات هادي والاخوان والتي عمدت الى تشويه قيمهم واخلاقهم وتاريخ محافظتهم من خلال أعمال القتل والخطف.
لن يطول صبرهم ولم يستمر الارهاب يعبث بمدينتهم الى ما لا نهاية مادام هناك مقاتلون أشداء من أبناء هذه المحافظة يقفون اليوم في مقدمة الصفوف مساندين إخوانهم من أبطال الجيش واللجان والشعبية التي تقف الى جانبهم بخطى ثابتة على طريق الخلاص والنصر يتقدمها صوب المدينة من اتجاهات عدة الامر الذي جعل قيادات قوات هادي والاخوان تتساقط في مختلف جبهاتها خاصة البوابة الغربية للمدينة التي يقترب ابطال الجيش واللجان من حسم المعركة فيها بعد وصولهم الى مواقع تمثل اهمية عسكرية في السيطرة على المدينة خاصة بعد إن قتل من كان يعول عليه قادة الارتزاق بالمحافظة الدفاع عنها اللواء المرتزق عبد الغني شعلان ومقتل عدد من قياداته ومقاتليه وانهيار كافة مواقعه التي سيطر عليها ابناء الجيش واللجان الشعبية خلال ساعات في منطقة الكسارة وما جاورها.
الاقتراب من البوابة الغربية
فعلى الصعيد الميداني واصل الجيش واللجان الشعبية تقدُّمهما في محيط مدينة مأرب ليُضيّقا الخناق على قوات هادي والاخوان من أكثر من اتجاه فمن الاتجاه الغربي الشمالي وصلت إلى وسط سلسلة جبال البلق الأوسط والضفّتَين الجنوبية والجنوبية الشرقية لبحيرة سدّ مأرب بالتوازي مع تقُّدم مماثل في سلسلة جبال البلق القبلي ومن الجانب الغربي للسدّ.
وكانت قد اعترفت قوات هادي والاخوان بفشل الإسناد الجوّي من قِبَل التحالف السعودي– الإماراتي في صدّ هجمات الجيش واللجان أو التأثير على مسار تقدم الجيش واللجان التي باتت أكثر قرباً من الأحياء الغربية للمدينة ومن قاعدة صحن الجن العسكرية بعدما فقدت قوات هادي كافة مواقعها في جبهة الكسارة حيث وصلت المعارك إلى أقصى وادي نخلا القريبة من بوّابة مدينة مأرب الغربية فيما تقدم مساء الجمعة الماضية من السيطرة على مواقع حمة الذئاب ودش الحقن والدشوش مقابل الطلعة الحمراء، ويأتي ذلك بعد سيطرة الجيش واللجان الشعبية الأسبوع الماضي على مواقع عروق السحيل شمال منطقة العطيف الاستراتيجية وتقدُّمهما نحو المناطق الجنوبية لمنطقة ملبودة وإسقاطهما معظم سلسلة جبال الخشب شمال المدينة.
نيران صديقة
وكانت عدد من المواقع التابعة لميليشيا هادي والاخوان قد تعرَّضت لسلسلة غارات من طيران تحالف العدوان أودت بحياة العشرات من العناصر المتطرّفة المنضوية في صفوفهم خلال الأسبوعين الماضيين وحسب مصادر اعلامية فإن طائرات أميركية بدون طيار نفذت قبل يومين غارات على مواقع تابعة لميليشيا هادي والاخوان في منطقة الكسارة سقط فيها عشرات القتلى والجرحى بينها قيادات وعناصر تابعة للقاعدة.
نشاط القاعدة في مارب
وكشف جهاز الاستخبارات في صنعاء لأوّل مرّة في تقرير صادر عنه معلومات عن تنظيم القاعدة في مأرب ونشاطه وعناصره وهيكله التنظيمي لما يُسمّى بولاية مأرب، وأكد الجهاز تمكُّنه من رصد المآوي والبيوت والمزارع التي يستخدمها عناصر التنظيم والفنادق التي يرتادونها وأيضاً مخازن السلاح والإمداد ومعسكرات التدريب والتأهيل التابعة لهم وطرق التهريب التي يتنقّلون عبرها وعلاقتهم بقوات هادي وميليشيات حزب الإصلاح (إخوان اليمن) وتواجدهم ضمن جبهات القتال.
محاولة يائسة
ومن خلال المحاولات اليائسة لقيادات المرتزقة جرى تسريب عدد من التوجيهات في عدد من وسائل الاعلام المختلفة التابعة للمرتزقة لغرض رفع معنويات ميليشياتهم المنهارة في مأرب صادرة عن ما تسمى بقيادة وزارة دفاع هادي وقيادة ما تسمى بقوات التحالف العربي بخصوص وصول التعزيزات العسكرية التي جرى تحديد محاورها وتحديد قياداتها العسكرية وطرق وصولها الى مأرب لكن كل تلك التعليمات قوبلت بالرفض من قبل قيادة ما يسمى بالمجلس الانتقالي ورفضت السماح لها بالمرور من مناطق سيطرتها الامر الذي زاد من احباط وقلق قيادات هادي والاخوان في مدينة مأرب خاصة بعد التقدم الاخير الذي احرزته قوات الجيش واللجان في مواقع عدة بما فيها الكسارة والبلق القريبة من احياء غرب المدينة.
حالة انقسام وتخوين
وكشفت مصادر اعلامية عن حالة الانقسام في صفوف ميليشيات هادي والاخوان وتبادل الاتهام بالتخوين خاصة بعد مقتل المرتزق اللواء عبد الغني شعلان من خلال ما قام به ما يسمى بوزير الدفاع في حكومة الرياض محمد المقدشي والذي أصدر تعليمات مؤرخة بتاريخ 27 من فبراير الماضي والخاص بتشكيل لجنة للتحقيق في بملابسات مقتل اللواء عبد الغني شعلان قائد ما تسمى بقوات الامن الخاصة الامر الذي اثار الشكوك حول مقتله رغم انه قتل اثناء المواجهات مع الجيش واللجان الشعبية في مواقع المواجهات بالجبهة الغربية للمدينة.
وكان عضو ما تسمى الجمعية الوطنية الجنوبية الشيخ جمال بن عطاف قد وجه رسالة نارية للمطالبين بإرسال قوات جنوبية لإنقاذ مأرب (في اشارة لحزب الاصلاح) وقال في تغريدة له عبر “تويتر”: إن “المنطقة العسكرية الأولى هي الأقرب إلى مأرب من طور الباحة والساحل الغربي! واضاف كانوا (يقصد الاخوان) يصفون القوات الجنوبية ومنها العمالقة بالمليشيا والمدعومة اماراتياً والتي يجب القضاء عليها وحشدت الحشود الى شقرة لأجل ذلك واليوم يأمروها أن تذهب إلى مأرب وباتت جيشاً وطنياً بين عشية وضحاها” حسب قوله.
ازمة خانقة
وتعاني مدينة مأرب أزمات معيشية واقتصادية خانقة بعد اقتراب قوات الجيش واللجان من تخوم المدينة بعد تعرض ثروات المحافظة للنهب والاستنزاف بشكل عبثي على مدى ستة اعوام من العدوان من قبل قيادات تابعة لهادي ومحسن والاخوان فيما قامت ميليشياتها بنهب عدد من المصارف والبنوك والمحال التجارية مع انتشار اعمال الفوضى وعدم الاستقرار مؤخراً في المدينة خاصة بعد اقتراب قوات الجيش واللجان من الوصول للمدينة.
وكانت منظمات دولية قد حذرت من تردي الخدمات والاوضاع بصورة تهدد قدرات الشركاء والعاملين والمنظمات الإغاثية والإنسانية المحلية والدولية على الاستمرار في القيام بعملها الامر الذي قد يتسبب بأزمة اقتصادية كبيرة حيث تعاني حالياً مدينة مأرب من ازمة حادة في مختلف المجالات الاقتصادية والانسانية والتي قد تنعكس على حياة المواطنين القاطنين في المدينة والمناطق الاخرى بالمحافظة.
دفاع عن النفس
وكانت وزارة الخارجية قد وقفت على طبيعة ومضامين التصريحات الأممية والدولية وغيرها من المواقف السياسية والإعلامية المتداولة والمتكررة بخصوص جبهة مأرب.
وأوضحت وزارة الخارجية في بيان لها أن تلك المواقف تفتقر في مجملها للحد الأدنى من المنطق ويشوبها الكثير من الإصرار على التشكيك في حرص صنعاء على السلام والانتقاص من حقها الطبيعي والمشروع في الدفاع عن النفس ومن دون الاستناد إلى أية معايير أو مقاييس معتبرة أو مفهومة.
وأشارت وزارة الخارجية إلى أن كل ما أظهره الموقف الدولي والأممي حتى اليوم هو التركيز الواضح والحصري على جبهة مأرب مع ملاحظة تجاهله التام لبقية جبهات الحرب المشتعلة.
ولفتت إلى أن جبهة مأرب واحدة من أكبر الجبهات الرئيسية في الحرب العدوانية على اليمن وقد بقيت على مدى السنوات الماضية وماتزال مسرحا للقوات الأجنبية المحتلة ووعاءً تحتشد فيه كل القوى والتنظيمات الظلامية من القاعدة وداعش والإخوان المسلمين ويأوي إليه كل المقاتلين الفارين من الجبهات والمعارك الأخرى.
كما أكدت وزارة الخارجية أن جبهة مأرب تنطلق منها معظم العمليات الإرهابية التي تستهدف مجتمع مأرب والمجتمع اليمني ككل كما هو الحال بالنسبة لما طال أسرة آل سبيعيان والأشراف من إجرام هذه الجماعات المتطرفة وكثير من الأسر اليمنية التي عانت القتل والتصفية والاضطهاد وقطع الطريق والرعب والاختطاف والتعذيب لا لشيء، وإنما على خلفية الانتماء الأسري أو المناطقي أو السياسي فقط لا غير.
اعتراف بالسقوط
رغم محاولات اعلام هادي والاخوان استخدام اساليب التضليل والخداع للتغطية على هزائمهم مع اقتراب تحرير مدينة مأرب وتساقط مواقعهم ومعسكراتهم واحداً تلو الآخر فإن معركة مارب قد كشفت المستور للجميع حيث جاء في احد تغريدة ما يسمى المستشار الاعلامي للمرتزق طارق صالح (نبيل الصوفي) قوله: إن الحوثيين باتوا يسيطرون على معظم مناطق محافظة مأرب في إشارة إلى أن الدفاع عن المدينة اصبح غير مجدٍ.
واعتبر المرتزق الصوفي الحديث عما وصفه بـ”تحرير صنعاء وصعدة” والذي تصاعد مؤخراً بالتزامن مع اقتراب الجيش واللجان من تحرير مدينة مأرب انه “مجرد بيع وهم”.
26 سبتمبر