الجنود الأمريكيون لا شيء دون مساندة جوية!-اعترافات من ’أهل بيتهم’.
تحدّث الكاتب الأميركي ديفيد كايزر في مقالة نُشرت على موقع “Responsible Statecraft” عن نقطة ضعف أساسية في المحاولات الأميركية لتدريب الجيوش الأجنبية منذ حرب فيتنام، والتي تتمثل بالاعتماد على المساندة الجوية.
ولفت الكاتب إلى أن الجنود الأميركيين أنفسهم لا يخوضون المعارك من دون المساندة الجوية، وبالتالي فإن الولايات المتحدة لا تستطيع تدريب الجيوش الأجنبية على القتال من دون هذه المساندة.
كما أشار الكاتب إلى أن الجيش الفيتنامي الجنوبي انهار بسرعة أمام الجيش الفيتنامي الشمالي أوائل عام ١٩٧٥ عندما تبين أن أميركا لن تقدم المساندة الجوية للجيش الفيتنامي الجنوبي.
وقال إن بعض الجهات الأميركية وقتها – كما يحصل الآن في ملف أفغانستان – لم تتوقع سرعة الانهيار، ما أدى إلى فوضى عارمة خلال عملية إجلاء الاميركيين والفيتناميين الجنوبيين.
وبحسب الكاتب، لم يتصدَّ حلفاء أميركا المحليون للعمليات الهجومية الكبيرة التي قام بها الخصوم الا عندما توعدت أميركا بتقديم المساندة الجوية لهم. والقدرة على القتال من دون المساندة الجوية مكنت الجيش الفيتنامي الشمالي من تحقيق الانتصار عام ١٩٧٥ وكذلك مكنت حركة طالبان من تحقيق الانتصار اليوم.
واعتبر الكاتب أن فيتنام الشمالية (عام ١٩٧٥) وحركة طالبان اليوم حققتا الانتصارات كونهما استطاعتا أن تخوضا المعارك من دون المساندة الجوية التي لم تحظيا بها يومًا، وأضاف أن الولايات المتحدة وبينما قامت بتدريب حلفائها في فيتنام (بين عامي ١٩٥٤ و١٩٧٥) وأفغانستان (بين عامي ٢٠٠٢ و٢٠٢١)، الا انها لم تستطيع تدريب هؤلاء الحلفاء على خوض المعارك من دون المساندة الجوية القريبة، ورجح أن سبب ذلك هو أن أميركا نفسها لا تدرب قواتها على القتال من دون المساندة الجوية القريبة.
وتابع الكاتب أن هناك سببًا رئيسيًا آخر وراء هزيمة حلفاء أميركا وهو سياسي، موضحًا أن حلفاء واشنطن المحليين في فيتنام الجنوبية لم يستطيعوا منافسة خصومهم على صعيد الحماسة للقتال وعلى الصعيد التنظيمي.
وخلص إلى أن الولايات المتحدة لم تستطع تدريب حلفائها المحليين على محاربة أعدائها بقدرات متساوية كونه دائمًا ما يجري الاعتماد على التفوق التكنولوجي.