الجمهورية اليمنية: نؤكد تضامننا مع شعب النيجر وحقه في تقرير مصيره ونرفض أيَّ تدخل عسكري أجنبي فيها
وزارة الخارجية تؤكد تضامن اليمن مع شعب النيجر وحقه الطبيعي والمشروع في تقرير مصيره وبناء دولته المستقلة
المكتب السياسي لحركة أنصار الله يؤكد دعمه الشعب في النيجر، ويعلن رفضه أيَّ تدخل عسكري أجنبي فيها.
مجلسُ الشورى يستنكرُ التدخلات الخارجية في النيجر ويتضامنُ مع الشعب النَّيْجَري وحقه في تقرير مصيره
أكدت وزارة الخارجية في حكومة صنعاء، الإثنين، تضامن الجمهورية اليمنية شعباً وحكومة، مع شعب النيجر وحقه الطبيعي والمشروع في تقرير مصيره وبناء دولته المستقلة.
وباركت الوزارة، في بيان، نضالات شعب النيجر من أجل حريته واستقلاله واستعادة كافة حقوقه المسلوبة.
ودعا البيان كافة الحكومات والشعوب الحرة إلى “مؤازرة النيجر ومساندة شعبها المظلوم في توجهاته الحرة للخلاص من الاستعمار الفرنسي، الذي حرم هذا البلد من ثرواته وتركه للفقر والعوز والحرمان على مدى عقود طويلة”.
كما دعت وزارة الخارجية، حكومة باريس إلى احترام إرادة النيجر، معبرة عن استنكارها الشديد “إزاء ما تبديه فرنسا من إصرار مخجل على كسر إرادة شعب النيجر”.
وأشارت إلى أن بقاء السفير الفرنسي في نيامي وعدم مغادرته أراضي النيجر بعد انتهاء المهلة التي منحها المجلس العسكري، كشف عن إصرار باريس على التنكر لإرادة شعب النيجر والرغبة في مواصلة السطو على ثروات شعب يموت جوعاً ومرضاً وهذا أمر يفترض أن تخجل منه فرنسا كثيراً.
ولفت البيان إلى أن “فرنسا التي لها تاريخ استعماري أسود ولم تتعظ من دروس التاريخ، ولم تستوعب بعد أن سياسات الاستعمار والوصاية والهيمنة على الشعوب قد ولى زمانها إلى غير رجعه، وأن من المهم للغاية إدراك حتمية الرحيل من القارة السمراء”.
واختتم البيان بدعوة المجتمع الدولي إلى احترام حق الشعوب في تقرير مصيرها واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وهو ما كفلته كافة الأعراف والمواثيق الدولية.
بدوره، أكد المكتب السياسي لحركة أنصار الله، امس، دعمه إرادة الشعب في النيجر، داعياً دول الجوار للنيجر إلى احترام الإرادة الوطنية لشعب النيجر.
وأعلن المكتب السياسي، في بيان، نقلاً عن قناة “المسيرة”، رفضه أي تدخل عسكري أجنبي ضد مصلحة جمهورية النيجر وشعبها المتطلع إلى السيادة والاستقلال.
ويوم أمس، أعرب وزير الإعلام في حكومة صنعاء، ضيف الله الشامي، عن كامل التضامن مع الشعب النيجري في انتفاضته ضد النظام الحاكم، الذي يتهمه بالخضوع للقوى الغربية، وخصوصاً باريس وواشنطن، والسماح لهذه القوى بالتدخل في شؤون البلاد والاستيلاء على ثرواتها.
وقال الشامي، في تصريح لوكالة “سبأ”، إن اليمن يؤيد مطالب الشعب النيجري بالتحرر من وصاية القوى الخارجية، وإقامة نظام ديمقراطي يحترم إرادة الشعب وسيادة القانون.
وطالب باحترام حقوق الشعوب العربية والإسلامية في تقرير مصيرها، والمحافظة على خيراتها، مشيراً إلى أن حكومة الإنقاذ تشارك في معاناة الشعب النيجري، فهي تواجه حرباً عدوانية من جانب التحالف السعودي – الإماراتي، بدعم من دول غربية، منذ ستة أعوام.
ودعا جميع الدول والشعوب الإسلامية إلى التضامن مع قضية الشعب النيجيري، والوقوف إلى جانبه في مواجهة التهديدات والضغوطات التي تمارس عليه.
كما طالب بضرورة أن يكون هناك موقف موحد من قبل المؤسسات والمنظمات الإسلامية لدعم حقوق ومصالح هذا البلد المسلم.
مجلسُ الشورى يستنكرُ التدخلات الخارجية في النيجر ويتضامنُ مع الشعب النَّيْجَري وحقه في تقرير مصيره
بدورة استنكر مجلسُ الشورى التدخلاتِ الخارجيةَ من الغرب، بالذات من فرنسا وحلفائها من الدول الأُورُوبية والغربية في الشؤون الداخلية للنيجر خدمة للأطماع الاستعمارية.
واعتبر المجلس في بيان له، أمس “ما يجري في النيجر من انتفاضة شعبيّة ضد النظام العميل لدول الاستكبار العالمي، في مقدمتها فرنسا وأمريكا، يمثل إرادَة شعبيّة رافضة لكل التدخلات والإملاءات الخارجية يجب احترامُها”.
أكّـد مجلس الشورى تضامنه مع جمهورية وشعب النيجر، أمامَ الاستفزاز الصارخ من قبل فرنسا للشعب النيجيري الرافض للوصاية الأجنبية ولكل الأجندات الخارجية؛ باعتباره يأتي في إطار مصادرة حقه في تقرير مصيره وحماية هُويته وثوابته الوطنية.
وقال: “لا يحق لأية دولة أن تتدخَّلَ بشكل مباشر أَو غير مباشر، ولأي سبب كان، في الشؤون الداخلية والخارجية لأية دولة أُخرى، لا سيما وذلك ما نص عليه ميثاق الأمم المتحدة الذي يحتمُّ على جميع الدول عدمَ استعمال القوة ضد سيادة الدول أَو استقلالها السياسي”.
واستهجن البيان صمت الأمم المتحدة وتجاهلها لحقيقةِ أن إحلال السلم والأمن الدوليَّين والمحافظة عليها وتعزيزهما يقوم إلى أَسَاس الحرية والمساواة وتقرير المصير والاستقلال واحترام سيادة الدول.
معتبرًا أن “التحَرّكات الدولية مع منظمة إكواس الإفريقية تعد انتهاكًا صارخًا لمبدأ عدم التدخل بجميع أنواعه في الشؤون الداخلية والخارجية للدول، ويشكل تهديدًا لحرية الشعوب وسيادة الدول واستقلالها وتهديدًا لتنميتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ويعرّض السلم والأمن الدوليَّين للخطر”.
ولفت إلى أن “الأممَ المتحدةَ يجبُ أن تضعَ في اعتبارها القراراتِ المتصلةَ بهذا المبدأ، لا سِـيَّـما القرارات المتضمنة الإعلان المتعلق بتعزيز الأمن الدولي، وإعلان عدم جواز التدخل في الشؤون الداخلية للدول وحماية استقلالها وسيادتها”.
ودعا البيانُ الدولَ الغربية إلى عدم تجاهل حق النيجر في تقرير مصيره واحترام الإرادَة الشعبيّة للنيجر في تقرير مصيرها وحقها في اختيار من يحكمها ويحافظ على سيادة النيجر وثرواته الوطنية.
وخلص بيان مجلس الشورى إلى التأكيد على أنَّ “أي تدخل سافر في الشؤون الداخلية للنيجر وغيرها إنما هو محاولةٌ بائسةٌ من قوى الاستغلال والاستكبار لصناعة بؤرة صراع جديدة في القارة الإفريقية تهدفُ إلى خلق الفتنة والفوضى ليتسنى لها نهب ثروات وخيرات البلدان”.
ويوم أمس، تجمع آلاف النيجريين، في العاصمة نيامي، دعماً للمجلس العسكري، غداة إمهال السفير الفرنسي 48 ساعة لمغادرة البلاد.
واحتشد أنصار العسكريين في ملعب سيني كونتشي، الأكبر في البلاد، ملوِّحين بأعلام النيجر والجزائر وروسيا في المدرجات.
ونُظّم هذا التجمع الجديد لدعم المجلس الوطني لحماية الوطن، غداة طلبه إلى السفير الفرنسي في النيجر، سيلفان إيتي، مغادرة البلاد بسبب عدم استجابته لـ”دعوة” من وزارة الخارجية من أجل مقابلة، بالإضافة إلى تصرفات أخرى من الحكومة الفرنسية تتعارض مع مصالح النيجر، بينما استنكرت وزارة الخارجية الفرنسية هذا القرار.
وتسير النيجر على خطى مالي وبوركينا فاسو، حيث لم يعد لدى أي منهما أيضاً سفير فرنسي. وهاتان الدولتان أبدتا تضامنهما مع جنرالات نيامي، قائلتين إنّهما على استعداد للقتال إلى جانب الجيش النيجري، في حال تدخلت “إكواس” عسكرياً.
وبدأت التظاهرات المناهضة لفرنسا بعد 4 أيام من تولي المجلس العسكري السلطة، حين احتشد مئات من أنصاره أمام السفارة الفرنسية في نيامي. وتخللت تظاهرات التأييد للمجلس العسكري شعارات معادية لفرنسا و”إكواس”.
وكانت الجماعة الاقتصادية لدول غربي أفريقيا، “إكواس”، قرّرت، بعد عزل بازوم، فرض عقوبات اقتصادية ومالية شديدة على النيجر، وتعليق عضويتها في المنظمة الإقليمية، كما هدّدت بالتدخل عسكرياً من أجل إعادة بازوم إلى منصبه.
واتهم المجلس العسكري، بقيادة الجنرال عبد الرحمن تشياني، فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، بالرغبة في التدخل عسكرياً لإعادة بازوم إلى السلطة. كما اتهم الجماعة الاقتصادية لدول غربي أفريقيا بأنّها تابعة لفرنسا، التي تنشر 1500 عسكري في النيجر.
وفي إثر فرض شركاء النيجر الإقليميين والغربيين، وبينهم فرنسا، عقوبات واسعة النطاق على البلد الأفريقي، أوقف الأخير بثّ محطتين فرنسيتين إخباريتين رسميتين، هما “فرنسا 24″ و”راديو فرنسا الدولي” (آر.أف.آي)، وهي خطوة ندّدت بها الخارجية الفرنسية.
وفي 3 آب/أغسطس، ألغى المجلس العسكري الاتفاقيات العسكرية الثنائية مع فرنسا، وهو قرار تجاهلته باريس، التي قالت إنها لا تعترف سوى بمحمد بازوم “رئيساً شرعياً” للنيجر.
واتهم المجلس العسكري فرنسا بانتهاك مجال البلاد الجوي المغلق بصورة متكرّرة، وبأنّها “أطلقت سراح إرهابيين” في إطار “خطة حقيقية لزعزعة استقرار البلاد”.
المصدر: الحقيقة +وكالات