الجمهورية اليمنية : اللواء قاسم الحمران لــ مع موقع “الخنادق”: قوات الدعم والاسناد تمتلك تقنيات عسكرية ومعلوماتية حديثة
كثُرت التساؤلات في الآونة الأخيرة، عن حجم القدرات التي يمتلكها الجيش واللجان الشعبية، وسط التطورات التي تشهدها المنطقة. حيث ان أي مساس في أحد “حلقات أمان” القنبلة الموقوتة الموزعة على امتداد جغرافية الصراع بين اليمن وقوى “التحالف”، سيولّد تداعيات ستؤثر مباشرة على الساحة الدولية، التي وصفت بأنها اليوم، أكثر هشاشة، منذ انتهاء الحرب الباردة. حيث ان صنعاء، تعمل على قاعدة “تحويل التهديد إلى فرصة”. حتى أصبحت تمتلك قوّة متخصصة بصناعة الأسلحة، وأخرى قادرة على تشكيل تهديد مباشر على شتى أجندات المعسكر الغربي الذي يُرخي بظلاله على دول الخليج والممرات المائية في البحر الأحمر وباب المندب. وهذا السياق لا ينحصر بالقدرات التسليحية، بل تمتد مروحته لتشمل كل هيكليات وزارة الدفاع والداخلية والتشكيلات المرتبطة بها. والتي باتت قادرة على تولي مهام لا تنحصر في منطقة جغرافية محددة ككتائب الدعم والاسناد.
وفي حديث خاص مع موقع “الخنادق”، أكد قائد قوات الدعم والاسناد، اللواء قاسم الحمران، في سياق التعريف عن الكتائب ومهامها انها “قوة تشمل كل العاملين في الجبهات الداخلية الرسمية والاجتماعية والتربوية والثقافية، وتمتد عبر هذه الفئات لتشمل كل أبناء المجتمع، عدا قوات الأمن والدفاع. وذلك ضمن مسارات ثلاثة وجّه بها قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، ولها مشاركات ودور بارز في الجبهات العسكرية في أغلب المحاور وجبهات القتال كما أنها معنية بجهاد البناء ضمن الجبهات الداخلية وهذا الجانب سيعزز في المستقبل بشكل أكبر وعلى نطاق واسع”. مؤكداً انها “ستتواجد أينما اقتضت الحاجة”.
عديدٌ من مختلف المحافظات حتى من المحتلة منها
عملت الآلة الإعلامية الغربية-الخليجية طيلة عقود، على بث روح التفرقة بين أبناء المحافظات الشمالية والجنوبية، والعمل على تشويه صورة الجيش واللجان الشعبية وتقديمهم للرأي العام اليمني على أنهم ينتمون لجهة دون أخرى، وحصرهم بالفئة الآتية من صعدة وفصلهم عن قضية اليمن المستقل. وهذا ما نفاه اللواء الحمران بتأكيده على ان نطاق الجغرافي لعمل الكتائب لا ينحصر في المحافظات الشمالية، مشيراً إلى ان كتائب الدعم والاسناد “تتواجد حالياً، في جميع المحافظات التي تقبع تحت سيطرة العاصمة صنعاء سواءً في الشمال أو الجنوب كما أنه ينتمي اليها اعداد جيدة من المديريات أو المحافظات التي لا زالت تحت سيطرة تحالف العدوان”.
وعن أعداد المنتمين إلى الكتائب، التي تخرج منها دفعة في 3 تموز/ يوليو الجاري، يقدّر عددها بـ 2500 عنصراً، كشف اللواء الحمران في حديثه مع “الخنـادق” إلى ان “الاعداد التي تنتسب الى الكتائب في الوقت الراهن هم بالآلاف وهم يشكلون النواة التي ستبنى عليها القوّة في المستقبل القريب حيث يعتبرون هم القادة وتدريبهم كان قائماً على هذا الأساس وحتى يلتف حولهم المجتمع ضمن عمليات التشكيل والتدريب وفق الهيكل التنظيمي للكتائب”.
الكتائب تمتلك التقنيات الحديثة في المجالات العسكرية
بعدما أثبتت العمليات العسكرية الميدانية التي تجاوزت حدود اليمن ووصلت إلى العمق السعودي والاماراتي نجاعتها وفعاليتها، بات السؤال عن حجم القدرات المتوفرة لدى أي قوة تتشكل حديثاً مطروحاً. بغية تحديد معالم المواجهة المقبلة، في حال فشلت جهود الوساطة في تمديد الهدنة التي تنتهي في 2 آب/أغسطس القادم، أولاً، ثم ترسيخ وقف إطلاق النار وانهاء الحرب، ثانياً.
ضمن هذا الإطار، كشف اللواء قاسم الحمران، “للخنادق” ان كتائب الدعم والاسناد “تمتلك من الأسلحة ما تحتاج اليه لتنفيذ أي مهمه عسكرية وضمن أي منطقة مسؤولية وسواءً في حالة الدفاع أو الهجوم”. مؤكداً على ان قواتها “تمتلك خبرات ومهارات عالية في استخدام جميع الأسلحة الخفيفة أو المتوسطة أو الثقيلة وتحظى بتدريب جيد وكذلك الحال بالنسبة للتخطيط والتنظيم وفي الاتصالات والتقديرات المعلوماتية واستخدام التقنيات الحديثة في المجالات العسكرية”. متابعاً “لدينا الأركان اللوجستية والتي تعمل بكفاءة عالية مهما كانت المهام صعبة وشاقة أو في مديات بعيدة”.
أما فيما يتعلق بالهيكل التنظيمي لهذه القوة، فهو “موجود على مستوى المركز وفي المحافظات وهو نظام وهيكل مرن يتسع باتساع العمل وتنامي القوة التي يطمح الى احتوائها وتشكيلها”.
السيد الحوثي وجّه لإنشاء كتائب الدعم والاسناد
ونظراً للمهام الموكلة لهذه الكتائب، والتي تتميز عن بقية التشكيلات الدفاعية في الجيش اليمني، وجّه السيد عبد الملك الحوثي، بإنشاء هذه الكتائب وعمِل على إخراجها الى حيز الوجود”. وفق ما أشار اللواء الحمران، الذي تابع بأن الكتائب “كانت ولا زالت تحت مفهوم التعبئة العامة للأمة وللمجتمع وقد مدها السيد الحوثي بكل ما تحتاج إليه حتى استقامت وأصبحت قادرة على القيام بالكثير من المهام العسكرية أو المدنية وقد رسم لها الأهداف وحدد المهام ووضع المسارات التي تجعل من المجتمع والأمة بشكل عام جيشاً اسلامياً قادراً على التحرك لمواجهة قوى الاستكبار والتصدي لأي عدوان خارجي على بلدنا العزيز اليمن أو على الأمة بشكل عام”. متابعاً “السيد بالنسبة لنا هو الموجه والقائد والقدوة الذي نتحرك على أساس توجيهاته في جميع المجالات وهو القائد ذو البصيرة العالية والرؤية الثاقبة ومن خلال قيادته الحكيمة تجاوزنا كل المراحل الصعبة والظروف القاسية”.
التدريب على أيدي قيادات يمنية وننتمي إلى محور المقاومة
ورداً على سؤال حول صحة الأخبار الواردة عن إجراء تدريبات في إيران او لبنان، يؤكد اللواء قاسم الحمران، -وهو أحد أبناء محافظة صعدة، وقد شارك في الحروب الستة التي شنها النظام اليمني تنفيذاً للأجندة السعودية- انه قد “كنا ولا زلنا دائماً نعتز ونفتخر بالانتماء الى محور الإباء والشرف ومحور التصدي لقوى الاستكبار والهيمنة ومقاومة الطاغوت بكل أشكاله”. متابعاً “نردد ما ورد على لسان القائد العلم السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، أننا جاهزون للمشاركة مع كل القوى الشريفة للقيام بأي عمل تدعو اليه الحاجة ولا سيما قضية الأمة الأولى والمركزية قضية الأقصى والقدس المبارك”.
وبالنسبة للتدريب والتأهيل، يشير اللواء الحمران ان “كل القادة والأفراد في كتائب الدعم والإسناد تدربوا على أيدي قيادات يمنية مقتدرة في جميع التخصصات ولدينا مواقع ومدربين تبعاً لهذه القوة هم من يتحملون عبء التدريب وبالتنسيق مع الأقسام العسكرية المركزية لوزارة الدفاع فيما تعثر عليهم أو ليس ضمن إمكاناتهم وخاصة في المستويات القيادية العليا أو التخصصات النوعية”.
الشهيد عبد الكريم الحمران: تطوير القوات الخاصة
وعلى هامش الحوار، الذي انتهى بالسؤال عن القوات الخاصة اليمنية، يذكر اللواء الحمران في حديثه مع موقع “الخنادق” دور الشهيد عبد الكريم الحمران بقوله “تربطني بالشهيد علاقة النسب فهو من أسرتي ويسكنُ الى جواري عرفته منذ كان صغيراً، كان شاباً خلوقاً مؤدباً كثير الحياء”.
متابعاً “استطاع الشهيد على صغر سنه أن يتحمل مهاماً صعبة وجسيمة في المنطقة العسكرية الشمالية المحاذية للحدود مع الجارة السيئة (المملكة السعودية) وكذلك في بقية المناطق العسكرية، حتى حظي بشرف قيادة القوات الخاصة واستطاع في فترة وجيزة من المساهمة في بنائها وتطوير أدائها وقام بالكثير من المهام النوعية والعلميات العسكرية الرائعة وكان طوال فترة عمله يحمل هماً كبيراً وروحاً عالية حتى لقي الله شهيداً”.
المصدر:موقع الخنادق