الجديد مزيد من إنتكاسات و محارق الغزاة ..بقلم/ مختار الشرفي
غير إعلان التعبئة العامة الذي أطلقته اللجنة الثورية العليا قبيل العدوان ، لم نسمع او نقرأ ما يفيد عن اي تحركات عسكرية خاصة بانصار الله من قبيل الحشد الى جبهة كذا ، او ارسال تعزيزات الى الموقع الفلاني ، او نقل العتاد الحربي لمنطقة ما .. و كان كل ما لدى انصار الله عسكريا يعلن في الجبهات مباشرة بشكل عملي ، مثل الصواريخ المصنعة و المطورة محليا و ايضا اطلاق الصواريخ البالستية التقليدية و غيرها ، و حتى الاهداف لم يتم الحديث عنها في الاعلام و لا حتى عبر التسريبات ، و كانت جميعها و في مقدمتها الصواريخ و بعد ان تضرب هدفها هي من تتكلم و تعلن عن نفسها و قدراتها و من قلب الحدث .. و دائما ما كان المقاتلون من انصار الله و الجيش شديدي التكتم على انجازاتهم التي في طريقها لان تتحقق حتى تكتمل و من ثم يتم اعلانها ..
و في المقابل لم تقف آلة الاعلام العملاقة للمعتدين و مسؤوليهم عن التسابق لإعلان الخطط و التحشيدات و التعزيزات و الاموال و استعراض السلاح و ادعاء الانتصارات التي كانت من باب الدعاية و الترويج الضخم لحالات تعيسه ، للتغطية على العجز العسكري الذريع لهذه الامكانات و القدرات و الادوات المهوله ، و للتغطية على ان ما تحقق لهم من انجازات عسكرية كانت تبعاتها عليهم ثقيلة ، حيث الخسائر المهولة و الفشل الذريع في ادارة المناطق التي سيطروا عليها و انتشار الارهاب و انعدام الامن و الخدمات ، و ايضا حولوا كل منطقة دخل اليها مقاتلوهم الى بؤر صراع مستمرة استنزفت اموالهم و عتادهم و مقاتليهم ، كما حدث و يحدث في مناطق من مأرب و الجوف و نهم و لم يحققوا اي مكسب عسكري فيها ..
و نحن الآن على أبواب معركة او جولة جديدة من عدوانهم على اليمن و شعبه الصامد حسب ما يتوعدون و يعدون و يحشدون ، يعود المعتدون و العملاء و الخونة للحديث عن الحسم العسكري كنتيجة لفشل مفاوضات الكويت رغم ان الواقع يشهد بانهم لم يكونوا جادين لا في المشاورات و لا في تأجيل او ايقاف الخيار العسكري في ايام المفاوضات و ما تلى اعلان وقف اطلاق النار منذ اكثر من سبعين يوما . اي انه لا جديد في تحشيدهم للعتاد و المقاتلين الى مأرب او سواها ، لانهم لم يتوقفوا عن التحشيد و ارسال المئات من مقاتليهم الى المحارق ، و يحدث هذا بالتزامن مع خسارتهم للكثير من المواقع التي كانت بيدهم ، و من بينها مواقع جبل جالس بالقبيطة و مناطق متعدده في نهم و مارب و الجوف سيطر عليها الجيش و اللجان الشعبية مؤخرا ..
ليس دقيقا أن فترة التهدئة النسبية خلال الشهرين الماضيين كانت فرصة لدول العدوان و مرتزقتهم لتجميع صفوفهم و تجنيد مقاتلين و نقل العتاد ، لأنه لم يكن هناك ما يمنعهم من ذلك فلا يستطيع احد ادعاء ان بامكان الجيش و اللجان الشعبية منعهم من ادخال السلاح من الحدود الصحراوية كما في مارب و الجوف و لا من اتجاه المحافظات الجنوبية باتجاه البيضاء و تعز و لحج او منع التحاق مزيد من المرتزقة بمعسكراتهم .. كما انه ليس صحيحا مطلقا القول بأن القبول بالتهدئة و وقف اطلاق النار من اجل الحوار في الكويت كان خطئا حتى مع عدم التزام العدوان بأي من ذلك ، لاننا لا نملك الا الجنوح للسلم ان جنحوا له و لان الجيش و اللجان كانوا في اهبة الاستعداد للمواجهة و رد الصاع بصاعين ..
و الاهم هو أن فترة التهدئة و توقف الغارات النسبي منح الجيش و اللجان الشعبية فرصة لالتقاط الانفاس و نقل العتاد و منه عتاد سيدخل المعركة للمرة الاولى ، و توزيع المهام القتالية و المقاتلين و الذخائر الى حيث يجب ، بقدر اكبر و مضاعف مقارنة مع الفترات السابقة ، كما اتيح للجيش و اللجان الشعبية ايضا تطوير قواعد البيانات و جمع المعلومات العسكرية و الاستخبارية ، و حصلوا على الوقت الكافي لاستيعاب المزيد من المتطوعين في معسكرات التدريب و تطوير البرامج التدريبية و تأهيل المقاتلين الى مستوى اعلى من السابق ، و كل هذا يحدث دون أن يقول أنصار الله و الجيش أنهم أعدوا و نقلوا و حشدوا ، و في صمت يحضرون للصعقة التي ستشل المعتدين في الجولة المقبلة ، التي يعد لشن عدوانها من تبقى من مغفلي الرياض و العالم ، فالصياد الماهر هو الكتوم الذي لا تشعر طرائده بحركته و لا تسمع حتى همسه ..
ختاما تحشيد العدوان ليس بجديد بل هو اضعف من التحشيدات السابقة ، و بالمقابل فإن استعداد رجال الله لهذا التحشيد و العدوان في أعلى مستوياته و أفضل من اي مرحلة سابقة من مراحل مواجهة العدوان ، و المعارك التي يحضر لها العدوان تأتي في مرحلة ضعف سياسي يعيشها العدوان و تراجع كبير في مستوى الغطاء السياسي الدولي الذي كان مننوحا له ، و مصحوبا بانكشاف قبح و وحشية العدوان و ادواته و مبرراته ، و في الجهة الأخرى تعاطف دولي مع الشعب اليمني و ادراك اكبر لمظلوميته ، و هذه العوامل مجتمعة مع مزيد من الصمود و التوعية و المساندة للجبهات بالمال و المقاتلين ستجعل من أي جولة قادمة من العدوان في مأرب او سواها حاسمة لجهة خنق العدوان و كتم أنفاسه .. و الله ناصر المستضعفين و عليه التوكل هو حسبنا و نعم الوكيل ، نعم المولى و نعم النصير..