الجاهلية الأخرى
بقلم:- أميرة السلطان
” بعثت بين جاهليتين أخراهما أشد من أولهما” هكذا قالها النبي محمد صلوات الله عليه وآله وسلم وللحقيقة قد ربما الكثير منا لم يعرف ما أهمية وخطورة هذا الحديث!
إلا عندما بتنا نشاهد بأم أعيننا ما يعيشه العالم اليوم.
أصبح الفساد اليوم منتشر وبشكل غير مسبوق تسعى فيه قوى البغي والظلام إلى مسخ الفطرة الإنسانية فكيف بالإنسان الذي رفع الله من شأنه واسجد الملائكة له يتحول اليوم وبحماية القانون إلى حيوان!
جعلت قوى الطاغوت من هذا الإنسان مجرد لعبة تتحكم فيها وفق ما تراه المصلحة العامة لها!
اليوم من أراد أن يصبح كلباً أو نمراً أو حيوان فلديه المكان الذي يستطيع من خلاله التمرن ليصبح كذلك ويتخرج في النهاية كلب أو بقرة أو ماعز مع مرتبة الشرف الحيوانية !
بات العالم يدافع وبشكل غير مسبوق عن الشذوذ الجنسي فأصبح لهم علم ولهم حماية من العديد من الدول في سابقة لا نراها حتى في عالم الحيوان نفسه!
شرعنت بعض الدول والتي تسمي نفسها إسلامية بأن الخمر حلال والرقص حلال واستجلاب المغنيات الملحدات بأنه حلال وكله يصب في مصلحة السياحة لبلدانها ويساعد على تنمية الدخل القومي لها.
باتت الفواحش عادية ولا حرج أن يعيش الرجل مع المرأة في مسكن واحد من دون علاقة شرعية أو زواج وكل ذلك تحت العنوان العريض الحرية وضرورة الانفتاح على ثقافة الأخر؟
إلى أين تسير قوى الطاغوت بهذا العالم؟ وما الذي تريده من وراء تدمير فطرة الإنسان وكيانه؟
وفي الطرف الأخر لماذا بتنا في مجتمعاتنا الإسلامية لا نستنكر أو ندين أو نرفض كل هذا.
لماذا لم يأخذ المسلمون العبرة من النكبات التي تتعرض لها بلادننا الإسلامية كما حدث في تركيا وسوريا والمغرب من زلازل وما فيضان ليبيا عنها ببعيد.
وهل تظن الأمة الإسلامية أن الهجمة الشرسة التي يتبناها اللوبي الإسرائيلي ضد الإنسانية لن تصل إلينا أو أننا سنكون بمعزل عما يدور من حولنا!
إن السكوت والخنوع عن كل هذا سيجعل من مجتمعتنا عرضة للانحطاط والانحلال كما يحدث اليوم في بعض الدول الأوروبية والإسلامية.
ثم إن الحل للواقع المخيف والمزري هو بالعودة إلى المنبع الأصيل للإسلام المتمثل في شخص النبي محمد صلوات الله عليه وآله وما جاء به من مبادئ وقيم وأخلاق وتشريعات تحفظ للإنسان إنسانيته وكرامته وعزته ورفعته.
إن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف محطة هامة وعملية إسعافية علها تنعش كيان أمة سلمت بأن لا ثقافة إلا ما يأتي من الغرب ولا تحضر إلا بتقليدهم ولا تطور إلا بالسير في ركابهم.