الثقافة القرآنية وتغيير المعادلات
الحقيقة/محمد المنصور
عندما يلتقي الفكر بالمصداقية ويسعى إلى أن يعبِّر عن إرادة الله في تحقيق العدل والسلام والخير ومجابهة الظلم يكون التغيير الإيجابي للواقع، نرى التأييد الإلهي لمن ينشدون تغيير الواقع المرير.
وعندما يلتقي الفكر بالرجال الصادقين العاشقين للمبادئ والقيم العليا التي جاءت بها رسالات السماء فإننا نرى النموذج الذي قدمه الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي فريداً ونادراً في مخاطبته للواقع وفهمه، وقيادته والسير به نحو ما أراده الله للإنسان من عزة وكرامة وحرية، وللوطن وللأمة من سيادة واستقلال ورقي وتقدم يجسِّد ما تصبو إليه بأن تكون خير أمة أخرجت للناس.
أثبتت الثقافة القرآنية فاعليتها في تطوير الواقع اليمني بشتى مجالاته كما في خلق معادلة جديدة للشخصية اليمنية تتميز بالإيجابية والتفاعل والمبادرة والتضحية.
كما أثبتت حركة أنصار الله بوصفها المعبِّر الرئيس عن الثقافة القرآنية للشهيد القائد حسين بدرالدين الدين الحوثي قبل وبعد العدوان السعودي أنها :
1- حركة سياسية إسلامية ووطنية يمنية تؤمن بالثورة والجمهورية، وتؤمن بفكرة التعدد السياسي وحقوق الإنسان، وأنها تسعى نحو بناء الدولة اليمنية المستقلة والعادلة بالشراكة مع كل المكونات الوطنية الاجتماعية.
2 – حركة سياسية تؤمن بالآخر والتعايش مع من يخالفونها الرأي، وأن الحوار مع الآخر ثابت من ثوابت الحركة منذ الانطلاقة وحتى اليوم.
3 – حركة تؤمن بفكرة التعاون الدولي الإيجابي، والانفتاح الإيجابي على العالم لما فيه مصلحة الوطن، وترفض التبعية لأي دولة في العالم.
وعلى عكس ما يروجه خصوم الحركة والمخالفين لها، فلقد أثبتت حركة أنصار الله وقيادتها الفذة ممثلة بالسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي القدرة على إعادة ثقة المجتمع اليمني بنفسه وبإمكاناته الذاتية، وتحريك طاقات المجتمع وتفاعله الإيجابي خلال العدوان السعودي الأمريكي التحالفي المجرم الذي يدخل عامه السادس.
لقد آتت الثقافة القرآنية -التي أطلقها الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي “رضوان الله عليه” مطلع الألفية من هذا القرن- ثمارها الطيبة على الصعيد الوطني من خلال:
1 – التأكيد على استقلال وسيادة اليمن والدفاع عنه ومواجهة العدوان مهما كانت التضحيات.
2 – النجاح المشهود في الحفاظ على الدولة ومؤسساتها وإعادة بناء الجيش والأمن، والتغلب على ظروف العدوان والحصار السعودي الأمريكي الظالم.
3 – تعزيز الوحدة الوطنية، وتحقيق الأمن والاستقرار في كافة مناطق سيطرة المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني، وإسقاط المشاريع الطائفية والمناطقية التي سعى العدوان إلى الدفع بها لتفتيت اليمن وتجزئته.
4 – تفعيل المتاح من الطاقات المتوافرة الصناعية والزراعية والصناعات الصغيرة، واجتراح معجزة التصنيع العسكري للأسلحة البرية والبحرية والجوية بأنواعها ما غيَّر معادلة الحرب المفروضة على اليمن لصالحه.
5 – مجموعة المواقف التضامنية مع الشعب الفلسطيني التي أطلقها السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في مناسبات مختلفة، وإعلانه المتكرر الاستعداد للمشاركة إلى جانب المقاومة الفلسطينية واللبنانية ضد أي اعتداء صهيوني قد عبَّرت عن الموقف اليمني الصحيح من القضية الفلسطينية وغيرها من قضايا المنطقة.
تلك المواقف وضعت اليمن ضمن محور المقاومة في مواجهة العدوان والغطرسة الصهيوأمريكية وأذيالها التي تتحرك بالعداء السافر والتدخلات في شؤون المنطقة.
إن المشروع الثقافي القرآني للشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي يتجلى اليوم في الواقع الوطني اليمني المقاوم للعدوان، ونرى أصداءه خارج اليمن بعد أن أثبت جدواه في تغيير الكثير من المعادلات القائمة لصالح التحرر والكرامة ومقاومة المشروع الصهيو أمريكي.
ومن عظمة ذلك المشروع قابليته للتطور والإجابة على أسئلة الواقع السياسية والفكرية والاجتماعية والتربوية التي تسهم في صياغة شخصية الفرد والأسرة والمجتمع بالمفهوم الإيجابي المنتج والمبادر، والحامل أيضاً للمسؤولية في مواجهة أعداء الأمة استجابة للقرآن الكريم والأمر الإلهي بأن نكون أحراراً أعزاء في أوطاننا المستقلة.