التوحيد في مواجهة التضليل.. من وحي المحاضرة الرمضانية الخامسة
أحمد صلاح
الدروس والعبر من وحي المحاضرة الرمضانية الخامسة من كلام سيدي ومولاي عبدالملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله)وأثرها على الواقع البشري..
أيها الأخوة ،
نحن اليوم أمام واقع عالمي يمر بتحديات كبيرة على المستوى العقائدي والفكري، وما جاء في المحاضرة الرمضانية الخامسة للسيد القائد يضع بين أيدينا دروسًا عظيمة يجب أن نتأملها ونعمل بها في واقعنا المعاصر.
أولًا: التحرك الجاد في مواجهة الشرك والباطل: لقد كان نبي الله إبراهيم عليه السلام نموذجًا للمؤمن الصادق الذي لم يرضَ بالباطل في بيئته، بل بدأ بدعوته في محيطه الأسري، فسعى لإنقاذ والده آزر من الشرك الذي وقع فيه, وهذا يعلمنا أن المسؤولية تبدأ من الأسرة والمجتمع القريب، فلا بد من العمل على تصحيح العقائد والافكار الخاطئة، وتعزيز التوحيد الخالص في مجتمعاتنا، تمامًا كما فعل إبراهيم عليه السلام.
ثانيًا: خطورة الضلال الفكري والديني: يخبرنا الله سبحانه وتعالى على لسان إبراهيم: {إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}، وهذا الضلال لم يكن مجرد خطأ فكري، بل وصل إلى درجة اعتناق الباطل المكشوف دون أدنى تفكير أو تدبر, وهذا هو واقع الكثير من المجتمعات اليوم التي تعبد الطغاة، وتتبع الأهواء، وتسير خلف التضليل الإعلامي والفكري دون وعي.
ثالثًا: الشرك مظهر من مظاهر الانحطاط الفكري والثقافي: الشرك ليس مجرد خطأ ديني، بل هو انحطاط فكري وثقافي يقود المجتمعات إلى التخلف رغم ما تمتلكه من علوم وتكنولوجيا, وهذا ما نراه اليوم في كثير من الدول التي تدّعي التقدم لكنها تغرق في معتقدات فاسدة، فـ عبادة المال، واتباع الشهوات، والتقديس الأعمى للطغات والمستكبرين، كلها أشكال حديثة للشرك.
رابعًا: دور اليهود في تضليل واختراق الأمم وإفساد العقائد: لقد أشار السيد القائد (يحفظه الله) إلى الدور الخطير الذي لعبه اليهود في إضلال النصارى وإخراجهم عن التوحيد، حيث كانوا وراء تحريف الدين، ودفعهم إلى عبادة غير الله, وهذا ليس أمرًا من الماضي فقط، بل هو مستمر إلى يومنا هذا، حيث نرى كيف تتحكم اللوبيات الصهيونية في الإعلام والسياسة والاقتصاد العالمي، لنشر ثقافة الإلحاد والانحراف عن الدين.
خامسًا: وهم الحرية في المجتمعات الغربية: إن المجتمعات التي تدّعي الحرية، وخاصة في الغرب، هي في حقيقتها مجتمعات تعبد غير الله، سواء كان ذلك في صورة حكومات مستبدة، أو أنظمة رأسمالية طاغية، أو حتى شهوات ومفاهيم فاسدة تروج تحت شعار التقدم والحداثة, وعلينا كمسلمين أن ندرك أن الحرية الحقيقية هي التحرر من العبودية لغير الله، والالتزام بمنهج التوحيد الخالص.
سادسًا: انتشار الشرك والإلحاد رغم التقدم العلمي: مع كل التقدم التكنولوجي والصناعي، نرى أن العالم لم يتقدم فكريًا في الجانب العقائدي، بل ازداد انحرافًا عن التوحيد, وهذا يكشف لنا أن التكنولوجيا والعلم المادي وحدهما لا يمكن أن يقودا إلى الهداية، ما لم يكن هناك وعي وإيمان بالله سبحانه وتعالى.
سابعًا: الإسلام هو الدين الوحيد الذي يقدم التوحيد الخالص: يؤكد السيد القائد أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي يقدم التوحيد لله خالصًا نقيًا، وهذا ما يجعله مستهدفًا من القوى العالمية التي تريد إفساد المسلمين وإبعادهم عن هذا الشرف العظيم, ومن هنا تأتي المسؤولية على كل مسلم أن يحافظ على هذا الدين، ويدافع عن عقيدته، وينشر الهدي في أوساط الناس.
ثامنًا: خطر الإعلام المضلل والقنوات الفضائية والانترنت: من أخطر التحديات التي تواجه المسلمين اليوم التلقي العشوائي من القنوات الفضائية والإنترنت، حيث أصبحت هذه الوسائل أداة رئيسية في التضليل، ونشر الأفكار المنحرفة، وتزييف الوعي, ولهذا علينا أن نكون أكثر وعيًا وانتقائية في المعلومات التي نتلقاها، وأن نبني ثقافتنا من مصادر موثوقة تحافظ على العقيدة الإسلامية الصحيحة.
تاسعًا: تنامي ظاهرة الارتداد عن الإسلام: إن أكثر الدول اليوم التي تشهد حالات ارتداد عن الإسلام هي السعودية، وهذا يكشف حجم الاستهداف الفكري والثقافي الذي يواجه المسلمين هناك, وهذه الظاهرة تحتاج إلى دراسة معمقة لمعرفة أسبابها، ومعالجتها من خلال التعليم والتوعية والتربية الصحيحة.
🔸واخيرآ مسؤوليتنا في مواجهة هذه التحديات: إن دروس هذه المحاضرة الرمضانية الخامسة تضع أمامنا مسؤولية عظيمة منها:
-العمل على نشر هدي الله بصورته الجذابه والحفاظ على العقيدة الاسلاميه كما فعل نبي الله إبراهيم عليه السلام.
ـ مواجهة التضليل الإعلامي والثقافي الذي يستهدف المسلمين.
ـ التصدي لمخططات اليهود والصهاينة في إفساد العقائد والمجتمعات الاسلاميه.
ـ بناء وعي إسلامي أصيل يحمي الأمة والاجيال من الانحراف والتبعية الفكرية للغرب.
#سيد_القول_والفعل
#ويزكيهم
ونسأل الله أن يثبتنا على دينه، وأن يعيننا على حمل هذه المسؤولية العظيمة، وأن يجعلنا من أنصار دينه ودعاته في كل مكان.