التواجد الأمريكي البريطاني في المهرة.. عين على الثروة وأخرى على بحر العرب!
القيادة الثورية استشرفت أهداف العدوان محذرة من عودة الاحتلال الأجنبي
المجلس العام لأبناء المهرة يدعو إلى الوقوف ضد الأطماع الاستعمارية
الحريزي يكشف عن 100 سجن سري تحت مطار الغيظة و“ما خفي أعظم”
في كثير من لقاءاته وأحاديثه السابقة، والتي كان أحدثها لقاؤه بوفد كبير من قيادات ووجاهات محافظة إب، يقدم قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي استشرافا مبكرا واضحا ودقيقا إزاء مجريات الأحداث العدوانية على اليمن، وما تتعرض له المحافظات الجنوبية المحتلة من مؤامرات لتقسيمها، حيث كانت محافظة المهرة حاضرة في حديثة كما هي المحافظات المحتلة الأخرى، مؤكدا ” لا يمكننا القبول بأن نُحكم بقرارات أمريكية”، لافتا إلى أن الخونة والعملاء هم من يقبلون أن يصادر قرارهم من ضابط سعودي أو إماراتي، موضحا أن الأمريكي اتجه لإنشاء قواعد في حضرموت والمهرة وعدن بعد أن اطمأن لما نفذته أدواته.
محافظة المهرة اليوم تتعرض لمؤامرة خطيرة من تحالف العدوان على اليمن، بدأت فصولها تطفو على السطح من خلال اختلاق ذرائع مكافحة الإرهاب .
فبعد حجة تعقب مهاجمي ناقلة النفط الإسرائيلية «ميرسر ستريت» في الـ30 من يوليو 2021م، شمال شرق ميناء الدقم العماني التي تداولت وسائل الإعلام العالمية خبراً زائفا حول تعرضها لهجوم بطائرة مسيرة أثناء عودتها من تنزانيا إلى الإمارات وصلت إلى ميناء الغيظة قوات بريطانية تتجاوز الـ100 جندي.
ولم يأْتِ هذا الخبر فجأة، فقد روّجت بريطانيا – حينها – بشكل مكثّف لحوادث تعرّضت لها سفنٌ في سواحل اليمن الشرقية، إذ نشرت هيئة عمليّات التجارة البحرية البريطانية أخبارا عن تعرُّض سفينة شحن تجارية لهجمات قرب ميناء المكلا من دون أن تُقدّم دليلاً على ذلك، وفي الخامس من 2020م، قالت شركة «أمبري إنتيلجانس» الاستخباراتية البريطانية البحرية إن سفينة شحنٍ ترفع علم سيراليون، وتحمل اسم «حسن» تعرّضت لهجوم إرهابي في سواحل قشن في محافظة المهرة عندما كانت في طريقها إلى ميناء صلالة في سلطنة عمان، واللّافت في كلّ تلك الحوادث، أنّه دائماً ما يُعلَن عقب الإفادة عنها أنّ السفينة وطاقمها بخير، ولم تصيب وطاقها بأيّ أذى، ما أدى إلى تشكيك واسع في الحوادث تلافته بريطانيا في خبر تعرض سفينة شحن صهيونية في بحر عمان لهجوم قالت إن شخصين قتلا ولم تعلن عن الأسماء ولا عن صور القتلى.
الأهم في وصول القوات البريطانية إلى مطار الغيظة بالذات هو مسار سيطرة أدوات بريطانيا (الإمارات والسعودية) على مطارات المناطق المحتلة والتحكم بها وتحويلها إلى معسكرات، وتلك واحدة من أهم المقدمات لعودة بريطانيا إلى جنوب اليمن، ولعل الأهم والأبرز في ذلك سيطرة القوات الإماراتية والسعودية على مطار الغيظة بمحافظة المهرة منذ بداية العدوان والحصار، بذريعة تأمين المحافظة والمطار من أن تصل إليهما قوات حكومة الإنقاذ.
وبعد رفض واسع لممارسات الإمارات داخل المهرة انسحبت القوات الإماراتية، وعلى شكل يشي بأنه مدروس بعناية، حيث حلت مكانها قوات تابعة للسعودية (الأكثر خدمة وعلاقة بالديوان الملكي البريطاني) وعبر الأعمال الإغاثية وتحت مبرر مكافحة التهريب عززت السعودية قواتها في المهرة، وجعلت من المطار نافذة لها من أجل التواصل الخارجي، ومقرا لقواتها العسكرية، رغم الأهمية الحيوية التي يمثلها المطار لسكان المحافظة البعيدة عن المدن اليمنية الكبرى..
كانت تلك المقدمات والإجراءات الرامية إلى عسكرة المطار إحدى أهم المقدمات لتهيئة استقبال الدفعة الأولى من القوات البريطانية التي جاءت لملاحقة المتسببين في الهجوم على سفينة “ميرسير ستريت” الإسرائيلية” قبالة سواحل عمان، وفي المستجد أكدت مصادر محلية في محافظة المهرة، وجود تحركات جديدة للقوات الأجنبية المحتلة في البحر العربي والمياه الإقليمية التابعة لليمن.
وأشارت المصادر الإعلامية إلى وصول قوات بريطانية وأمريكية إلى مطار الغيضة عاصمة محافظة المهرة، موضحة أن هذه القوات الأجنبية الجديدة انضمت إلى قوات سابقة متواجدة في المطار بعد تحويله إلى قاعدة عسكرية سعودية بريطانية أمريكية.
وضمن المعلومات المؤكدة من قبل المصادر المحلية ما كشفه موقع Express البريطاني، في تقرير له أن مجموعة تضم 40 من عناصر القوة الجوية الخاصة (SAS) وصلت إلى مطار الغيضة في محافظة المهرة، حيث يساعدهم موظفون محليون متعاونون مع وزارة الخارجية البريطانية ومطلعون على الوضع في المنطقة .
كما لفت التقرير إلى أن هذه القوة تضم وحدة مختصة بالمعدات الإلكترونية بإمكانها قطع أي اتصالات.
وأشار الموقع إلى أن قوة SAS تتعاون مع قوة عمليات خاصة أمريكية منتشرة في المنطقة؛ للمساعدة في تدريب وحدة نخبة من قوات “الكوماندوز” ضمن الجيش السعودي.
ووفقا للعديد من الخبراء العسكريين، فـإن تدفق المئات من الجنود الأمريكيين والبريطانيين إلى المهرة الواقعة تحت سيطرة الاحتلال السعودي ومرتزقته وميليشياته يكشف عن نوايا مبيتة لدى واشنطن ولندن لتعزيز وجودهما العسكري في المحافظة المطلة على البحر العربي، المنطقة الاستراتيجية التي تعتبرها واشنطن مهمة لفرض وجودها العسكري في منطقة خليج عمان والمحيط الهندي، والذي تسعى واشنطن من خلاله لقطع الطريق على الصين ومنع توسعها تجاريا نحو شبه القارة الهندية وإفريقيا، وبالتالي فـإن تواجد القوات الأجنبية المحتلة في المهرة تحت مزاعم مكافحة الإرهاب مجـرد ذرائع كاذبة ومبررات تستخدمها واشنطن ولندن لتعزيز تواجدهما العسكري في البحر العربي.
وكان القيادي القبلي البارز في محافظة المهرة الشيخ علي سالم الحريزي وكيل المحافظة السابق قد أكد تحول محافظة المهرة إلى مقر لمجاميع من قوات متعددة الجنسيات أبرزها (سعودية إماراتية أمريكية بريطانية)، وهي أيضاً في طريقها للتحول لمقر لمليشيات من التنظيمات الإرهابية يمنية وغير يمنية.
كاشفاً – بحسب الجنوب اليوم- عن وجود سجون سرية تحت مطار الغيضة الدولي في عاصمة المحافظة بلغ عددها 100 زنزانة، متهماً القوات الأجنبية
المتمثلة بالقوات السعودية والإماراتية ومعها قوات أمريكية وبريطانية أيضاً ببناء هذه السجون.
ومن بين التطورات التي كشفها الحريزي في مقابلة تلفزيونية له على قناة “المهرية” كشفه عن نوايا التحالف الذي أسماه بـ”الاحتلال” بالإقدام على عمل مقبل من قبل القوات متعددة الجنسيات هدفهم من خلال هذا العمل أن تكون المهرة مقراً لهم في تعذيب وسجن وجلب الناس من كل مكان إليها، كاشفاً أيضاً عن استجلاب القوات السعودية عناصر إرهابية من مناطق ودول مختلفة، مشيرا إلى أن هذه العناصر يتم جلبها إلى كل من قشن وحصوين والغيضة، وأن الهدف من ذلك إلصاق تهمة الإرهاب بأبناء المهرة، فيما يبدو أنه مؤشر على إيجاد التحالف ذريعة له للبقاء مسيطراً على المحافظة الاستراتيجية والكبرى جنوب شرق البلاد.
كما اعتبر الحريزي التواجد الأمريكي البريطاني العسكري في المهرة جزءاً من “الاحتلال السعودي الإماراتي” ..مطالباً كافة القوات الأجنبية المتواجدة في المهرة بسرعة مغادرة المحافظة، مهدداً بأن هذه القوات إن لم تغادر فعليها تحمل مسؤولية ما يجري الآن وما سيجري في المستقبل.
من ناحية أخرى فإن للتواجد العسكري الأمريكي والبريطاني في المهرة علاقة بالترتيبات بين كل من أمريكا والإمارات وإسرائيل لإنشاء قاعدة عسكرية استخبارية في جزيرة سقطرى، وهو ما كُشف عنه إعلامياً بما في ذلك على مستوى الإعلام الإسرائيلي بعد إعلان التطبيع العلني بين الإمارات والكيان الصهيوني.
التحركات البريطانية في المهرة
– في 29 يونيو 2021م: اعترف السفير البريطاني لدى اليمن مايكل أرون بوجود قوات تابعة لبلاده في محافظة المهرة اليمنية، وزعم أرون- في مقابلة تلفزيونية على قناة المهرية -أن ذلك من أجل مكافحة الإرهاب والتهريب، وعند سؤال المذيع له: بأي حق تدفعون بقواتكم إلى اليمن ومن استدعاكم؟ كان رد أرون أن علاقة بريطانيا مع حكومة المرتزقة جيدة.
– في 21 نوفمبر 2020م: قام وفد بريطاني يترأسه ضباط من الاستخبارات البريطانية برفقتهم تركي المالكي المتحدث باسم تحالف العدوان السعودي الإماراتي، وقد قام الوفد بجولة استطلاعية في مدينة الغيضة، وأفاد مصدر أمني بأن الزيارة البريطانية هدفها الأساسي إلصاق تهمة الإرهاب بمحافظة المهرة واستخدامها “ذريعة” لتوسيع التواجد العسكري.
– في يناير 2021م: تواردت معلومات مؤكدة على وسائل إعلام مهرية من داخل مطار الغيضة الدولي حول وجود مروحيات وآليات عسكرية وقوات أمريكية بريطانية ضخمة بجوار القوات السعودية التي تعمل تحت إشرافهم، الأمر الذي يوضح للرأي العام يوماً بعد آخر أن للبريطانيين والأمريكيين نوايا في جر محافظة المهرة إلى مربع الصراع الدولي.
– خلال الأعوام الثلاثة الماضية لم تكن محافظة المهرة خالية من الأحداث التي تصدر مشهدها الأمريكان والبريطانيون على الصعيد العسكري وأيضاً الدبلوماسي، لتؤكد تلك الوقائع والأحداث تقاسم المصالح على حساب أبناء محافظة المهرة والسيادة اليمنية بين الدول المشتركة في التواجد العسكري داخل المهرة شرق اليمن والمتمثلة في السعودية وأمريكا وبريطانيا.
وأوضح المصدر الأمني أن ذريعة الإرهاب أتضحت أكثر من خلال ادّعاء البريطانيين أن مدينة الغيضة غير مستقرة، وإصرارهم على تواجد عناصر من تنظيم القاعدة في محافظة المهرة، كما أشار المصدر إلى أن زيارة الوفد البريطاني لم تُعلن بناءً على طلبهم وغادروا محافظة المهرة مباشرة بعد الجولة التي استمرت ساعات قليلة فقط
– في 5 ديسمبر 2021م: أعلنت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية تعرض سفينة لهجوم قبالة ساحل محافظة المهرة اليمنية.
ونشر الموقع الإلكتروني للهيئة إحداثيات الهجوم الذي وقع في جنوب شرق اليمن في منطقة تطل على بحر العرب قبالة مدينة قشن في محافظة المهرة، ولم تقدم الهيئة حينها تفسيرا حول هوية السفينة المستهدفة، وطبيعة الهجوم الذي تعرضت له. وقد أثارت الحادثة -التي جاءت عقب زيارة السفير الأمريكي للمهرة- التساؤلات بشأن الهدف من وراء الزج بالمهرة في حوادث إرهاب واستهداف السفن التجارية. وأضحى الحديث عن القوات الأمريكية والبريطانية في محافظة المهرة، يتصدر حديث الشارع والنخب في محافظة المهرة، وسط تحركات تجري للبحث في آلية للتصعيد على المستويات المتاحة والممكنة ومخاطبة المجتمع الدولي ودول المنطقة برفض التواجد العسكري السعودي الأمريكي البريطاني الذي يهدف إلى جعل محافظة المهرة ساحة صراعات دولية.
وبحسب تقرير صادر عن مركز “كارنيغي” للشرق الأوسط، “رغم التدخلات والمحاولات التي يمارسها الاحتلال السعودي إلا أن ذلك لم يؤثر على الهُوية المهرية، بل ساهم في تأصيلها وتماسكها، بعيداً عن أجندة بعض أنظمة الخليج، وفي مقدمتها النظام السعودي والإماراتي”.
وأشار التقرير إلى أن أبناء المهرة، خاصة في المركز الإداري “الغيضة”، شكلوا حراكاً شعبياً من قِبل قادة قبليين وشخصيات اجتماعية عام 2019م، للمطالبة برحيل السعودية والإمارات، وإعادة المرافق الحيوية بما في ذلك المنافذ والمؤسسات الحكومية، وتسليمها لأبناء المهرة.
وعقب قيام بريطانيا بإرسال جنودها إلى المهرة في أغسطس الماضي، بذريعة حماية السفن واجه أبناء المحافظة هذه التدخلات، وخاضوا صراع وجود مع الاحتلال الذي يهدد المهرة الأرض والإنسان.
وبحسب خبراء، فإن تزايد الأصوات المطالبة برحيل الاحتلال بات يمثل مصدر قلق كبير للسعودية، ويضع تواجدها أمام ممانعة اجتماعية وثورية قد تباغتهم في أي لحظة.
وتشهد المهرة حالياً حراكاً شعبياً لمواجهة قوى الاحتلال السعودي ومشاريعه، وتتّجه كل التيارات من أبناء المحافظة لمناهضة العدوان والاحتلال.
دعوات مطالبة برحيل القوات الأجنبية
يواصل أبناء المهرة نضالهم في الوقوف ضد الأطماع الاستعمارية، مطالبين برحيل القوات الأجنبية التابعة لدول العدوان السعودي الأمريكي البريطاني الإماراتي .
فقد استنكر المجلس العام لأبناء المهرة وسقطرى وصول قوات بريطانية إلى محافظة المهرة، وأكد رفضه القاطع لأي محاولات تمس بسمعة محافظة المهرة وأبنائها والنيل منها تحت ذرائع كاذبة .
كما طالب المجلس العام برحيل كل القوات الأجنبية من أراضي محافظة المهرة.
ودعا المجلس العام أبناء المهرة وجميع مكوناتها إلى الوقوف صفاً واحداً ضد كل المحاولات الهادفة لجعل المحافظة منطقة غير آمنة ومسرحاً لتصفية الحسابات والسيطرة عليها عسكرياً من قبل القوات الأجنبية.
وأوضح أن المهرة محايدة إزاء كل الصراعات ولم تطلق منها رصاصة واحدة منذ الاستقلال الوطني حتى اللحظة، وأنها ستبقى حرة أبية يسودها الأمن والسلام.