التهيئة من الداخل…..بقلم/صادق البهكلي
التهيئة من الداخل سياسة أمريكية ثابته كان أول من تناولها و كشفها هو السيد حسين بدر الدين الحوثي ( رضوان الله عليه) حيث أشار إلى أن الأمريكيين يعتمدون على خطة التهيئة من الداخل سعيا لتوفير الأجواء المناسبة لوضع ايديهم على مقدرات الشعوب..و لأن اليمن كان في مقدمة الدول المستهدفة أمريكيا فقد عمد الشهيد القائد برؤيته الفذة و نظرته الثاقبة على تبني الشعار و المقاطعة الاقتصادية و حث على تنمية السخط بين أوساط الناس فذلك هو ما سيشكل حاجز أمام أي مساعي لتهيئة الشعب اليمني لتقبل وجود الأمريكيين..
و هذا ما لم ترضاه أمريكا فعمدت على تحريك أدواتها و عملائها ليس في اليمن و حسب و إنما في كل المنطقة وكلا حسب الدور المناط به فاستهدفوا الشهيد القائد و قتلوه و لكنهم لم يستطيعوا أن يقضوا عليه نهائيا فظل مشروعه يكبر يوما بعد يوم و شعار الصرخة يتمدد و السخط ضد أمريكا يزداد انتشارا ورغم الحروب المدمرة ورغم التنكيل ورغم المآسي لكن جذوة المشروع القرآني كانت أقوى من جبروتهم ، و صمود الأحرار كان أقوى من أمريكا و عملائها..بعد أكثر من ست جولات من الحروب التي شنت على أنصار الله بالوكالة خرجت أمريكا من اليمن مهزومة خائبة و لكنها لم تيأس فعاودت عدوانها بشكل أكبر و أقوى من كل الحروب السابقة و حولته إلى عدوان كوني انتقامي.. و بعد مرور سنتين ونصف استخدمت كل الأسلحة المحرمة ولكنها كالعادة فشلت و بدأت تشعر أنها على أبواب هزيمة قاسية سيكون لها صدى عالمي كبير فهي لن تستطيع هذه المرة إخفاء هزيمتها تحت عباءة التضليل الإعلامي أو حتى تسجلها بإسم عملائها..
أخيرا و حسب التطورات و ما يجري طبخة داخل الجبهة الداخلية و بالذات من قبل قيادة المؤتمر و علي صالح على وجه الخصوص هي محاولة أمريكية أخيرة أن يكون بداية مرحلة التصعيد التي أشار إليها السيد القائد في خطابه بمناسبة الذكرى السنوية للصرخة من داخل الجبهة الداخلية نفسها و قد لا ندري بطبيعة التحرك المؤتمري أهي وعود أمريكية أم قناعة مشتركة أن انتصار اليمن و بالذات أنصار الله ليست في صالح الكل و هي حسابات خاطئه لأن من يريد الكرامة و العزة و هم كثيرين داخل المؤتمر لا يمكن أن يخون وطنه و دماء آلاف من الأبرياء مقابل وعود و همية تقدمها أمريكا أما شلة الفساد و النفاق و الخيانة ففعلا لن يكون انتصار الأحرار في صالحهم.. على كل حال النصر هو من الله سبحانه و اذا أرادت مشيئته فلا راد لها..و على الأخوة و بالأخص عقلاء المؤتمر تدبر عواقب الأمور و محاولة تقديم ما يمكن من نصح لألئك أصحاب النفوس المهزومة الذين يريدون الانبطاح على حسب كرامة الشعب و تضحيات أبناءه..