التنظيمات الإجرامية هي آخر أوراق العدوان وبيان “داعش” يكشف حقيقةَ المعارك في مأرب
تنخرِطُ الجماعاتُ الإجرامية التكفيرية في القتال ضد أبطال الجيش واللجان الشعبيّة على مدى السنوات الست الماضية، ومن يومٍ إلى آخر تتكشفُ حقيقةُ علاقتها مع قوى العدوان بقيادة أمريكا وإسرائيل وأنها اليدُ الأمريكية التي تبطشُ بها اليمن واليمنيين.
ومؤخّراً أعلن التنظيم الإجرامي “داعش” عن مشاركتِه في المعارك التي تدور حَـاليًّا في مأرب، وأنه تقاتلُ جنباً إلى جنب مع مليشيا الإصلاح المرتزِقة والجنود السعوديين والأمريكيين وغيرهم، في دلالةٍ واضحة على واحدية المشروع والهدف والغاية.
ويؤكّـد مستشار المجلس السياسي الأعلى بصنعاء رئيس حزب الأُمَّــة، العلامة محمد مفتاح، أن تنظيم “داعش” الإجرامي يشتركُ في العدوان على اليمن من قبل بدايته، موضحًا أن الشرارةَ الأولى للعدوان كانت بتفجير مسجدَي بدر والحشحوش في صنعاء، واغتيال الشهيد عبد الكريم الخيواني، واغتيال العشرات من قادة المجتمع من أكاديميين وسياسيين ورجال أعمال وضباط جيش وضباط أمن.
ويضيف العلامة مفتاح في تصريح خاص لصحيفة ” المسيرة” أن “داعش” الإجرامي استمر في ارتكاب أبشع الجرائم بحق الأسرى في محافظتي تعز وعدن وفي أكثر من منطقة ومحافظة ولا زال يمارس دوره في ارتكاب أبشع الجرائم بحق اليمنيين إلى الآن كجزء من أدوات التحالف السعودي الأمريكي على اليمن.
ويوضح العلامة مفتاح أن البيان الأخير الذي أصدره التنظيم الإجرامي “داعش” هو فقط يؤكّـد دوره في هذه الجرائم وليس فعلاً جديدًا، وهو ينبه هذا التحالف بضرورة ضمان حصته من المبالغ المالية التي ينفقها العدوان الأمريكي السعودي على المرتزِقة.
ورقة أخيرة
من جانبه، يقول الخبير العسكري العقيد إبراهيم الوجيه، إنه وَمع انطلاق العدوان الأمريكي السعودي على اليمن تم استيراد العديد من الدواعش من سوريا، إلى جانب التنظيمات المتواجدة داخل اليمن لمحاربة الجيش واللجان الشعبيّة ودعم الفوضى في مختلف أرجاء اليمن لا سِـيَّـما المحافظات الجنوبية.
ويوضح الوجيه في حديثه لصحيفة “المسيرة” أن دول التحالف عادة ما تستخدم داعش كورقة أخيرة في حال فشل أدواتها المحلية من تحقيق أهدافها، مؤكّـداً أن هذا هو الحاصل في معارك مأرب فبعد الإخفاقات الأخيرة لمرتزِقتها في مأرب وتحقيق الجيش واللجان الشعبيّة لانتصارات كبيرة في الميدان أثّر ذلك على معنويات مرتزِقتها وأفقدهم توازنهم، مما دفع بدول التحالف إلى تحريك ورقة “داعش” والدفع بها لرفع معنويات مرتزِقتها وتخويف القبائل المأربية من دعم قوات الجيش واللجان الشعبيّة، لا سِـيَّـما بعد توافد تلك القبائل لدعم الجيش واللجان الشعبيّة بعد معرفتهم بأهداف التحالف السعودي الأمريكي في استعمار البلد والسيطرة على ثروات ومقدرات البلد.
ويشير الوجيهُ إلى أن حزب الإصلاح وداعش والقاعدة هما وجهان لعملة واحدة، فهم جميعاً نتاجُ الفكر التكفيري الوهَّـابي، وإلى جانب أن مأرب تعتبر المعقل الأخير لحزب الإصلاح في المناطق الشمالية، حَيثُ لا قبول لحزب الإصلاح في المناطق الجنوبية، وبالتالي فَـإنَّ حزب الإصلاح يحاول الاستماتةَ في الدفاع عن مأرب واستدعاءَ كُـلّ أدواته؛ كونها معقلَه الأخير.
ويؤكّـد الوجيه أن كُـلّ محاولات العدوان الأمريكي السعودي ستُمنى بالفشل كما مُنيت في محافظة البيضاء، حَيثُ استطاع الجيش واللجان الشعبيّة في الفترة الماضية تطهير المحافظة من الدواعش والسيطرة على معسكراتهم في قيفة ويكلا وقتل أمير تنظيمهم في اليمن، فيما هرب الكثير منهم إلى محافظتي شبوة وأبين ولذلك فلن يكون لهذه المشاركة أي تأثير سوى فضح تحالف العدوان بأنه المحرك الرئيسي للقاعدة وداعش في اليمن وفي المنطقة برمتها.
إعلانها إمارة
إن تواجُدَ تنظيمي “داعش” وَ”القاعدة” التكفيريين اليوم بمأرب ليس بجديد ومشاركته في قتال ومواجهة الجيش واللجان الشعبيّة كانت واضحة للعيان منذ بدء العدوان على بلادنا في 26 مارس 2015.
ويقول عضو مجلس الشورى محمد علي طعيمان: إن هذه التنظيمات كانت ظاهرة بشكل علني أمام الناس في مأرب، وإن بيانها الأخير يؤكّـد المؤكّـد بوجودها ضمن هذا التحالف خلال المعارك بمأرب.
ويوضح طعيمان أن تواجد داعش والقاعدة في محافظة مأرب والمشاركة في مواجهة أحرار اليمن والجيش ولجانه الشعبيّة وإعلان تلك المشاركة للعلن هو مِن أجلِ الاستعداد والتهيئة لتسليم واستلام محافظة مأرب لداعش أَو ما يسمى بالدولة الإسلامية وإعلان مأرب إمارة تتبع لداعش وجلب التكفيريين إليها عالميًّا، وخَاصَّة قبيل سقوطها وتحريرها من سيطرة العدوان وعصاباته، ومن ثم تكليف داعش بالقيام بأعمال تخريب وتفجير المنشآت والطاقة واستقبال العناصر الإرهابية من جميع الأقطار.
تعزيز وتجنيد إرهابيين
وفي الصدد، يقول رئيس تحرير موقع المساء برس، يحيى الشرفي: إن مشاركة تنظيمي “داعش” و”القاعدة” الإجراميين تأتي لتؤكّـد علاقتهما الوثيقة مع تحالف العدوان الأمريكي السعودي وإن تحالف العدوان ظل يستخدمهما للقتال طوال الست السنوات الماضية.
ويضيف الشرفي في حديثه لصحيفة “المسيرة” أنه وقبل الحرب على اليمن، ظلت الرياض تستخدم عناصر تنظيم القاعدة في مأرب والبيضاء وأبين وشبوة وحضرموت لإرباك المشهد الأمني في اليمن تمهيداً لفتح المجال أمام فرض تدخل عسكري خارجي، مؤكّـداً مشاركة تنظيمي القاعدة وداعش في القتال بمعارك مأرب مع تحالف العدوان، حَيثُ يثبت بأن العدوان يفتقر لمقاتلين من أبناء مأرب، وهذا يؤكّـد مستوى الوعي لدى أبناء مأرب الذي لم تتمكّن الرياض وأبوظبي من تحريفه والتغرير على القبائل بمأرب خَاصَّة وأن ستَّ سنوات من الحرب وسيطرة العدوان على مأرب أثبتت لقبائل وأبناء مأرب أن تحالف العدوان لم يأتِ لاستعادة ما يسمى “الشرعية” وأن الهدف فقط هو فرض السيطرة العسكرية على اليمن ووقف مشروع التحرّر من الهيمنة والوصاية الخارجية الذي حملته ثورة 21 سبتمبر 2014.
ويشير الشرفي إلى أن المعلوماتِ المتوفرةَ لديه تؤكّـد وصول 40 من عناصر الإرهاب بينهم سلفيون متشدّدون موالون للإمارات، وصلوا إلى مركَز مديرية الجوبة، حَيثُ يتمركز القيادي السلفي الحجوري، مُضيفاً ووفق المعلومات فقد أتت التعزيزات من الإرهابيين من المخاء، وبينهم القيادي بتنظيم القاعدة أبو العباس الجزائري.
ويوضح الشرفي أن مشاركة تنظيمي الإرهاب والتكفير (داعش والقاعدة) ضمن مرتزِقة تحالف العدوان سبق أن فضحتها واعترفت بها وسائلُ إعلام ومراكز دراسات أمريكية وغربية أُورُوبية، ففي أبريل 2019 نقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن زعماءَ قبليين ومسؤولين أمنيين في المناطق الجنوبية الخاضعة لسيطرة العدوان قولهم إن تنظيمَي القاعدة وداعش يشهدان صراعاً وسباقاً مميتاً على مد نفوذهما وسيطرتهما على الأراضي اليمنية وسباقاً على تجنيد مقاتلين.
ويضيف الشرفي أن الصحيفة كشفت أن محافظةَ البيضاء وتحديداً المناطق التي كانت تحت سيطرة العدوان قد شهدت صراعاً بين التنظيمين الإرهابيين استخدمت فيه داعش انتحاريين بينهم من جنسيات أجنبية لاستهداف مواقع تتبع تنظيم القاعدة واستهداف قيادات من التنظيم.
صحيفة المسيرة