التمسك بمبدأ الولاية.. راية صمود وقوة للأمة في معركة البقاء والهوية
على وقع الاستعدادات الشعبية للاحتفال بيوم الولاية “عيد الغدير”، يتجلى ثبات الشعب اليمني على الدين الحق وتمسكه بمبدأ الولاية، راية صمود وقوة في معركة البقاء والهوية. في ظل تسارع خطوات التطبيع مع أعداء الأمة، يبرز هذا الحدث التاريخي كنداء مدوٍ لتعزيز اللحمة الداخلية والتصدي للمخاطر المحدقة بالإسلام والمسلمين.
يتجاوز إحياء ذكرى يوم الولاية كونه مجرد مناسبة دينية، بل هو تجديد للعهد مع الله ورسوله والإمام علي وأعلام الهدى، ووقوف صفًا واحدًا في وجه أعداء الأمة. يدرك اليمنيون جيدًا مخاطر الابتعاد عن مبدأ الولاية، تلك الرابطة المقدسة التي تضمن وحدة الأمة وتماسكها، وتحصّنها من الانزلاق في مستنقع التبعية والتطبيع.
ويُمثل مبدأ الولاية حصنًا منيعًا للأمة في مواجهة أعدائها، أولئك الذين يسعون جاهدين لتكريس ولايتهم الظلامية ونشر الفتن والرذيلة. في هذا العصر الذي تتعرض فيه الأمة لحرب شعواء من قبل الطاغوت وأدواته، يبرز تمسك اليمنيين بمبدأ الولاية كحاجز صد أمام مخططات التآمر والسيطرة.
ويُعدّ إحياء يوم الولاية فرصة عظيمة لاستلهام العبر والدروس من حياة الإمام علي عليه السلام، رمز الشجاعة والأخلاق، وسيرته العطرة الحافلة بالمواقف الإيمانية والمآثر العظيمة. نتعلم من الإمام علي معنى التضحية والفداء، ونقتدي بسلوكه في العطاء والبذل وإقامة العدل ونصرة الحق.
ولا يقتصر مبدأ الولاية على مجرد المشاعر والأحاسيس، بل يتجسد على أرض الواقع من خلال أداء المهام والواجبات بتجرد وإخلاص تام. يقتضي ذلك التراحم والتكافل بين أفراد المجتمع، والمعاملة الحسنة، اقتداءً بالنبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، والإمام علي عليه السلام الذي ضرب أروع الأمثلة في العطاء والبذل وإقامة العدل منذ أن كان صبيا وحتى توليه أمر الأمة.
وفي ظل ما تمر به الأمة من هجمة عدوانية ، تبرز أهمية إحياء المناسبات الدينية، وفي مقدمتها ذكرى المولد النبوي ويوم الولاية، كمحطات إيمانية عظيمة تُسهم في تعزيز صمودهم وثباتهم في مواجهة كل التحديات. تُشكل هذه المناسبات فسحة إيمانية تُجدد فيها الأمة عهدها مع الله ورسوله، وتستمد منها القوة والصبر لمواصلة النضال والدفاع عن كرامتها وسيادتها.
ويُعدّ التمسك بمبدأ الولاية مسؤولية جماعية تقع على عاتق جميع أبناء الأمة، مسؤولية تُمثل راية صمود وقوة في معركة البقاء والهوية. إن إحياء ذكرى يوم الولاية هو تجديد للعهد مع الله ورسوله والإمام علي، ووقوف صفًا واحدًا في وجه أعداء الأمة، واستلهام للعبر والدروس من حياة الإمام علي، وتجسيد لمبدأ الولاية على أرض الواقع من خلال أداء المهام والواجبات بتجرد وإخلاص، وتعزيز للصمود والثبات في مواجهة التحديات.