التلفزيون الألماني :سنة أولى سوداء للملك سلمان ولم يعد لدية الكثير من الوقت لإنقاذ بلاده من هذا الوضع البائس
في قراءة لوضع مملكة آل سعود قام بها القسم العربي للتلفزيون الألماني دوتشيه فليه, قال إن الفترة الحالية منذ اعتلاء الملك سلمان العرش هي أسوأ مرحلة تعيشها المملكة السعودية على كافة الصعد إن كان داخليا وإن كان على مستوى الملفات الخارجية.
فعلى المستوى الداخلي ذكر التقرير إن حياة الرفاهية للسعوديين توشك على الأفول وتنتظرهم سنوات صعبة مع الانكماش الزائد للاقتصاد السعودي وتهاوي أسعار النفط المورد الأساسي للاقتصاد.
كما أن الاحتقان الداخلي بلغ أوجه ,فيما العائلة المالكة بتنازعها الاقتسام والتناحر مع بدئ انتقال العرش إلى الجيل الثاني للأسرة المالكة , وبدلا من ان يوفر الملك سلمان الرفاهية والاستقرار.
وحسب ما وعد به حين توليه العرش فإنه وبعد عام فقط تبدو الأمور سيئة للغاية وتسير بعكس ما وعد به, كما أن سجلها في مجال حقوق الإنسان زاد قتامة، ففي الأيام الأولى لحكمه صادق على العديد من أحكام الإعدام بحق المعارضين على رأسهم العلامة نمر باقر النمر ورائف بدوي.
وعلى صعيد الملفات والقضايا الخارجية فإن المملكة ليست بأحسن حال فبعد عشرة اشهر من انخراطها في حرب مباشرة على اليمن لا يبدو أن لها القدرة على الحسم والانتصار، وأخبار الانتصارات لا تتجاوز شاشات التلفزة.
ومزيد من الضحايا المدنيين ,وارتكاب انتهاكات فظيعة لحقوق الإنسان واستخدام أسلحة محرمة دوليا.
كما أن الوضع في سوريا حيث انخرطت المملكة في الحرب ضد نظامها، تسير في غير صالح حلفائها المنقسمين على أنفسهم, بالرغم من إنفاقها المليارات على مدى خمس سنوات من الحرب هناك.
وأشار التقرير إلى أن السعودية خسرت صراع النفوذ مع إيران , وبرفع الحصار عن طهران أدار العالم ظهره عمليا للرياض التي عملت ما بجهدها لإبقائها معزولة , وطهران تبدو اليوم، بعد رفع العقوبات الغربية عنها، في موقع الأقوى. كما أن اقتصادها مقدم على فترة ازدهار, في حين يواجه اقتصاد السعودية مشاكل كبيرة يمكن أن تدفع بالتوتر الاجتماعي إلى مستويات جديدة خطيرة.
وخلص ناصر شروف مدير القسم العربي بالتلفزيون الألماني إلى أنه لم يحدث من قبل في تاريخ السعودية أن واجه ملكها هذا الكم من المشاكل التي تهدد وجود المملكة.
حروب إقليمية في سوريا واليمن، والعلاقات مع إيران في أسوأ أحوالها وخطر الإرهاب يتزايد يوما بعد يوم، وكذا هو الحال فيما يتعلق بالمزاج العام للسعوديين الذي قد يتطور إلى اضطرابات داخلية لا تحمد عقباها.
لافتا إلى انه لم يعد لدى الملك سلمان الكثير من الوقت لإنقاذ بلاده من هذا الوضع البائس.
فالنظام الملكي السعودي بحاجة ماسة إلى الإصلاح بما يعزز الحريات الفردية للمواطنين , وإجراء مكافحة جادة للفساد.
وعلى صعيد السياسة الخارجية يجب على الملك أن يجد مخرجا لتورطه في اليمن بأسرع ما يمكن وإعادة ترتيب العلاقات مع الدول الأساسية في المنطقة مثل العراق وسوريا وإيران, وإلا ستكون حصيلة حكمه في السنوات المقبلة أكثر سوءًا من حصيلة السنة الأولى.