التكنولوجيا العسكرية المتقدمة لدى اليمن تثير الرعب في واشنطن
أكدت صحيفة “Stars and Stripes” التابعة للجيش الأمريكي في تقرير لها أن القوات المسلحة اليمنية تواصل تطوير قدراتها العسكرية بوتيرة متسارعة، مما يجعلها قادرة على تنفيذ هجمات أكثر دقة وفعالية ضد القطع البحرية الأمريكية في البحر الأحمر.
وبحسب محللين ومسؤولين دفاعيين غربيين، فإن التكنولوجيا العسكرية التي يستخدمها الجيش اليمني تجاوزت التوقعات، حيث تشير التقديرات إلى أن صنعاء تمتلك الآن طائرات مسيرة تعمل بخلايا وقود الهيدروجين، مما يمنحها قدرة استطلاعية وهجومية أوسع نطاقًا.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في البحرية الأمريكية قولهم إن “الحوثيين تحسنوا من الناحية التكتيكية منذ بدء هجماتهم على السفن التجارية والعسكرية في أعقاب اندلاع الحرب بين حماس وإسرائيل”.
وأضافت: “والآن قد يتمكنون من الحصول على خلايا وقود الهيدروجين لتشغيل الطائرات بدون طيار، وهو ما قد يمنحهم قدرات استطلاعية جديدة”.
ونقل التقرير عن ندوى الدوسري، الباحثة في مركز أبحاث مبادرة الحرب غير النظامية في واشنطن، قولها إن مسؤولين في البحرية أبلغوها بأن “بعض الضربات الحوثية اقتربت بشكل خطير من السفن الأمريكية”.
كما نقلت الصحيفة عن برايان كلارك، الضابط المتقاعد في البحرية ومدير مركز مفاهيم وتكنولوجيا الدفاع في معهد “هدسون”، قوله: “قد لا يحتاج الحوثيون إلى طائرات بدون طيار تعمل بخلايا الوقود لتنفيذ مهام هجومية في اتجاه واحد في البحر الأحمر، ولكن الطائرات بدون طيار على ارتفاع 10 آلاف قدم في مهام طويلة الأمد يمكنها العثور على أهداف على بعد أكثر من 100 ميل باستخدام أجهزة استشعار إلكترونية سلبية أو كاميرات بصرية وأشعة تحت الحمراء”.
وقال كلارك إن “هذه القدرة قد تكون مفيدة بينما يعمل الحوثيون على إيجاد بدائل للرادارات ومراكز القيادة التي دمرت في الضربات الأمريكية الأخيرة”، حسب وصفه.
ووفقاً للتقرير فإن “المحللين يقولون إن خلايا وقود الهيدروجين يمكن أن تكون مفيدة أيضاً في تشغيل الغواصات غير المأهولة تحت الماء لأنها تتميز ببصمة صوتية وحرارية أقل، مما يجعل اكتشافها أكثر صعوبة”.
وقال إيان رالبي، الخبير في القانون والأمن البحري ومؤسس شركة (آي آر كونسيليوم) للأبحاث والاستشارات: “لقد أدرك الحوثيون في ما تعلموه خلال مهاجمة الشحن أنه إذا كنت تريد إغراق سفينة، فإن ضربها من الأعلى لا ينجح، وضربها على خط الماء قد ينجح وقد لا ينجح، لكن ضربها تحت الماء ينجح بالتأكيد”، وفقاً لما نقل التقرير.
وذكّرت الصحيفة بأنه “العام الماضي شهد بضع هجمات حوثية استلزمت إجراءات دفاعية إضافية، ففي يناير 2024، اضطرت المدمرة (يو إس إس غرافلي) إلى استخدام نظام أسلحتها القريبة لإسقاط صاروخ كروز اقترب منها لمسافة ميل واحد”.
وأضاف التقرير أن “مسؤولين في البحرية قالوا، العام الماضي، إن مقاتلي الحوثيين نفذوا هجمات بطائرات بدون طيار وصواريخ باليستية مطورة”.
وقال رالبي وخبراء آخرون إن “منع الحوثيين من الوصول إلى الأسلحة والتكنولوجيا المتقدمة يمثل مشكلة مزعجة للولايات المتحدة وحلفائها في ظل وجود خيارات قليلة أو حلول سريعة”