التكامل بين عمليتي “توازن الردع” و”نصر من الله”
الحقيقة/هشام الجنيد
نجح الهجوم الدفاعي المشروع لقواتنا المسلحة الجوية والبرية في عمليتي “توازن الردع” الأولى استهداف (حقل الشيبة) والثانية (منشأتي ارامكو) بضرب العمق الاقتصادي السعودي، وتتوازى مع هذه الضربة الاقتصادية عملية دفاعية مشروعة “نصر من الله” بمرحلتيها الأولى والثانية وتحرير أكثر من (500) كيلو متر مربع من قطاع نجران، وترتبت عليها أيضا خسائر فادحة أضرت بالاقتصاد السعودي.
ونجاح تينك العمليتين أبهر العالم لتتهافت الكثير من القنوات الفضائية والوكالات الدولية مطالبة صنعاء إلى نشر تفاصيل كاملة موثقة بالتصوير لكيفية التحرير في قطاع نجران من أجل الاستفادة من براعة التخطيط الاستراتيجي لقيادة القوات المسلحة اليمنية في المعارك الحربية الدفاعية البرية، ولتطوير المنهج الأكاديمي العسكري، وكذلك الأمر أثبت الهجوم الدفاعي للطائرات المسيرة فشل وعجز منظومتي باتريوت وثاد عن كشف وصد الطائرات اليمنية المسيرة ومثلها الصواريخ الباليستية المطورة والمصنعة محليا، وقد ترتب على تغيير قواعد الاشتباك أن أثرت سلبا في سوق العرض والطلب العالمي على منظومة السلاح الغربي الامريكي والبريطاني والفرنسي.
ومن تبعات عملية توازن الردع أن أحدثت زلزالا اقتصاديا مدويا في سوق النفط العالمي خصوصا في الداخل السعودي.. ووفقا لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية فإن الطبقة السعودية الثرية تتعرض لضغط شديد من السلطة لإجبارها على الاستثمار في أسهم ارامكو عند طرحها في السوق المحلية، وهذا البيع يدل على بروز شبح الإفلاس، وقد نتج عن هذه الأوضاع الكارثية للعدوان السعودي أن فقد فئات التجار وعناصر هذه الأسرة الظالمة ثقتهم بولي العهد المهفوف وقدرته بالقيادة السياسية والعسكرية لمعالجة ما آلت إليه الأوضاع وإيصال النظام إلى حافة الفشل والانهيار، زد على ذلك أن هذه الأوضاع أدت إلى تعميق الهزيمة النفسية في روحية قيادتي نظام بني سعود ونظام الاحتلال الإسرائيلي.
والمحصلة العامة لكلتا العمليتين المكملتين لبعضهما “توازن الردع” الاقتصادية و “نصر من الله” التحريرية هي إلحاق الذل والخزي بعناصر النظام السعودي، وإضعاف مكانة نفوذه، وهي بداية واضحة لتفكيك هذا النظام الشيطاني، والتخلي المزعوم من ترامب عن المنطقة سيصبح تخليا حقيقيا وإن أرسل قوات إضافية إلى السعودية، فذلك لا يتعدى إلا المزيد من الابتزاز المالي.
ويتوازى أيضا مع استراتيجية التكامل بين العمليتين التوجه الأخلاقي للقيادة الثورية والسياسية في مبادرة فخامة رئيس الجمهورية لإيقاف الحرب من طرف واحد، عملا بمبدأ السلام والأمن، وكذلك العمل بتنفيذ اتفاق ستوكهولم في كل جوانبه من طرف واحد يعبر أيضا عن القيم الأخلاقية.. فهل سيستغل العدوان السعودي هذه المبادرة بالاستجابة وعلى ذات الغاية؟، وهنا أقيمت الحجة على هذا العدوان وعلى المستوى العالمي .