التقيِّيم وفقَ المقاييسِ القرآنيةِ
التقيِّيم وفقَ المقاييسِ القرآنيةِ
سنصبح ضحايا لكثير ممن يحملون عِلْماً إذا لم نُمنح – نحن كطلاب علم كناس مسلمين – نُمنح مقاييس قرآنية نستطيع من خلالها أن نعرف ما هي المواقف الصحيحة، ومن الذي تعتبر مواقفه صحيحة، وحركته قرآنية، ومن الذي هو بعيد عن القرآن الكريم، سيصبح الإنسان ضحية، قد تسمع مثلاً [يا خبير سيدي فلان أو سيدنا فلان ما بعده، هو ذاك عالم كبير ما هو حول الأشياء هذه، ولا بيقول كذا، هو بيقول للناس ما بِلاّ با يجنوا على نفوسهم أحسن للناس يسكتوا ولا يتفوهوا بكلمة ولا.. ولا.. ما عاد احنا أفضل منه، وما عاد فلان أفضل منه] وبعده.
أليس هكذا قد ينطلق الناس على هذا النحو؟. لا.. يجب أن نرجع إلى القرآن الكريم فنستفيد منه كيف نكون حكماء في رؤيتنا، في تقييمنا لأنفسنا أولاً، وفي تقييمنا للآخرين من حولنا، وفي معرفتنا لما يدبره أعداؤنا، وفي معرفتنا لما هو الحل في مواجهة أعدائنا.
متى قدم القرآن الكريم السكوت المطلق كموقف حكيم في مواجهة أعداء الله؟ لا.. قد يُوجّه بمرحلة معينة: اعف واصفح، لفترة معينة، وأنت تشتغل في نفس الوقت، تعمل لا تتوقف إطلاقاً، فقط أجِّلْهم في الموقف هذا، وهم ضعاف، هم لا يشكلون خطورة بالغة، لا تنشغل بهم آناً، في هذا الحال وفي نفس الوقت أنت تعمل، أنت تهيئ، أنت تجهز علناً وسرًّا، سرًّا وعلناً مواقف واضحة.
لأنه يَرِد في القرآن الكريم أحياناً عبارات من هذه: {فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (البقرة: من الآية109) ماذا يعني حتى يأتي الله بأمره؟. وهل الرسول سيعفو ويصفح ويوقِف كل شيء، أم أنه كان ينطلق ويتحرك باستمرار؟ ينطلق ويتحرك باستمرار، إنما ربما هذا الموقف المنطلق من جانب هؤلاء الأعداء يهود معينين لازالوا مستضعفين، موقفهم قد يكون غير خطير في ذلك الزمن، قبيلة معينة خلّيهم لا تنشغل بهم، لا تؤاخذهم على هذا فتغرق أنت في الانشغال بهؤلاء لحالهم.