التقصير في العمل.. آثار لم نكن نحسب حسابها
التقصير في العمل.. آثار لم نكن نحسب حسابها
من أخطر الأشياء على الإنسان التقصير في أعمال أمر الله بها ودعانا إليها، وللتقصير فيها آثار خطيرة جدًّا، مثلاً: عندما نقصر كمسلمين في النهوض بمسؤولياتنا الكبيرة: في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإقامة العدل، وإحقاق الحق؛ التقصير في النهوض بهذه المسؤولية كم سيترتب عليه من كوارث في هذه الحياة، من مظالم، من جرائم، من منكرات، من باطل… هذا يحسب؛ لأنه نتاجٌ لتقصيرٍ في مسؤوليةٍ أمرنا الله بها إلزاماً، وأوجبها علينا حتماً، ثم فرطنا فيها وقصرنا فيها، وكانت نتيجة هذا التقصير انتشار المنكرات بشكل كبير، ما كانت لتنتشر لو نهضنا بمسؤولياتنا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، انتشار الباطل على نحوٍ ما كان لينتشر لو نهضنا بمسؤوليتنا لإحقاق الحق، انتشار الجرائم والمظالم الرهيبة التي ما كانت لتنتشر لو نهضنا بمسؤوليتنا في إقامة العدل، وفي واقعٍ كذلك تتجلى فيه الآثار وتظهر الفظائع للتقصير، والآثار الخطيرة للأعمال، يتحسر الكثير من الناس، ويعبِّر القرآن عن ذلك التحسر لدى البعض وهم يقولون: {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ}[الزمر: من الآية56]، {يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي}[الفجر: الآية24].
بينما في الجانب الآخر من فاز بقيامه بواجباته ومسؤولياته، واستقام على منهج الله -سبحانه وتعالى- يكون مبتهجاً؛ حسبت له آثار عظيمة، آثار طبية، نتائج إيجابية، فهو ذلك الذي يبادر بعد أن يستلم كتابه بيمينه: {فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ}[الحاقة: من الآية19]، في حالة من الابتهاج والسرور الكبير جدًّا، والادراك لقيمة تلك الأعمال، لأهمية تلك الأعمال، لأثر تلك المواقف؛ فحسبت له بحساب الله الكريم العظيم الذي يدرك -جلَّ شأنه- يعلم خُبر هذا الإنسان وخُبر كل عمل، {وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}، يدرك مستوى وقيمة ومدى أهمية العمل، فيحسب للعمل حسابه بمستواه أيضاً من الأهمية وبآثاره.