التقدمات الاستراتيجية ضربة قاصمة لقوى التحالف…بقلم/إلهام الأبيض
الحسابات التي لم تكن متوقعة صارت واقعاً، وفي البُعد الاستراتيجي يُنظر إلى المعركة كنقطة فاصلة تغيّر معادلات عسكرية وسياسية، وترسم ملامحَ أُخرى للصراع في المنطقة ولقد ألقى العدوّ ثقلهُ لمنع تحقيقها وتحقّقت، وهو إنجاز يعد خارقاً من زوايا عسكرية بحتة، والمعجزات في المقاربات الملهمة للجيش والجان الشعبيّة.
المعادلة العسكرية ومأرب باتت مسألة وقت والحسم قاب قوسين أَو أدنى، ومفتاح الحسم الشامل هي نقطة الوصل الجغرافية ما بين شبوة ومأرب وحضرموت، وقوى العدوان باتت مطوقة من اتّجاهات ثلاث ولم يعد أمامها سوى طريق العبور باتّجاه حضرموت أَو اتّجاه وحيد هو الاستجابة لمبادرة مأرب التي أطلقتها صنعاء من منطلق القوة.
وما زال التحالف في بحر الأوهام يغوص ولم يتعقل مما يجري في المعادلات العسكرية، وما زال يبحر من دولة إلى أُخرى يطبع هنا ويتولى هناك ولا يعرف مسقط رأسه من رجليه، ولا يريد إظهار قلقه من سقوط مأرب وهو يكاد يفقد صوابه من هول التغيرات العسكرية والتقدمات والانتصارات التي يصنعها أبطال اليمن الجيش والجان الشعبيّة.
وفي البيت الأبيض يتجدد الشعور بالإحباط يريد بايدن وإدارته تجميد العمليات العسكرية في مأرب وهي التي كانت معقلاً هاماً لدول التحالف.
هنا التاريخ يعيد نفسه ويثبت من جديد أن اليمن مقبرة الغزاة، ويستعين المحور الأمريكي والخليجي والإسرائيلي على قراءة اليمن مرة أُخرى والتحديق في أعمدة مأرب وهي ترمز للآلاف من السنين دون أن تنحني.