التفريطُ في المسؤوليةِ يُعرّضُ للاستبدال
التفريطُ في المسؤوليةِ يُعرّضُ للاستبدال
لما تخلى بنو إسرائيل عن المسؤولية، لما لم يكونوا بمستوى المسؤولية في آخر أيامهم، وإن لم يكن المجموع، كما سيأتي الاستثناء فيما بعد، ولكن عندما يغلب، عندما يكون الغالب هم الفاسقون، عندما يقصِّر، ويفرط المؤمنون، فتبقى الغلبة للفاسقين، يصبح المجموع، من حيث المجموع غير جدير بتحمل المسؤولية، وبالتالي يكون معرضاً للاستبدال، بأن يستبدل به غيره.
هم فضلوا، ونعم كثيرة أعطاهم الله سبحانه وتعالى، وفضلهم بها على العالمين، ولكنهم عندما قصروا، عندما فرطوا، عندما توانوا، عندما أصبح الكثير منهم فاسقون، كما قال الله: {وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ}(آل عمران: من الآية110) أصبحوا في وضعية تؤهل غيرهم أن يستبدلوا عنهم.
ومع ذلك ما يزال المجال أمامهم مفتوحاً، فلوا آمنوا لكان خيراً لهم، ولكانوا على ما كانوا عليه من قبل، يسيرون تحت لواء محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) كما ساروا تحت لواء موسى وعيسى وغيرهم من أنبياء الله، من بني إسرائيل.
نفس المسالة بالنسبة للعرب أنفسهم، بالنسبة لأهل البيت أنفسهم، عندما يفرطون، عندما يتوانون، عندما يقصرون، فيكون المظهر العام، المظهر العام هو: التفريط، هو التقصير، هو الضلال، هو الفسق، يتعرضون لما تعرض له بنوا إسرائيل من الاستبدال، فهذه سنة إلهية، يتعرض العرب لما تعرض له بنوا إسرائيل من الاستبدال، ويكونون جديرين بأن تضرب عليهم الذلة والمسكنة، وأن يبوءوا بغضب من الله، كما ضربت على بني إسرائيل، لأن القضية واحدة، كما كان بنوا إسرائيل هم خير أمة أخرجت للناس في تاريخهم الطويل، كذلك العرب {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} وهذه هي مسؤوليتكم {تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}.