التصنيع العسكري اليمني: مدنٌ محصنة في الجبال
كانت السعودية وقبل يوم واحد من قرارها شن الحرب على اليمن، تعتقد أن جلّ ما تحتاجه لفرض شروطها واحتلال البلاد، حفنةٌ من الأسلحة ودعم دوليٌّ تؤمّنه الولايات المتحدة، لتغطية المجازر التي سترتكبها، وبعض الوقت لا أكثر. لكن صمود 7 سنوات، إضافة لعشرات العمليات العسكرية النوعية التي دافعت عن سيادة البلاد الجوية والبرية والبحرية، كشف عن القدرة العسكرية الكبيرة التي يمتلكها الجيش اليمني بشكل يثير الاهتمام. فكيف يتم التصنيع العسكري في اليمن؟
تعتمد آلة الحرب السعودية بشكل أساسي على الضربات الجوية والقصف والتدمير باستخدام الصواريخ بعيدة المدى والطائرات الحربية، لذلك ذهب الجيش اليمني إلى حلّ غير تقليدي وغير مألوف: “مدن تصنيع عسكري محصنة في الجبال”.
مغاور عسكرية في الجبال
قام الجيش اليمني باستثمار المغاور واستحداث مدن جبلية أخرى لأجل إتمام عملية التصنيع العسكري خاصة تلك المتعلقة بتصنيع الصواريخ وتطويرها، حيث تتم داخلها العملية من ألفها إلى يائها على أيدي كوادر يمنية خالصة، يبلغ عددها ما يقارب 1700 مهندس وخبير من خريجي الجامعات اليمنية تم اختيارهم بعناية فائقة واهتمام كبير.
وقد كان من اللافت أنه بالرغم من الجهد الاستخباراتي والغطاء الجوي الكثيف والامكانيات الضخمة لم تتمكن قوى التحالف من اكتشاف وتدمير هذه المدن ومعامل التصنيع. حتى تلك التي تم قصفها، لم تدمّر فعلياً لحرفيّة وحجم التحصين في الجبال.
أما عن التدريب والتأهيل يكشف مصدر ميداني لموقع الخنادق أنه في بدايات عمليات التصنيع كانت بعض العمليات تتم عبر “التدريب عن بُعد” من لحظة إعداد الصاروخ إلى حين إطلاقه، عبر مقاطع فيديو يُعدّها ويرسلها ضباط من أحد الجيوش العربية. إضافة للاستعانة بخبرات الضباط وكبار العسكريين والأمنيين اليمنيين.
وقد استطاعوا تطوير القدرات البحرية بشكل أثار اعجاب العدو والصديق على السواء، وكانت بمثابة مفاجأة أشد وقعاً وأكثر إثارة وهي قدرة العقل اليمني على تطوير صاروخ “بدر” ليصل مداه إلى 350 كلم، فقد استطاع الخبراء اليمنيون التفوق على بعض أقرانهم في محور المقاومة لجهة تطوير هذا النوع من الصواريخ البحرية، إضافة لتطوير صواريخ الدفاع الجوي واستخدامها كصواريخ باليستية (أرض-أرض). في تجربة فريدة أثبتت نجاحها وفعاليتها بشكل كبير.
وبالتالي فعلى قوى التحالف أن تستعد لمرحلة جديدة من المواجهات ولمعادلة أخرى طور التبلور من شأنها أن تسرّع عملية الوصول إلى انهاء الحرب ورفع الحصار تحت النيران لا بربط النزاع ووقف إطلاق النار.
وكانت السعودية قد شنّت حربًا على اليمن في آذار عام 2015 دعماً للرئيس المنتهية ولايته منصور هادي، أُطلق عليها اسم “عاصفة الحزم”، وقد شارك فيها العديد من الدول الخليجية والعربية ضمن تحالف تقوده الرياض، إضافة للدعم اللوجستي والاستخباري من الثلاثي الأميركي- البريطاني-الإسرائيلي، حيث انتهك التحالف خلالها القوانين الدولية والإنسانية، وارتكب فظائع وجرائم حرب بحق المدنيين والأبرياء.
المصدر :الخنادق