التزكية والهداية ـــ علاقتنا بهدى الله. كتب / زيد البعوه
التزكية والهداية ـــ علاقتنا بهدى الله.
كتب / زيد البعوه
فما لهم عن التذكرة معرضين
تغلغل الـسيد القائد حفظه الله في محاضرة الليلة الى اعماق النفوس بطريقة قرآنية من اروع واقوى الطرق التي تنفذ الى مشاعر النفوس فتؤثر فيها تأثيراً ايجابياً ليس على المستوى اللحظي والمحدود بل على المدى البعيد لأن التذكير الصادق بهدى الله القائم على الحرص والمسؤولية يخلق حالة نفسية ايمانية قابلة لتغيير السلوكيات والمواقف والغرائز والمواصفات نحو الأفضل يرتقي بالإنسان المؤمن الى حيث يريد الله
موضوعين اساسيين تحدث عنهم الـسيد القائد حفظه الله في المحاضرة الرمضانية الأولى كل موضوع متصل بالآخر ويتعلق به الأول موضوع التزكية للنفوس والثاني موضوع الهداية والعلاقة مع هدى وكما قال حفظه الله ان الجانب الأساسي في تزكية النفس هو الهدى وهذا الهدى ليس شيئاً بعيداً عن متناولنا او امراً مستحيلاً الهدى هو حاضر بين أوساطنا متمثلاً في كتاب الله القرآن الكريم واعلام الهدى قرناء القرآن والإنسان بحاجة الى ان يزكي نفسه بالقيم والاخلاق الفاضلة ومتى زكت نفسه فقد اسس لنفسه اللبنة الأولى للتفاعل مع هدى الله بشكل ايجابي
الآيات التي تلاها ال في محاضرة الليلة وتحدث على ضوئها كفيلة بأن تهز مشاعر الانسان المؤمن وتجعله يراجع نفسه ويحدد موقعه وموقفه من علاقته بهدى الله ولن تلك الآيات هي كلام الله وهو الذي وسع كل شيء علماء وهو الذي يعلم خائنة العين وما تخفي الصدور فهي تخاطب وجدان الإنسان بالشكل الذي يرى انه هو المخاطب وانه معني بما تتضمنه هذه الآيات فتخلق في داخله تأثيراً اما في الجانب الايجابي واستئناف مرحلة جديدة من الاستجابة بجد وصد او في الجانب السلبي بالتقصير والإهمال ويقسو قلبه ويجني الخسارة ويستحق العقاب
كانت بداية الحديث في المحاضرة من قول الله تعالى يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد ومن خلال مضامين هذه الآية المباركة التي هي خطاب جماعي للناس بشكل عام خطاب يؤكد حاجة الانسان الى الله وكم هو فقير وكم هو في امس الحاجة الى معية الله والقرب منه والحصول على رضوانه لأنه لا يمكن لأحد مهما امتلك من مال او جاه او سلطه ان يكون خارج اطار مملكة الله وجبروته وجميعنا في امس الحاجة لرحمته تعالى حتى لا نسهم بإعراضنا وذنوبنا في رمي انفسنا الى قعر جهنم والعياذ بالله
كان الموضوع الأبرز والأهم في المحاضرة هو موضوع العلاقة مع هدى الله حيث شملت المحاضرة مجموعة من الآيات القرآنية العظيمة والمهمة التي تجبر كل شخص مؤمن على النظر اليها بطريقة قائمة على الحرص والتفاعل لكي لا يكون ممن تحدثت عنهم الآيات ثم لا يعمل على نجاة نفسه واصلاحها ومن اهم تلك الآيات قول الله تعالى وذكر بالقرآن من يخاف وعيد وقوله تعالى سيذكر من يخشى وقوله تعالى فما لهم عن التذكرة معرضين وقوله تعالى والذين اذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صماً وعميانا وجميعها ابات اختارها السيد بعناية وتحدث عنها وفي ما تتضمنه من معاني واهداف ونتائج لعل وعسى وجعلتنا ندرك اهمية التفاعل مع هدى الله
في المحاضرة لم يكن الحديث جافاً ولا عبارة عن تفسير او حديث عن احكام شرعية لمجرد الحديث والمعلومات بل كان حديثاً مركزاً مسنوداً بالأدلة والمقارنات والاسباب والنتائج والحلول ولو ركزنا على موضوع قسوة القلب سنجد ان القلب لا يقسو هكذا تلقائياً او نتيجة عوامل مادية او عوامل جغرافية بل نتيجة الابتعاد والتقصير والتفريط والاهمال والحرص وانعدام التفاعل الايجابي مع هدى الله
وكما لا حظنا ان الموضوعين الرئيسين في المحاضرة هم تزكية النفس والتفاعل مع هدى الله ولهذا وجدنا من خلال ما ورد في المحاضرة ان الحالة الصحيحة للتفاعل مع هدى الله تكمن في التفهم والاصغاء والإقبال والحرص والعمل ومتى ما توفرت هذه العوامل فهي كفيلة بأن تزكي الانسان وتجعله يتغير في واقعه النفسي وفي واقعه الايمانية وفي واقع حياته وفي واقعه العملي فيكون عنصراً فاعلاً يحظى بتأييد الله ورعايته
المحاضرة عميقة جداً جداً ومن يستوعبها بشكل ايجابي فمن المؤكد انها ستخلق لديه حالة من التفاعل المثمر مع القرآن ومع المحاضرات والمواعظ التي هي من هدى القرآن ومن لم يعي مضامين واهداف هذه المحاضرة سيخرج من رمضان وهو كما كان في السابق بل اسوأ من ذلك
نسأل من الله تعالى ان يجعلنا ممن ينتفعون بالذكرى ويهتدون ويتفاعلون مع الهدى.
#زيد_البعوه