(التحولات الكبرى يصنعها المستضعفون الواعون) دروس من غزوة بدر الكبرى على ضوء محاضرات السيد القائد
الحقيقة /خاص/اعداد: صادق البهكلي
“يوم السابع عشر من شهر رمضان المبارك شهد حدثاً تاريخياً مفصلياً واستثنائياً، ويوماً فارقاً في التاريخ، كان هو يوم بدر، {يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ}، حدثٌ عظيمٌ ومهمٌ وكبيرٌ ومؤثرٌ في مسيرة حياة البشرية، وفي مسيرة الإسلام العظيمة، وفي شهر رمضان المبارك ولها تأثيراتها الواسعة في ترسيخ قواعد الإسلام، وفي بناء الكيان الإسلامي، وفي تجذير المبادئ والقيم الإسلامية، وفي رفع راية الإسلام، وفي انتصار الأمة المسلمة”.
لقد كانت غزوة بدر علامة فارقة بين مرحلتين مرحلة الاستضعاف وبداية مرحلة التمكين، وتضمنت هذه الغزوة المباركة الكثير من الدروس والعبر التي نحن بأمس الحاجة إليها ونحن نواجه جاهلية اليوم الأكثر إجراماً وطغياناً..
وقد قدم القرآن الكريم، في سورة الأنفال عرضاً كبيراً ومهماً وغنياً بالدروس والعبر والحقائق المهمة التي تستفيد منها الأمة في موقفها العسكري وفي صراعها مع أعداءها وفي مواجهتها للتحديات إلى يوم القيامة، ورسول الله صلوات الله عليه وعلى آله هو لنا القدوة والهادي والمعلم والمربي، هو نبينا ورسولنا الذي نستلهم ونستفيد ونستهدي من كل حركته، من كل مواقفه، وفي المقدمة من جهاده من حركته العسكرية، من حركته في مواجهة التحديات والأخطار.
بداية الصراع ومحاولة قريش احتواء الرسالة الإلهية
منذ أن تحرك رسول الله بمشروع الرسالة الإلهية التي غايتها إنقاذ الإنسان وتحريره من عبودية الطواغيت، تحرك طواغيت قريش (أبو جهل وأبو سفيان وأبو لهب …….وغيرهم) لمواجهة رسالة الله ورسوله، تحركوا على أساسٍ احتواء الرسالة الإلهية التي ينهض بها رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- فتفاوضوا معه، وحاولوا أن يتعاملوا معه بالترغيب وبالترهيب، وقدَّموا له إغراءات كبيرة، إلى حد استعدادهم أن يُملِّكوه عليهم، وأن يمكِّنوه من الثروة الاقتصادية التي بأيديهم، ولكن رد رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) كان صاعقاً لهم عندما قال: (والله لو وضعوا الشمس في يمني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته، حتى يظهره الله أو أهلك دونه).
حرب إعلامية ضد الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)
بعد أن اقتنع طواغيت قريش بأن رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) لن يتخلى عن أداء مسؤوليته الرسالية مهما قدموا له من إغراءات اتجهوا لشن حرب إعلامية تشويهية ضد رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) فنظَّموا حملات دعائية واسعة، ونشطوا فيها بشكلٍ كبير ومكثف، سواءً في كل يوم هناك من يتحدث في المجالس، في المقايل، في الاجتماعات، بين أوساط المجتمع بإطلاق دعايات متنوعة: أنه ساحر، أنه مجنون، أنه شاعر، أن الذي يقدمه ليس سوى أساطير الأولين..سلسلة طويلة من الدعايات المتنوعة، في كل مرحلة في كل فترة دعاية أو أكثر من دعاية يطلقونها ويتحركون بها في الساحة. مشابه تماماً لما شنته وتشنه اليوم قوى الطاغوت المعاصرة وأدواتهم ضد المسيرة القرآنية: (مجوس، روافض، كهنوت، إمامية….إلخ).
سياسة العقوبات والحصار
بعد أن تبخرت جهود طواغيت قريش التي بذلوها في تشويه رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) وبعد أن رأوا انجذاب الناس إليه خاصة من المستضعفين اتجهوا لمحاولة فرض عقوبات قاسية من خلال الاتفاق على أن لا يبيعوا بني هاشم شيء ولا يبتاعوا منهم شيء وتعاهدوا وكتبوا على ذلك كتاب وعلقوه فوق أستار الكعبة فلجأ رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) وبني هاشم إلى شعب بني هاشم وحاصرتهم قريش لقرابة 3سنوات عانى الرسول وعمه أبو طالب وأسرته معاناة كبيرة حتى أكلت الصحيفة الأرضة، وكانت إيذاناً بانتهاء الحصار على بني هاشم.
وما نواجه اليوم من حصار وتجويع من قبل قوى الطغيان وجاهلية العصر المتمثل بأمريكا وإسرائيل وأدواتهم من المنافقين ليؤكد أن قوى الطاغوت تأتي من مشكاة واحدة ولهدف واحد هو الوقوف في وجه الحق وأعلامه والتصدي له كونه يشكل خطراً كيانهم الطاغوتي.
قريش تتآمر و رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) يقرر الهجرة
بعد موت أبو طالب الذي كان سنداً كبيراً لرسول الله يدافع عنه أمام طواغيت قريش صعَّدت قريش من عدوانها وتآمرها ضد رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) وبدأت في حبك المؤامرات للتخلص منه نهائياً وقتله وتفتقت أذهانهم عن خطة ماكرة بأن يشترك في قتل الرسول شخص واحد من كل قبيلة ليتفرق كما يقولون دمه بين القبائل فتعجز بنو هاشم عن أخذ ثائرهم ولكن مكر الله سبحانه وتعالى فوق مكرهم فإذن لنبيه بالهجرة إلى المدينة المنورة.
الهجرة النبوية مثلت نقطة الانطلاقة لناء الدولة الإسلامية
مثلت الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة نقطة الانطلاقة في بناء الدولة الإسلامية بقيادة رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) ومنذ وصوله إلى المدينة المنورة كانت جهوده تنصب على بناء وتأهيل المجتمع الإسلامي فلم يكن يكترث للمظاهر المادية فمسجدة بناه من اللبن وسعف النخيل لكنه تحول إلى أكاديمية راقية في تدريب وتأهيل المؤمنين وتخرج منها قادة عظماء اعتمد عليهم الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) في إرساء دعائم الدولة الجديدة وفي مواجهة التحديات والتهديدات التي تحيط بها من كل جانب كان الرسول يدرك أنه سيواجه تحديات كبيرة وأن قريش وغيرها من قوى الطاغوت لن تتركه يبني دولة إسلامية مستقلة لها قرارها لذلك أتجه لبناء المجتمع الإسلامي فبدأ بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار وتوحيد الجبهة الداخلية ثم عمل على تربية وتزكية هذا الكيان الإسلامي الجديد، وبنائه روحياً وإيمانياً ليكون لديه البصيرة العالية بما يمكنه من مواجهة التهديدات الخارجية والحرب الإعلامية من دعايات وارجاف وشائعات تقودها حركة النفاق داخل المدينة المنورة، كما عمل على بناء جيش إسلامي وتأهيله وأرسل عدة سرايا استطلاعية.
الرسول ومواجهة الطابور الخامس
رسول عندما تحرَّك واجه جملة من الاعتراضات،، الانتقادات الشديدة، التثبيط والتخذيل، أولًا على مستوى الانتقاد يقول الله -سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى-: ﴿وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ * يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ﴾[الأنفال: 5-6]، وهذا الكره للخروج، وهذه المجادلة ومحاولة الإقناع للنبي -صلوات الله عليه وعلى آله- بالتراجع عن موقفه، ناتجة وناشئة من رؤية قاصرة، ومن فهم محدود لطبيعة المعركة ولطبيعة الصراع مع قوى الطاغوت والاستكبار، ولهذا قال الله: {يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ}، ويقول أيضًا: {بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ}؛ لأن المسألة مسألة نفسية بالدرجة الأولى، والكثير من الناس تؤثِّر عليهم الحالة النفسية ليبنوا عليها مواقف خاطئة، أو يسعوا من خلال ذلك إلى فرض قرارات خاطئة، وهذا شيء غير سليم وغير صحيح.
فئة أخرى كان لها أكثر من ذلك: تثبيط، تخذيل، سعي لمحاولة التأثير على حركة الرسول والمؤمنين معه ﴿إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَـؤُلاء دِينُهُمْ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ فَإِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾[الأنفال: الآية 49]، أما هم، هذه الفئة: فئة المنافقين، وفئة الذين في قلوبهم مرض، فكان عملهم في الساحة للتخذيل، والتثبيط، والانتقاد الشديد، والتشكيك في جدوى المعركة، يقول لك: [ما به فايدة، ما به فايدة أبدًا]، خلاص ما أمام الناس خيار إلا الاستسلام، الخروج والحركة والموقف مغامرة وانتحار وعمل عبثي، لا جدوى له، لا فائدة له، لا نتيجة منه، وهذه الفئة تتحرك في الساحة في كل زمان، تتحرك في الساحة للتخذيل، للتثبيط، للإرجاف، للتهويل، لهز المعنويات، لكسر الإرادة في كل عصر وفي كل زمن، ولا سيما إذا كان هناك تحديات كبيرة، وأحداث كبيرة، وأحداث مصيرية، وهم يتحركون؛ المنافقون والذين في قلوبهم مرض يتحركون بلا مسؤولية، بلا نصح، لا إرادة خيرٍ للناس، بغباء كبير وبشكل سلبي للغاية. [المحاضرة الرمضانية السادسة عشر 1440هـ]
قريش تعلن الحرب.. والرسول ﷺ يتخذ خيار المواجهة
بدأت قوى الطاغوت المساعي للتحضير لاستئصال هذه الأمة، وضرب هذا الكيان الإسلامي العظيم، الذي بدأ رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله
فاتجهت قريشٌ من جانبها لبعض التحضيرات العدوانية والتحضير لمرحلة عسكرية حاسمة، وبدأت نشاطها بالتأثير على المحيط الذي يعيش فيه النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- محيط المدينة، بالتنسيق مع اليهود، وبالتنسيق مع القبائل الأخرى، وقريش كانت تستند في تزعمها للحرب ضد الإسلام وضد رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- كانت تستند إلى جانبين مهمين وأساسيين تستغلهما:
الأول: تستند إلى مركزها وثقلها في المنطقة الذي توفر لها بسبب وجودها في مكة المكرمة، مكة والبيت الحرام والمشاعر المقدسة هناك كانت تحظى في الساحة العربية بالاحترام والتقدير من بعد زمن نبي الله إبراهيم وإسماعيل -عليهما السلام-
كما كانت تستغل ثروتها المادية كانت تعيش رخاءً اقتصادياً وإمكانيات اقتصادية متميزة عن بقية المناطق الأخرى، بفضل مكة المكرمة، بفضل البيت الحرام، بفضل دعوة نبي الله إبراهيم بالرزق لقاطني مكة ومجاوري البيت الحرام: ﴿وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً﴾[البقرة: من الآية126]، ولذلك ما إن أتت السنة الثانية للهجرة حتى كان الوضع العام يتفاقم بالتوتر، وصولاً إلى انفجار الموقف عسكرياً، واتجه الأعداء، اتجهت قريشٌ بجيشها الجرار للحرب التي تهدف من خلالها إلى استئصال شأفة المسلمين، والقضاء على الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- وكان ذلك في شهر رمضان المبارك من السنة الثانية للهجرة. [محاضرة السيد الرمضانية السابعة عشر 1440هـ]
موقف الأنصار
وفيما كان رسول الله ﷺ يجري الترتيبات اللازمة لمواجهة العدوان العسكري لقريش رأى أن يقيم مستوى استعداد أصحابه للمواجهة العسكرية ليعرف كيف يواجه العدوان القادم من خارج المدينة لذلك طلب الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) مشورتهم فوقف ذلك القائد الأنصاري اليماني سعد معاذ منتصباً أمام الرسول مدركاً ما يعينه قائلاً بكل ثبات وعزيمة: ((امض يا رسول الله، والله لو خضت بنا البحر لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غداَ، إنا لصبر في الحرب لصدق عند اللقاء، ولعل الله يريك ما تقر به عينك)). فتهللت أسارير الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) وقال: ((سيروا وأبشروا فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين، والله لكأني أنظر إلى مصارع القوم)).
الرسول القائد في ميدان المعركة
بعد أن وصل الجيش الإسلامي إلى وادي بدر كان رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) القائد العسكري الفذ يتفقد جغرافيا المعركة لاختيار المكان المناسب لتموضع الجيش الإسلامي في مواجهة أعداءهم وقد اختار رسول الله مكاناً مناسباً،
كان جيش الطاغوت كما يقول السيد عبد الملك (يحفظه الله):(( كثير العدد، ويمتلك الإمكانيات والقدرات العسكرية بحسب نوعها- آنذاك- ما لا يمتلكه المسلمون، ولكن رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- لم يكن يتحرك في موقفه العسكري بناءً على التكافؤ المادي، التكافؤ في العدد والعدة. لا، كان يعتمد على الله، ويثق بالله -سبحانه وتعالى- ويركِّز على الحالة المعنوية العالية، وعلى الصبر، والاستبسال، والاندفاع الكبير للمؤمنين الذين يعتمدون على الله -سبحانه وتعالى- ويحظون برعايته المعنوية، وبنصره وتأييده في الموقف)).
وقد أبتكر رسول الله ﷺفي هذه المعركة تكتيك جديد من خلال رص الجيش الإسلامي في صفوف متساوية كطريقة مبتكرة لهز معنويات العدو، وبما يجعله يشعر أنه يواجه أمة قوية منظمة.
يوم الفرقان.. النصر الاستراتيجي
((كانت معركة بدر معركة مهمة جدًّا، تحقق فيها أول انتصار وأكبر انتصار آنذاك في تلك المرحلة، غيَّر موازين المعركة، وغيَّر الواقع بكله، وأسَّس لمستقبلٍ جديد، فلذلك كان يوماً فارقاً في التاريخ، كان ما بعده يختلف عن ما قبله، في تلك المعركة قتل عدد ما يقارب السبعين من المشركين من أعداء الإسلام، وكان فيهم قيادات أساسية، وشخصيات عسكرية مهمة وأبطال من أبطال الأعداء، فمثَّل هذا كسراً لشوكة الشرك، لشوكة الأعداء، وأثَّر تأثيراً كبيراً حتى في الأحداث المستقبلية ما بعد غزوة بدر وصولاً إلى فتح مكة في السنة الثامنة للهجرة، والذي كان- أيضاً- في شهر رمضان.
كان لهذا الانتصار التاريخي والعظيم أثرٌ كبيرٌ في الساحة، في واقع المسلمين: ارتفعت المعنويات، اطمأنت النفوس، أستقوى أمر الأمة، ازدادت القناعة والتصميم على مواصلة المشوار تحت راية الإسلام، وتأثير كبير في الساحة والمحيط العربي آنذاك بالقبائل العربية الأخرى، ولدى الأطراف الأخرى، فكان حدثاً مهماً جدًّا، استحق أن يسميه الله -سبحانه وتعالى-: ﴿يَوْمَ الْفُرْقَانِ﴾[الأنفال: من الآية41]؛ لأنه كان يوماً فارقاً في التاريخ، وأسَّس لمرحلةٍ جديدة، وحسم الوضع في معركة كانت معركةً مصيرية)). [محاضرة السيد الرمضانية السابعة عشر 1440هـ]
كما أنه كان فارقاً بين مرحلتين مرحلة الاستضعاف ومرحلة التمكين.
أبرز عوامل النصر في معركة بدر
كان إمكانيات الجيش الإسلامية وعدده قليلة بالمقارنة مع قوة جيش الكفر والطاغوت لذلك كان النصر بالمقاييس المادية شبه مستحيل ولكن الجيش الإسلامي الذي رباه وبناه رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) كان على ثقة عالية بنصر الله ومصدقاً بوعود الله القائل: ﴿كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾(البقرة: من الآية249)، ولهذا كان أهم ما ركز عليه رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) هو العمل بأسباب النصر.
ومن أبرز عوامل النصر في معركة بدر ما يلي:
1) الإعداد
- إعداد المستطاع من القوة في شتى المجالات.
- التنظيم والانضباط.
- اختيار التموضع المناسب للجيش الإسلامي.
2) الروحية الجهادية العالية
- الصبر
- الثبات
- ذكر الله
- عدم التنازع
3) الثقة العظيمة بالله والتصديق بوعوده.
4) الطاعة والتسليم المطلق لرسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله).
الدروس والعبر المستفادة من المعركة
- نحن بحاجة لكي نكون أمة حكيمة، ومهتدية، وتتحرك بالشكل الصحيح، وتتحرك بمقتضى انتمائها الإيماني والديني بشكلٍ مشروعٍ وسليم إلى الاقتداء برسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله.
- الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- في حركته في مواجهة التحديات، في مواجهة الطاغوت والاستكبار يمثِّل القدوة العظيمة للأمة، في زمنه وبعد زمنه، وليس في عصره فقط
- مطلوب أن نتأسى بالرسول في كل الأحوال، في كل ما يُطلب منا الاقتداء به فيه، مما كان يؤديه في مقام القدوة، ليس مما يخصه، سواءً في أمور الآداب والأخلاق، أو في أمور المسؤولية وما يتصل بها، بل في الصبر ومواجهة التحدي في التحرك ضد الطاغوت والاستكبار، في تحمل المسؤولية العامة، في التحرك في كل الاتجاهات
- الذين يتصورون أن بالإمكان تغيير واقع البشرية، أو تغيير واقع مجتمع معين من المجتمعات من خلال فقط الكلام، والموعظة الحسنة، والعمل الهادئ جدًّا، ومن دون أي تضحيات، ولا صراع، ولا مشاكل، ولا مواجهة التحديات، ولا تعرض لأخطار، هذا وهم ورؤية ساذجة بكل ما تعنيه الكلمة.
- لا تُصنع تحولات ومتغيرات لصالح المستضعفين، ولعتق الناس المظلومين، ولإنقاذ البشر المهضومين والمضطهدين… إلا بمواقف، إلا بتضحية، إلا بعمل، إلا بجهد، إلا بمعاناة.
- يقول الله -سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى-: ﴿كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ﴾[الأنفال: من الآية5] الإنسان مهما كان في مكارم أخلاقه، في صلاحه، في حسن نيته، فيما هو عليه من اتجاه إيجابي في هذه الحياة، ومهما كان في حكمته، وفي رشده، وفي حسن تصرفه، وفي أدائه، ومهما كانت دعوته صالحة، ودعوة خير، ودعوة حق، ودعوة عدل، ودعوة رحمة… لا يبقى بدون مشاكل، بل- على العكس- أنت كلما كنت أكثر فاعلية، وأرقى أداءً، وأصيلًا في انتمائك، وصادقًا في انتمائك لتلك القيم، وللحق، وللخير، وللعدل… الشيء الذي سيحصل أنك ستُحارب أكثر، وأنك ستواجه من المشاكل أكثر من غيرك.
- رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- لم يكن يتحرك في موقفه العسكري بناءً على التكافؤ المادي، التكافؤ في العدد والعدة. لا، كان يعتمد على الله، ويثق بالله -سبحانه وتعالى- ويركِّز على الحالة المعنوية العالية، وعلى الصبر، والاستبسال، والاندفاع الكبير للمؤمنين الذين يعتمدون على الله -سبحانه وتعالى- ويحظون برعايته المعنوية، وبنصره وتأييده في الموقف.
- الالتجاء إلى الله والاستغاثة بالله -سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى- مسألة أساسية لخوض الصراع وفي مواجهة التحديات، ننطلق ونحن نعتمد على الله، ونحن نراهن على الله، ونحن نتوكل على الله، ونحن نثق بالله أنَّه خير الناصرين، وأنَّه نعم المولى ونعم النصير.