التحشيد الأميركي لا يؤتي مفاعيله: القوات البحرية اليمنية تحبط محاولة مرور سفينتان كانتا متجهتان إلى الكيان : إحداها في بحر العرب وترفع علم جزر المارشال وأخرى في البحر الأحمر وترفع علم مالطا

صنعاء | اتّسعت رقعة العمليات العسكرية ضد السفن الإسرائيلية أو السفن الأجنبية المتجهة إلى موانئ دولة الاحتلال، أمس، من البحر الأحمر إلى بحر العرب، وذلك للضغط من أجل فك الحصار عن قطاع غزة. فقد أحبطت القوات البحرية اليمنية محاولة مرور سفينة كانت قادمة من الهند إلى إسرائيل، ومحمّلة بشحنة وقود طائرات لجيش الاحتلال. وأفادت معلومات حصلت عليها «الأخبار»، بأن السفينة التي تعود إلى رجل الأعمال الإسرائيلي، عيدان عوفى، كانت ترفع علم جزر المارشال، في محاولة للتخفي، سبق لصنعاء أن حذّرت السفن منها. وفي موازاة ذلك، قالت مصادر يمنية مطلعة إن زوارق تابعة للقوات البحرية اعترضت سفينة شحن ثانية في البحر الأحمر تحمل مواد غذائية وترفع علم مالطا، وكانت متجهة إلى أحد الموانئ الإسرائيلية، وقد أُجبرت على العودة من حيث أتت، على رغم وجود بارجة أميركية بالقرب منها.ودفع تصاعُد العمليات اليمنية ضد الملاحة الإسرائيلية، «مجلس الأمن القومي» الإسرائيلي إلى التعميم بعدم نشر أي تفاصيل عن بيانات السفن القادمة إلى الموانئ المحتلة، إلا أن مصدراً في صنعاء أكد، لـ«الأخبار»، أن تلك المحاولات عديمة النفع وأن الكيان عمَد إلى إخفاء بيانات السفن القادمة إلى موانئه منذ شهرين، ومع ذلك جرى رصدها ومنع مرورها. وفي الإطار نفسه، أعلنت عمليات التجارة البحرية البريطانية، أمس، أن القوات اليمنية احتجزت سفينة مقابل سواحل الحديدة. لكن مصادر إعلامية، مقربة من حركة «أنصار الله»، اتهمت الإعلام البريطاني والأميركي بالتحريض على شن عمليات ضد صنعاء، والعمل على إثارة مخاوف المجتمع الدولي من عمليات القوات البحرية ضد السفن الإسرائيلية واعتبارها تهديداً للملاحة الدولية، في محاولة لتسويق أهمية تشكيل تحالف دولي لتأمين الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر.

وكان الخبير العسكري، اللواء الركن الطيار عبد الله الجفري، قد أكد، لـ«الأخبار»، أن قرار منع مرور السفن كافةً إلى موانئ الاحتلال، سيمتد من البحر الأحمر إلى بحر العرب وخليج عدن، وأن صنعاء قادرة على وقف سفن الكيان في المحيط الهندي، مشيراً إلى أن القوات البحرية قضت على تحرّكات إسرائيل في البحر الأحمر، وفرضت لأول مرة قرارها السيادي على مياهها الإقليمية. وفي السياق نفسه، أعلن رئيس وفد صنعاء المفاوض، محمد عبد السلام، تلقّيه اتصالات عدة من دول وصفها بالفاعلة، على خلفية العمليات العسكرية في البحر الأحمر وبحر العرب. وقال، في منشور على منصة «إكس»، إن هذه الدول، التي لم يسمّها، «أكدت التزامها بالعمل على إدخال المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني وأنها ضد توسّع الصراع». وأكد عبد السلام لهذه الدول أهمية ترجمة هذه المواقف على أرض الواقع، وعبّر عن تشجيع حركته «لكل المواقف المطالبة بوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات».

تلقّت أميركا أكثر من اعتذار من دول عربية عن عدم المشاركة في التحالف العسكري البحري ضد عمليات صنعاء

في هذا الوقت، علمت «الأخبار»، من مصادر في صنعاء، أن الجانب الأميركي طلب الإذن من القوات اليمنية، عبر دولة وسيطة، للسماح لإحدى بوارجه بالمرور من البحر الأحمر، خشية تعرّضها لأي هجوم. وقالت إن الطلب الأميركي جاء بعدما وصلت رسائل صنعاء إلى القوات البريطانية والأميركية والفرنسية كافةً الموجودة في البحر الأحمر وبحر العرب ومضيق باب المندب، بأنّ أيّ سفينة تمرّ من دون إذن رسمي مسبق سيتم التعامل معها كسفينة معادية وكهدف مشروع. ويأتي ذلك في أعقاب تصريحات إسرائيلية عن إرسال سفن عسكرية إلى البحر الأحمر لمواجهة «المخاطر التي يفرضها الحوثيون» على الملاحة الإسرائيلية، بعد استهداف السفينة النرويجية «ستريندا» بصاروخ لدى محاولتها كسر قرار حظر مرور السفن المتّجهة إلى موانئ الكيان. إلا أن مصادر عسكريه في صنعاء قلّلت من أهمية التهديدات الإسرائيلية، وأكدت لـ«الأخبار» أن القوات البحرية تنتظر بفارغ الصبر وصول أي سفن عسكرية إسرائيلية ليتم التعامل معها بشكل مباشر.
وفي الوقت الذي تلقّت فيه أميركا أكثر من اعتذار من دول عربية عن عدم المشاركة في التحالف العسكري البحري ضد عمليات صنعاء، تراجعت الحكومة الموالية للسعودية في مدينة عدن، أمس، عن المشاركة في التحالف. وجاء ذلك بعد تعرّضها لانتقادات واسعة إثر إعلانها، أول من أمس، موافقتها على طلب أميركي للمشاركة في ائتلاف حماية الملاحة، حيث أعلنت عشرات القيادات العسكرية والسياسية ومكوّنات المجتمع المدني في الجنوب وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني وتأييدها عمليات صنعاء، بغضّ النظر عن أيّ خلافات داخلية. وأعلنت وزارة الدفاع في عدن، في بيان رسمي، أمس، الانسحاب من التحالف الأميركي – الإسرائيلي، علماً أن التحرّكات العسكرية الأخيرة تولّاها بشكل رئيسيّ التيار الموالي للإمارات، والذي أعلن وقوفه ضدّ أيّ عمليات تهدّد الملاحة الإسرائيلية، ما ضاعف من الانقسام الحاصل بينه وبين الجماعات الموالية للسعودية. وفي هذا السياق، واجهت فصائل حزب «الإصلاح» المتمركزة في مدينة ميدي الساحلية على الطرف الشمالي من البحر الأحمر، استعراضاً عسكرياً قامت به قوات طارق صالح، المناهض لعمليات صنعاء والرافض لمنع سفن العدوّ من المرور في البحر الأحمر، باستعراض مقابل لذاك الذي نفّذ عند الطرف الجنوبي للبحر في مدينة المخا.

الاخبار