التبعيةُ والولاءُ لأمريكا وإسرائيل يهدّدُ الأمةَ في انتمائها وهويتها الإسلامية
التبعيةُ والولاءُ لأمريكا وإسرائيل يهدّدُ الأمةَ في انتمائها وهويتها الإسلامية
هذا الإسلام الذي تنتمي إليه، لا تنطلق خطوة بالمسارعة بالولاء لأمريكا والتبعية لأمريكا، والولاء لإسرائيل، إلا وأنت ابتعدت بهذه الخطوة و خرجت بها عن مبادئك كمسلم وعن قيمك كمسلم والقرآن أكد على ذلك حينما قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم ) فإنه منهم، بهذا التعبير العجيب والمهم والذي يحوي هداية عظيمة وهداية مهمة وفي نفس الوقت زاجر كبير وعظيم ومهم، يدل على خطورة المسألة وما يترتب عليها، يؤكد هذه الحقيقة (فإنه منهم) انخلع وانسلخ وخرج عن مبادئ قيمه عن انتمائه عن هويته.
فهو في الوقت الذي يعبر عن نفسه وعن انتمائه بأنه مسلم، وأحيانًا بأنه حامل الراية الإسلامية، كما يفعل النظام السعودي، هو في واقعه وحينما خطا خطوات المسارعة في الولاء والتبعية لأمريكا وإسرائيل، هو خرج عن مبادئ هذا الإسلام وأصبح من أولئك، من أولئك، وفي طريقهم الذي رسموه له هو في مسارهم الذي حددوه له، وهو منفصل كل الانفصال وبعيد كل البعد عن هذا الإسلام الحق عن ديننا العظيم.
فالتبعية والولاء لأمريكا وإسرائيل, وإمكانية استحكام السيطرة علينا كأمة إسلامية يهدد -بكل ما تعنيه الكلمة – هذه الأمة في انتمائها الإسلامي الحق وفي هويتها الإسلامية الصحيحة والصادقة.
تتحول هذه الهوية إلى هوية ممسوخة، إسلام لكن تحته نفاق، الإسلام شكل، الإسلام عنوان لم يعد له واقع لم يعد له مضمون كما قال الله تعالى (فإنه منهم) تتحول هذه المسألة أو يتحول الواقع هكذا بمثل ما حكاه، ووفق ما حكاه الله سبحانه وتعالى (إن الله لا يهدي القوم الظالمين) تصبح في طريق الظلم وأي ظلم أكبر من ظلم اليهود الصهاينة وظلم الأمريكيين؟! هل في العالم وفي هذه الساحة العالمية بكلها أظلم من أمريكا وإسرائيل؟ إلا من يحذو حذو أمريكا وإسرائيل من يوالي أمريكا وإسرائيل، تراه يتحول إلى إنسان متوحش حتى ولو كان ينتمي للإسلام، إلى إنسان مستهتر بالقيم والأخلاق، إلى إنسان لا يتورع من ارتكاب أبشع الجرائم وأفظع الانتهاكات وممارسة أقذر السلوكيات.
وشاهدنا ذلك، شاهدنا مصاديق هذا النص القرآني وواقعه في واقع الحياة في سلوك النظام السعودي، في سلوك النظام الإماراتي، في سلوك الدواعش والتكفيريين، الذين يرتبطون بمشاريع وأجندات ومخططات ومؤامرات أمريكا وإسرائيل، ظهروا على هذا النحو متجردين من قيم الإسلام من مبادئ الإسلام من أخلاق الإسلام، وأصبحوا متوحشين بكل ما تعنيه الكلمة في سلوكهم الإجرامي الذي لا يختلف عن السلوك الأمريكي والسلوك الإماراتي، الاستباحة للدماء بما في ذلك قتل الأطفال والنساء باستباحة واسترخاص وتجويز وتسويغ القتل الجماعي للناس حتى في المدن والقرى والأسواق والمساجد والطرقات وفي أي مكان، استباحة عامة لدم الإنسان، لحياة الإنسان، هذا هو النهج الأمريكي والإسرائيلي، استباحة لممارسة الاغتصاب وجرائم الاستباحة الجنسية للناس سواء الرجال والنساء والأطفال هذا هو سلوك أمريكا مثلما فعلته في سجن أبو غريب وغيره .