البُعد الأقرب؟ “طوفان الأقصى” ..بـقـلـم / صـلاح الـرمـام

ليس مفهوم البُعد والقُرب السائد والمُتعارف عليه حالياً
صحيحاً ولو بنسبة بسيطه،والذي يتم التعبير به عن المسافة أو الجغرافيا التي تفصل بينك وبين شخص آخر أو بين دولة ودولة آخرى، قد أكون قريباً من شخص تفصل بيننا آلاف الكيلومترات من خلال أننا نمتلك قضية واحدة ومسيرة واحدة ولدينا توجه واحد ولنا عدو واحد الخ…..، وقد يحدُث العكس تماماً، في اليمن نحنُ الأقرب إلى فلسطين وحركات الجهاد والمُقاومة الإسلامية هُناك، رغم بُعد المسافة التي تفصل ما بين اليمن وفلسطين، صحيح أن المسافة ما بين صنعاء والقُدس تُقدر بحوالي 2450 كم،لكن ليس معنى هذا أننا بعيدين عن القضية الفلسطينية بحسب بُعد المسافة بين البلدين،بعد عملية “طوفان الأقصى” تغيرت أشياء كثيرة جداً وظهر أن هُناك مُسميات كثيرة بحاجه إلى تصحيح،صحيح أن هُناك عدد كبير من الدول العربية أقرب من اليمن إلى فلسطين، مُعظمها لديها حدود جغرافية مع الدولة الفلسطينية إلا أنها ظهرت بعد عملية “طوفان الأقصى” بعيدة كل البُعد عن فلسطين والقضية الفلسطينية،كان اليمن قبل طوفان الأقصى وبعد طوفان الأقصى هو الأقرب جداً للشعب الفلسطيني وحركات المُقاومة الإسلامية، ظهر ذلك من خلال مواقف اليمن الداعمة والمُساندة للفلسطينيين شعباً وقضية، فلم يُذكر أن اليمنيين في يوماً من الأيام تخلوا عن القضية الفلسطينية أو خذلوا حركات الجهاد والمُقاومة في فلسطين، خصوصاً بعد انطلاق الشهيد القائد السيد/حسين بدر الدين الحوثي(رضوان الله عليه) في المشروع القرآني بداية العام 2000م إلى اليوم، كُنَّا ولا زلنا وسوف نبقى الأقرب إلى فلسطين، ونتيجة هذا القُرب من فلسطين تعرضنا لعشرات الحروب التي شُنت علينا بالوكالة، سواءً من السلطة السابقة في صنعاء في فترة حكم الخائن (عفاش) أو خلال العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي الذي لا يزال قائماً حتى اليوم،وكل هذا حدث نتيجة طلب أمريكي صهيوني بسبب موقفنا الداعم لفلسطين وقضيتها، ولا زلنا ندفع الكثير من الدماء نتيجة ذلك الموقف،ولسنا نادمين ولن يُثني ذلك أبناء الشعب اليمني العظيم إطلاقاً،في يوم الـ 7 من أكتوبر ومن الدقيقة الأولى لانطلاق عملية طوفان الأقصى ظهرت صنعاء أنها أقرب دول العالم إلى فلسطين، ظهر ذلك من خلال المُباركة والتأييد الواسع لعملية طوفان الأقصى على مُستوى قيادة الثورة اليمنية مُمثلة في سماحة السيد القائد /عبدالملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله) والقيادة السياسية وعلى المستوى الشعبي، وهُنا لا يفوتنا أن نذكر ما جاء ظمن الخطاب الأول للسيد القائد /عبدالملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله) الذي تحدث فيه عن آخر المُستجدات في الساحة الفلسطينية في الأيام الأولى من العدوان الصهيوني على قطاع غزة، حيث قال«نحن في تنسيقٍ تام مع إخوتنا في محور الجهاد والمقاومة، لفعل كل ما نستطيع، وكل الذي يمكننا أن نفعله، وهذا التنسيق فيه خطوط حمر، فيه مستويات معينة للأحداث، من ضمنها: إذا تدخَّل الأمريكي بشكل مباشر، بشكلٍ عسكري من جانبه، هو الآن يقدم الدعم للعدو الإسرائيلي، إذا تدخَّل بشكلٍ مباشر، نحن مستعدون للمشاركة، حتى على مستوى القصف الصاروخي، والمسيَّرات، والخيارات العسكرية بكل ما نستطيع.»، كما خرج أبناء الشعب اليمني في كل المدن اليمنية التابعة لحكومة صنعاء إلى الساحات في مسيرات ومظاهرات مليونية هي الأكبر على مستوى العالم ككل، دعماً وتأييداً لحركات الجهاد والمُقاومة في فلسطين،كما تم تشكيل لجان ميدانية لجمع التبرعات المالية لاخواننا الفلسطينيين،بالإضافة إلى حملة رسمية وشعبية لمُقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية،ولم يقف الدعم اليمني عند هذا الحد بل ذهب بعيداً جداً، حين ترجمت القوات المُسلحة اليمنية أقوال السيد القائد/عبدالملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله) إلى أفعال من خلال قيامها بإطلاق اول عملية عسكرية مُشتركة، للقوات الصاروخية وسلاح الجو المُسير باتجاه أهداف ومواقع حساسة إسرائيلية في فلسطين المُحتلة، وكانت حينها صنعاء أول دولة على مُستوى العالم تقوم بقصف أهداف إسرائلية رداً على قصف الكيان الصهيوني للمدنيين في غزة،تلاها عمليات عدة تم الإعلان عنها رسمياً ولا زالت مُستمرة حتى اللحظة،هذا في حد ذاته دليل واضح على أننا الأقرب إلى فلسطين رغم بُعد المسافة،حتى اليوم لا أحد في هذا العالم مهما كان قريباً جغرافياً أو بعيداً يستطيع أن يكون أقرب من اليمن واليمنين إلى فلسطين، وهذا هو القُرب الحقيقي الذي تُترجمه المواقف العملية ويلمس أثره على الأرض الصديق والعدو،نحنّ الأقرب من خلال القيام بالمسؤولية تجاه الشعب الفلسطيني،نحنّ الأقرب من خلال الأقوال والأفعال والمواقف والمصداقية وسوف نضل كذلك، الشعب اليمني فوض السيد القائد /عبدالملك بدر الدين الحوثي(يحفظه الله)في كل ما يراه مُناسباً لدعم أبناء الشعب الفلسطيني في مواجهة الكيان الصهيوني وداعميه، وها هو السيد القائد من جديد وفي خطاب

آخر في سياق حديثه عن المُستجدات في فلسطين وكما عودنا يُفاجأ العالم حينما يُعلن ويُجدد موقف اليمن الثابت والمبدائى والعلني تجاه فلسطين،وهذا يجعلنا نحنّ الأقرب إلى فلسطين حين قال «وكنا نقول على مدى السنوات الماضية، ونقولها اليوم: أنه لو يتوفر لشعبنا العزيز منفذٌ بريٌ يتحرك من خلاله ليصل إلى فلسطين؛ لتحرك أبناء شعبنا بمئات الآلاف من المجاهدين الأبطال الأحرار، الذين سينطلقون بكل رغبة، ونتمنى ونطلب من الدول التي تفصل بيننا جغرافيا وبين فلسطين المحتلة- ولو على الأقل ليختبروا ويجرِّبوا مصداقيتنا،ومصداقية شعبنا- أن يفتحوا منفذاً برياً للعبور والمرور فقط، طريق للمرور، للعبور، يصل من خلالها أبناء شعبنا ليتدفقوا بمئات الآلاف من المجاهدين للذهاب إلى فلسطين، للالتحام المباشر، والمواجهة المباشرة للعدو الصهيوني.» وهذا هو القُرب الذي نتحدث عنه،نحنُ الأقرب وسوف نكون أول من يصل القُدس إن شاء الله،وصواريخنا وطائراتنا المُسيرة كانت الأقرب وقد وصلت،فيكفي فلسطين أنا الأقرب إليها وأنا في الميدان معها،
مُجاهدينا مع المُجاهدين في فلسطين، وسلاحنا مع سلاحهم، حربها حربنا، وعدوها عدونا، ونصرها نصرنا، ونحنُ أهلها والأقرب إليها.

 

قد يعجبك ايضا