البوارج الأميركية تعيد التموضع : القائد الحوثي: تأخّر الردّ تكتيك فحسب
أكّد قائد حركة «أنصار الله»، السيد عبد الملك الحوثي، أن الرد اليمني على جريمة استهداف الأعيان المدنية في محافظة الحديدة لن يسقط بالتقادم، مذكّراً بأن صنعاء أعلنت نيتها الرد إلى جانب محور المقاومة على عمليات الاغتيال في بيروت وطهران. وأوضح أن تأخر الرد من المحور مسألة تكتيكية بحتٌ بهدف جعله مؤثّراً في العدو، مشيراً إلى أن الكيان الإسرائيلي يعرف حتمية الرد مهما قوبل باستعدادات أميركية وبتعاون من الدول الغربية وبعض الدول العربية.كما أكّد الحوثي، في خطابه الأسبوعي أمس، أن «الرد آتٍ ولا يمكن للضغوط والاتصالات الدولية أن تصرفنا عنه»، لافتاً إلى أن «قرار الرد على جريمتَي اغتيال الشهيد المجاهد إسماعيل هنية والمجاهد الحاج فؤاد شكر، اتُّخذ على مستوى المحور وعلى مستوى كل جبهة بحد ذاتها، وسيأتي عمّا قريب». وأشار أيضاً إلى استمرار تصعيد جبهة الإسناد اليمنية ضد إسرائيل وحماتها، معلناً أن قواته البحرية نفّذت هذا الأسبوع عمليات بحرية ضد سفن مرتبطة بإسرائيل وضد سفن وبوارج أميركية، بـ16 صاروخاً باليستياً وطائرة مُسيَّرة، ومن أبرزها استهداف مدمرتين أميركيتين هما «كول» ولابون»، وإسقاط طائرة أميركية مُسيّرة من طراز «MQ-9»، ليرتفع إجمالي السفن المُستهدفة من قبل جبهة الإسناد اليمنية منذ منتصف تشرين الثاني الفائت إلى 177 سفينة.
وبيّن أنه «مع انخفاض حركة السفن المرتبطة بالأميركي والبريطاني أو التي تحمل بضائع للعدو الإسرائيلي، أصبحت عملية التصيّد لما يمر في البحر حالة نادرة»، لافتاً إلى أنه «بعد النجاح والانتصار الكبيريْن في منع الملاحة لصالح العدو الإسرائيلي في البحريْن الأحمر والعربي وخليج عدن، أصبح نطاق عمليات قواتنا على مدى بعيد جداً، وغالبية العمليات أصبحت في اتجاه المحيط الهندي على مسافة أبعد من 1000 كيلومتر، وإلى البحر الأبيض المتوسط وعمق فلسطين المحتلة بأكثر من 2000 كيلومتر».
استهداف صنعاء المدمرة «كول» رسالة بعدم وجود خطوط حمر
وبالتزامن مع خطاب الحوثي، جدّد طيران التحالف الأميركي – البريطاني، مساء أمس، قصف محافظة الحديدة، غرب اليمن. وقالت مصادر محلية، لـ«الأخبار»، إن «طيران التحالف الاستطلاعي شنّ غارتين على منطقة الجبانة غرب مدينة الحديدة». وفي المقابل، واصلت القوات اليمنية عملياتها ضد البوارج الأميركية في البحر الأحمر، وتزامن ذلك مع إعادة تموضع الأخيرة تحسباً لرد يمني على الاحتلال الإسرائيلي. وأكّدت «القيادة المركزية الأميركية» تعرّض بوارجها لهجمات جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية، وأوضحت في بيان أن الهجوم الأحدث تمّ بالصواريخ الباليستية والطائرات المُسيّرة، زاعمة اعتراض ثلاثة صواريخ وطائرتين مُسيّرتين.
ومساء أمس، قالت «هيئة عمليات التجارة البحرية» البريطانية إن ربان سفينة أبلغ عن تعرضها لهجوم من زورقين صغيرين على بعد 45 ميلاً بحرياً جنوب ميناء المخا اليمني، حيث انفجرت قذيفة صاروخية بالقرب من السفينة. وأضافت أن السفينة وطاقمها بخير وواصلت طريقها.
وكان الإعلان عن استهداف القوات اليمنية المدمّرة «كول»، أثار أول من أمس، ردود فعل واسعة في الشارع اليمني، فيما اعتبره مراقبون رسالة خاصة إلى أميركا التي اتخذت من هذه المدمرة وسيلة لترهيب الحكومات اليمنية السابقة، واستغلت حادثة تفجيرها في هجوم انتحاري نُسب إلى تنظيم «القاعدة» أثناء رسوّها في ميناء عدن للتزود بالوقود عام 2000، وأدى إلى مقتل 17 بحاراً أميركياً، لتمرير أجندات أميركية – إسرائيلية، واستباحة السيادة اليمنية، وتدمير القدرات الدفاعية في هذا البلد. واعتبر العشرات من الناشطين استهداف «كول» بعدد من الطائرات المُسيّرة، إشارة إلى أنه لا خطوط حمراً أمام نيران صنعاء، وأن الأخيرة استهدفت رمز القوة الأميركية التي حاولت واشنطن تكريسها في اليمن على مدى أكثر من 20 عاماً.