البعد الاستراتيجي لتحرير الموصل والقلق الصهيوني حياله : بقلم/محمد قاضي
في البداية علينا ان ندرك اولا بان اسرائيل وامريكا تتعامل مع دول الشرق الاوسط كوليمة ومائدة شهية واحده دون فواصل بينهما او حدود او فوارق، ومن هذا المنطلق ياتي مشروع الاطماع الصهيوني في السيطرة على كل ماهو استراتيجي و ذو ثروات طائله في المنطقة، وذلك من اجل ان تنفذ الجماعات الارهابية المتطرفة باسم الاسلام مالم تستطيع دولة الكيان تنفيذ، لتسهل وتمهد للتدخل المباشر لجيوش دول الاستكبار العالمي بعد ذلك .
فكنت اتسأل لماذا تحدث وتستمر الاحداث الدامية والمواجهات العسكرية والجرائم الارهابية البشعة في مناطق بعينها في دول المنطقة دون سواها ؟ لماذا الدواعش واسيادهم سيطروا ويضعون كل ثقلهم في حلب سوريا وموصل العراق و سرت جنوبي ليبيا و تعز ومارب والجوف وجنوب اليمن؟ لماذا التفجيرات تستهدف سيناء مصر بإستمرار ؟
فـ تأتي أهمية الموصل الاستراتيجية لانها ثاني اكبر محافظة عراقية بعد بغداد و كونها الشريان الاقتصادي الواصل بين العراق وسوريا وتركيا، اما اهمية حلب سوريا الاستراتيجية تاتي ايضا كثاني اكبر محافظة سورية بعد دمشق، وهي العصب الاقتصادي لسوريا، بالاضافة لأهميتها السياحية التي يفضلها كل الزوار وتفضل العديد من البعثات الدبلوماسية المكوث فيها.
نأتي للأهمية الاستراتيجية والاقتصادية لجنوب ليبيا وخاصة سواحل سرت ومحيط مدينة درنة، والتي تشكل هذه المناطق نقطة ارتكاز لبحيرة النفط الليبية، ومن يسيطر عليها يستطيع التحكم بطرابلس و بنغازي وامكانية تشغيل محطة الكهرباء التي تصل لكل المدن الليبية، بالأضافة لان تلك السواحل هي شرايين التجارة لليبيا و بوابة عبور للاسلحة والمخدرات واللاجئيين الى ما بعد البحر الابيض بدول اوروبا.
كلنا نعرف بالاهمية الاقتصادية لـ مأرب والجوف كمناطق غنية بالنفط والغاز، وتاتي اهمية تعز بسبب تواجد السواحل الغربية لباب المندب اهم ممر دولي في العالم، كذلك الحال في اهمية جنوب اليمن وخليج عدن والسيطرة على قاعدة العند العسكرية وما الى ذلك من اطماع استعمارية ولكن بقالب عربي وصبغة دينية ذات بعد طائفي مقيت.
لذلك نلاحظ بان القلق الصهيوني والمخاوف الامريكية لا تاتي الا عندما تندحر ادواتهم في تلك المناطق، ونسمع من ان ذلك يعد تهديد للامن القومي الاسرائيلي، وتاره للامن القومي العالمي ومن تلك المبررات الواهية، فـ حينما اعلنت قواتنا الصاروخية اليمنية عن تصنيع صواريخ بالستية بعيده المدى، وايضا حينما اعلنت قواتنا الجوية عن تصنيع طائرات بدون طيار، خرجت دولة الكيان الصهيوني تبدي قلقها ومخاوفها وان هذا تهديد لأمنها، رغم انه لا يوجد لدينا حدود معها، لكنها تخشى على ادواتها من الانقراظ وهذا سيتطلب دخولها مباشرة دون مساحيق تجميل.
اليوم نجد المجتمع الدولي المنافق يفرح ويبتهج ببهرجه قاتمه لـ تحرير الموصل، فـ بعدما تحررت حلب والموصل عاد اهالي تلك المناطق لبيوتهم والفرحة تغمرهم حينما احسو بالفرق، وهذا دليل واضح بان نزوحوهم لم يكن الا بسبب جرائم تنظيم داعش وارهابه، و ليس بسبب الجيش السوري او العراقي او الحشد الشعبي كما يروج له اعلام داعش، لذلك سنجد عما قريب قلق ومخاوف صهيوامريكي حينما نحرر مأرب والجوف وتعز وجنوب اليمن بأذن الله، ولان معركتنا معركة مصيرية كما قلنا ليست كما يروج لها البعض من زاوية اطماع ايران في اليمن واعادته شرعية وكلام فاضي من هذا القبيل، ستتضح الرؤية وستكون الصورة اوضح حين نحرر بلادنا من دنس اذناب اليهود الذين ينفذون اجنداتهم في المنطقة كما هو مرسوم له، فأتمنى ان نوسع مداركنا وان لا نكون قاصرين الوعي وان تكون نظرتنا مبعدية حتى نتستطيع التغلب على كل ما يواجهنا من عدوان وحصار ظالم دخل عامة الثالث.