البحرُ الأحمرْ وقيامةُ المحشرْ
للشاعر أ/ حميد الغزالي
شُطُوطُ البحرِ أرضُ المُهْلِكاتِ
ومقبرةٌ لأوباشِ الغزاةِ
وظَهْرُ اليَمِّ يقذفُ مُسْشيطاً
بأمواج المَصَارعَ والمَمَاتِ
وفي الأعماقِ يحرسُهُ رِجَالٌ
على مَتْنِ الجواري السَّابحاتِ
مُحَمَّلةٍ بأنواعِ السَّّرَايا
وأسلحةِ البحارِ القاصِفاتِ
وثَغْرُ المَنْدبِ الهَدَّارِ يرمي
ببركانِ الشَّظَايا اللاهباتِ
سيبقى البحرُ أخدوداً عظيماً
ومأوىً للطغاةِ العاتِيَاتِ
فيحرِقُ فيه أسطولَ الأعادي
بمنْ يحوي، ومَن يأتي وآتِ
ويَصْرَعُ كلَّ مُرْتَزِقٍ عمِيلٍ
وما حملتْ ظهورُ البارجاتِ
ستفْنَى فيه أمريكا وصهيو
وتهلكُ فيه كلُّ المَملكاتِ
رجالُ الجيشِ والأنصارُ هَبُّوا
سِرَاعاً كالأُسُودِ الضَّارياتِ
إلى الشُّطآنِ يحملُ كلُّ لَيثٍ
جِعَابَ الحارقاتِ الخارقاتِ
فخطُّ الساحلِ الغربيِّ طولاً
وعرضاً مُتْخمٌ بالعَادِيَاتِ
وغَطَّوا في الصحارى كلَّ رَمْلٍ
ومن فوق الجبالِ الراسِياتِ !
لقد نصَبوا متارسَهم ورَصُّوا
على تلك التِّبَابِ الراجِماتِ
وفي ذو بابِ أسرابٌ الكُمَاةِ
وفي الميناءِ آلافُ الرُّماةِ
يُطَوِّقُ بالعِدَى بَرَّاً وبحْراً
ومن فوق السَّما بالطَّائراتِ
سينبعُ من دَمِ الأعداءِ فَيضٌ
على تلك الشُّطُوطِ المُوحِشَاتِ
سنُلْحِقُ رِتْلهم قَتْلاً وأسْرَىً
وتنكِيلاً بقصْفِ الحامَيَاتِ
ونرمي لحْمَهم في البحْرِ قُوتاً
إلى الحيتانِ في ليلِ الشَّوَاتِي
ولن ننفكَّ عنهم في الغدَاةٍ
ولا في الأُمْسِياتِ الحالكاتِ
سنوردُهم إلى ثَغْرِ المنايا
ونحشرُهم ليومِ الغاشِيَاتِ
ونَجْلي أرضَنا طُولاً وعرضَاً
من العادِي على طُولِ الحَياةِ
ونُلْصِقُ كلَّ مَثْلبَةٍ وعارٍ
بأولادِ البَغَايا المُومِسَاتِ
ونَبْصُقُ في وجوههمُ ونمشي
على أنف القياصرةِ الطُّغاةِ !!