البترودولار وتساقط أوراقهم في اليمن…بقلم/ماجد جدبان
تتساقط أوراقُ قوى العدوان القديمة والجديدة والتي يُحاولُ اختراعَها وتمويلَها، أشبه بأوراق الخريف المهترئة، بل إنها تنزلُ على رأسِ العدوان كالصواعق، ويظهر ذلك المردود العكسي في الوقت الذي تُحَرّك قوى الشر بترولها ودولارها لصناعة خلايا وتمويل الخونة، واستقطاب عديمي الضمير والشرف من العملاء، وإضافةً للأبعادِ العسكريّة التي لم تحتج لكُلِّ هذا التمويل والتجنيدِ، إلّا أنها إرادة الله أن تسقطَ أوراقُهم التي يحرّكونها في الدول الحرة تتبخر في اليمن، فمنذُ بداية عدوانهم وتحَرّكاتهم العسكريّة والاقتصادية والنفسية والإعلامية وفي كُـلِّ الجوانب والوسائل التي يراهنون عليها لتحقيق مآربهم المشؤومة ومخطّطاتهم ومؤامراتهم التي يحيكونها ضدَّ الشعوب، التي لم تخضع لها لتستعمرها وتستعبدها وتذلها فلا يأتي يومٌ أَو أسبوعٌ إلّا وتسقط لهم ورقةٌ من أوراقهم الهشة، وتُحبَطُ مؤامرة في الجبهة الداخلية وتفشل مهمتهم للغزو والاعتداء على شعبنا في كُـلِّ محاور الدفاع المُقدّس عن الوطن.
مؤخراً حقّق رجالُ الجيش واللجان الشعبيّة والأمن، إنجازين مهمين وفيه الرسائلُ المهمّة للداخل والخارج، فالإنجازُ الأولُ لأبطال الجيش في جبهتَي عسير وحيران بإسقاط طائرتين أباتشي مقاتلة، وتجسّسية معادية من أحدث الطيران التي تصنعها الشركاتُ الأجنبيةُ، وتستخدم أقوى الرادارات وأحدث الأجهزة، وتحمل أفتكَ القنابل والأسلحة، فتسقط الأولى محترقةً لتحرق معها طاقهما ومساعده، وتحرق هيبةَ الدول المعادية ومموليها ومن يقفون خلفها، واحتراقُ أوراقِهم وهيبتهم يضيفُ رصيداً من الانتصارات التي تتحقّق في جيزان ونجران وكلِّ محاور الجهاد والدفاع عن الوطن والأرض والعرض.
وتستمرُّ الدفاعاتُ الجويةُ اليمنيةُ بإرسال الرسائل لدولِ العدوان على اليمن في اليوم الثاني من احتراق هيبتهم الأُسطورية في الأباتشي بعسير، لتتابع صواريخُ أرض جو اليمن سماءَها، وإحراق من يريد الاقترابَ منها واصطياد من يتجسّس فيها أَو ينتهك سيادتها، فترسل دولُ العدوان أوراقَها بأسطورة تجسّسية مقاتلة ومعادية وحديثة، فيتبعها الصاروخُ اليمنيُّ من طرفها الأخير ليسحبها إلى الأرض قَائلاً: هذه اليمنُ لها سيادةٌ وكرامةٌ ونحنُ من رحم بطنَها وأحضرناها من سمائنا إلى أرضنا دون أن تحترقَ كما احترقت الأباتشي من قبلها بطاقمها الذي أحرَقَ البيوتَ والمساكنَ، وكأنها رسالةٌ عسكريّةٌ للدفاعات الجوية بأن هذه الأسطورة التجسّسية محتاجون لها في صندوقها وأجهزتها الحديثة، فنشعرُ عن بعدٍ بأنها مفيدةٌ ورصيدٌ إضافيٌّ إلى قوة التصنيع المحلي، فتسقطُ كما هي وكما أردنا نحنُ لا كما تريدون أنتم.
ويستمرُّ تساقطُ أوراق دول البترول والدولار الذين يثقون به وينسبون قوّتَهم ونصرَهم إليه في كُـلِّ خطوة يخطونها لغزوِ الشعوب وتحريك أوراقهم فيها، وذلك الإنجازُ الأخيرُ لرجالِ الأمنِ في صنعاء الذي كان يُراد منه أن تَعُمَّ الفوضى في الشارع والفتنة الديسمبرية المصغرة عن فتنة زعيمهم الذي كانوا يراهنون عليه كورقةٍ رابحةٍ لإنهاء الحرب ودخول صنعاء، لكنهم لم يعتبروا من الصفعة التي تلقاها في العام 2017م، فأرادوا من جديدٍ أن يموّلوا النموذجَ المصغرَ لفساده وإجرامه في المؤسّسات الحكومية في إطارهم العملي والتقليدي لزعزعة الأمن الذي عمَّ المؤسّسات والدولة والشعب، وخلق فوضى جديدة وفتنة وثغرة في ظلِّ العدوان والحصار الذي يتلقاه المضحون والأحرارُ من أبناء الشعب، ومواجهته وتوجيه الأذهانِ إلى هؤلاء الخونة وأسيادهم بأنَّ كُـلَّ ورقة ستسقطُ وأن كلَّ مؤامرةٍ ستحبطُ وأن كُـلَّ مال ينفقونه لزرع الفتنة سيكون عليهم حسرة وسيندمون، وكم حذّرهم القائدُ العلَمُ ونصحهم بالعودة والتوبة عن الخيانة، لَكنهم أمنوا مكرَ الله (فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ) وحِلمَ أنصار الله.
وسينطبقُ عليهم المثلُ القائل: اتقِّ شرَّ الحليم إذَا غضب، والنصرُ لليمن وجيشة ولجانه ورجال أمنه الذي تتساقط على أيديهم كُـلُّ ورقة وكلُّ مؤامرة لصنّاع الموت والدمار من قوى الشر والعدوان، والعاقبةُ للمتقين.