الاوائل المتفوقين إلى أين؟…بقلم/عبدالسلام عبدالله الطالبي*
التربية للأجيال اليمنية يجب أن تكون محط إهتمام قيادة و حكومة الانقاذ الوطني، لاسيما وأن الوطن يواجه بحرب شعواء استهدفت اليمن العزيز أرضا و إنسانآ، حرب تختلف عن كل الحروب حرب حشد لها أعداء الانسانية و الضمير من مرتزقة الداخل و الخارج والشرق والغرب، حرب سعى فيها الأعداء لبث السموم و خلط المفاهيم وقلب الحقائق وزيفها و لبس الحق بالباطل بل سخروا لها كل وسائل إعلامهم لترويج أساليب مكرهم وخداعهم ، بل استطاعوا للأسف أن يجندوا من أبناء جلدة هذا الشعب لخدمة مشاريعهم وخبثهم، وهذة السياسة الفكرية والإعلامية تم الترتيب لها و رصدوا لها الكثير من الدعم، بل جعلوا من علماء السوءمن يكون لهم الدور والحضور البارز و الصريح لإصدار الفتاوى و التبريرات و الحجج المشرعنة للحرب الظالمة على اليمن !! حرب ظالمة وممنهجة لها مايقارب سته أعوام! وكم هي فاتورة الحرب و الكلفة الباهضة التي دفعهاالأحرار و الشرفاء من أبناء الوطن الحبيب وهم يتصدون لهذا العدوان ؟ وكم هو حجم التضحيات التي لحقت بالشعب اليمني إزاء هذا العدوان المدعوم أمريكيآ واسرائيليآ وبريطانيا وبتمويل أموال عربية !!
وهنا وعلى غرار ما سبق فإن المرحلة تقتضي لزامآ على الحكومة أن يكون لها إشراف مباشر على رسم
السياسة التعليمية وبما يضمن تعزيز الثقافة الواعية في الوسط الطلابي و التعليمي بكل أشكاله و مختلف مراحله و توجيه الوزارات التعليمية الثلاث الإتجاه الصحيح والسليم الذي يكفل بناء حيل واعي يفهم ويعقل ماذا يعني الدفاع عن الوطن والمبادئ والقيم والحضارة والإنسانية .. جيل يتلقى تعليمه من معينه الصافي ، ومناهج لايشوبها أية أفكار خاطئة، جيل يعرف حقيقة أعداء وطنه وثروته البشرية والمادية .. جيل غيرقابل للإختراق وتجريعه للسموم الهدامة من هنا وهناك .. جيل يتعلم بشغف وإهتمام سعيآ منه لتحقيق أهدافه و غده المشرق الواعد بالخير والإنتاج والتطور والنماء .. مخرجات تعليمية تجني ثمارها لخدمة أوطانها فور تخرجها مباشرة ،لامخرجات تتبعثر تفقد من يهتم بشئونها فتضيع مع أدراج الرياح!
نعم إن إحرازنا لتحقيق وتجسيد عوامل النجاح في الساحة التربوية والتعليمية وإعادة النظر في تصحيح المسار التعليمي بفاعلية هو إنتصار للجبهة التربوية التي يجب أن تحظى بإهتمام بالغ يتصدر أولويات الحكومة قولآ وعملآ ليتجسد ذلك على أرض الواقع .
و هنا نبارك للأخوة في وزارة التربية والتعليم اهتماماتهم البالغة بتكريم الطلبة المتفوقين من خريجي الثانوية العامة على رجاء أن يستفاد من جوانب القصور للأعوام السابقة فيما يتعلق بالتعامل مع الطلبة المكرمين في عملية ابتعاثهم إلى الخارج لإكمال تعليمهم على اعتبار تكريمآ لتفوقهم !
فاليمن غني بكوادره التعليمية وبنيته التعليمية وثقافته وحضارته ومن الممكن أن تتوفر للطلبة المتفوقين نفس الامتيازات التعليمية و بنفس الآلية التي يتلقونها في الخارج وذلك أمره يسير على حكومة الإنقاذ الوطني والمعنيين في وزارتي التربية والتعليم العالي والبحث العلمي
ولنجعل من ذلك ميدانآ للتجربة في يمن الإيمان والحكمة في الوقت الذي يتطلع الأف الأحرار في العالم لعظمة النقلة التي شهدها اليمن وهو يواجه أبشع عدوان حتى وصل إلى ماوصل إليه من التقنية والإبداع في مجالات التصنيع الحربي والتأهيل والتدريب في الاكاديميات العسكرية وغيرذلك ومن يتأمل كتابات وخطابات الغالبية من أحرار العالم المعجبين بمايشهده واقع اليمنين وصمودهم الأسطوري من قفزة بناءة وعملاقة فإنه يلمس مدى إعجاب أولئك بالثقافة والتربية والإبداعات التي تعكس الصورة المشرفة عن أبناء اليمن
حتى أن بعضهم أشار في إحدى كتاباته إلى رغبته عن ابتعاث أولاده إلى اليمن ليتعلموا في الاكاديميات اليمنية التي خرجت أولئك الأبطال الذين سطروا أروع ملاحم البطولة في ميادين العزة والبطولة
.. والعلم لايؤتى من غيرأهله
* رئيس الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء ومناضلي الثورة