الانتصارات وتطور القدرات العسكرية اليمنية..  يعيد تشكيل موازين القوى في المنطقة ويضع العدو الإسرائيلي أمام تحديات غير مسبوقة

جميل الحاج ـ خاص الحقيقة

من الأيام الأولي لشهر أكتوبر الماضي، شن العدو الإسرائيلي عدوانًا وحشيًا على قطاع غزة، استهدف فيه الأبرياء دون تمييز بين طفل أو كبير، مما أسفر عن مقتل ما يقارب أربعين ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة ما يزيد عن تسعين ألف آخرين. في ظل هذا العدوان البشع، وقف العالم والأمة الإسلامية موقف المتفرج، غير قادرين على اتخاذ خطوات فعالة لوقف هذه الإبادة الجماعية. ولكن الشعب اليمني، بقيادته الحكيمة والمتمثلة في السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أعلن موقفه الديني والأخلاقي والإنساني الرافض لهذه الجرائم، مؤكدًا دعمه الكامل للشعب الفلسطيني في غزة.. وبرز صوت السيد كقائد يتحدث بجرأة ووضوح عن مظلومية الشعب الفلسطيني وعن موقف اليمن الثابت والمساند للحق الفلسطيني. خطابات السيد لا تقتصر على الدعم السياسي والمعنوي، بل تمتد إلى الإعلان عن عمليات عسكرية نوعية تُثبت قوة اليمن وتطور قدراته العسكرية، مما يعيد تشكيل موازين القوى في المنطقة ويضع العدو الإسرائيلي أمام تحديات غير مسبوقة.

 

الموقف اليمني الداعم لغزة

من الساعات الأولى للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، خرج الشعب اليمني في مسيرات جماهيرية حاشدة إلى الساحات والميادين، معبرين عن تضامنهم مع الفلسطينيين في غزة ورفضهم للعدوان الإسرائيلي.. ويستمر الشعب اليمني في الخروج نهاية كل أسبوع بمسيرات مليونيه، هذا الحراك الشعبي لم يكن مجرد دعم معنوي، بل ترجمه الجيش اليمني إلى عمليات عسكرية استهدفت المصالح الإسرائيلية بشكل مباشر، معتبرين أن الاسناد اليمني الشعبي والعسكري هو موقف ديني وانساني واخلاقي وثابت، لا يمكن التنصل عنه أو الخضوع للضغوط مهما كانت ومهما كانت الخسائر والمغريات.

 

العمليات العسكرية اليمنية في البحار

رغم العدوان السعودي الأمريكي الذي استمر لأكثر من تسع سنوات، وبدء حرب جديدة نصرة لغزة التي تتعرض لعدوان صهيوني، برزت القوات المسلحة اليمنية كقوة فعالة في مواجهة التحديات بفضل تطور صناعاتها العسكرية.

إن العمليات العسكرية اليمنية لم تكن مجرد استعراض للقوة، بل كانت تعبيراً عملياً عن التضامن مع الشعب الفلسطيني في غزة. هذه العمليات أثرت بشكل مباشر على العدو الإسرائيلي، حيث فرضت عليه حصاراً اقتصادياً وعسكرياً خانقاً، وجعلته يعيد النظر في استراتيجياته الدفاعية. الدعم العسكري اليمني لغزة أظهر للعالم أن اليمن قوة لا يستهان بها، وقادرة على تغيير قواعد اللعبة في الصراع الإقليمي.

وقد أثبتت القوات المسلحة اليمنية قدرتها على تنفيذ عمليات عسكرية نوعية في مختلف البحار، من البحر الأحمر إلى البحر العربي، مروراً بالمحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط. هذه العمليات التي تستهدف السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية، فرضت حصاراً خانقاً على العدو الإسرائيلي وأدت إلى إفلاس ميناء أم الرشراش (إيلات) وتكبيد العدو الإسرائيلي خسائر اقتصادية كبيرة.. وتصاعدت هذه العمليات بشكل متسارع، مما أدى إلى تعطيل حركة الملاحة البحرية والتأثير بشكل كبير ومباشر على الاقتصاد الإسرائيلي.

القوات المسلحة اليمنية استهدفت منذ الاعلان اليمني عن مساندته لغزة أكثر من 171 سفينة مرتبطة بـ (إسرائيل) أو متوجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، مما عرقل حركة الملاحة وأثر بشكل كبير على الاقتصاد الإسرائيلي. كما تم استهداف السفن الأمريكية والبريطانية بعد أن شن عدوان أمريكي بريطاني حماية للكيان الصهيوني، وفي المرحلة الرابعة تم الإعلان عن استهداف السفن التابعة للشركات التي ابحرت سفنها إلى مواني فلسطين المحتلة، مما أكد قدرة اليمن على فرض معادلات جديدة في المنطقة.

 

تطور القدرات العسكرية اليمنية

في ظل العدوان الأمريكي السعودي الذي استمر لسنوات، استطاعت القوات المسلحة اليمنية تحويل هذه الفترة إلى فرصة للتطوير والتصنيع العسكري. العمليات العسكرية اليمنية المساندة لغزة لما كانت لتكون بهذا القدرة والتطور والدقة، كان ذلك بدعم وتحفيز من القيادة الثورية على مدى السنوات الماضية ولازالت مستمرة في التصنيع والتطوير العسكري، مما أدى إلى تطور هائل في القدرات العسكرية اليمنية.

وخلال هذه المرحلة من التصعيد العسكري اليمني المساند لغزة شهدت القدرات العسكرية اليمنية تطوراً هائلاً، حيث انتقلت من استخدام الصواريخ الباليستية إلى الزوارق البحرية والصواريخ فرط الصوتية.. وصولاً إلى أخر التطورات في التصنيع العسكري اليمني بالكشف عن طائرة مسيرة جديدة تحمل اسم “يافا”، والتي قطعت أكثر من ألفين كيلومتر لتصل إلى منطقة يافا (تل أبيب). هذه الطائرة المسيرة أظهرت قدرة اليمن على تنفيذ عمليات بعيدة المدى بدقة عالية، مما يعزز من موقف اليمن في الصراع الإقليمي.

 

الأسلحة اليمنية التي تم ادخالها خلال مراحل المساندة لغزة

الصواريخ الباليستية

في البداية، استخدمت القوات المسلحة اليمنية الصواريخ الباليستية لاستهداف السفن ومنها صاروخ فلسطين، مما اعتبر إنجازاً نوعياً غير مسبوق، حيث استخدمت القوات المسلحة اليمنية الصواريخ الباليستية في استهداف السفن وكانت العمليات ناجحة على الرغم انها صواريخ أرض أرض ولم تطلق من قبل على اهداف في البحر متحركة ويتم أطلاقها من مسافات بعيدة.

الصواريخ المجنحة

مع تزايد التصعيد، طور التصنيع العسكري اليمني صواريخ مجنحة جديدة، مكملةً للتصعيد ومتطلباته كان منها صاروخ قدس، وتم اطلاقها على أم الرشراش المحتلة وحقق نجاحا كبيراً في الدقة واختراق المنظومات الدفاعية، كما تم استخدامها في ضرب السفن في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي رغم بعد المسافة.

 الصواريخ الفرط صوتية

استخدمت القوات المسلحة اليمنية صواريخ فرط صوتية صناعة يمنية، مثل صاروخ “حاطم” وتم إدخاله المعركة بتجربة بإطلاقة على سفينة “إم إس سي سارة” التي تعرضت لهجوم على مسافة بعيدة شرق جزيرة سقطرى في البحر العربي. 

الزوارق المدمرة

وزوارق مدمرة متعددة المهام، ومنها و”طوفان المدمر” هو زورق حربي مسيّر محلي الصنع، له قدرة تدميرية عالية، ويحمل رأس حربي يزن 1000 – 1500 كجم، ومزود بتكنولوجيا متقدمة، بتحكم يدوي وتحكم عن بعد، وتبلغ سرعته 45 ميلا بحريا في الساعة ويعمل في جميع الظروف البحرية.. وقد بث الإعلام الحربي اليمني الزوارق أثناء استخدامها واطلاقها على سفينة في البحر الأحمر، وأظهرت المشاهد اختراق الزورق وتأثيره في السفينة حجم الانفجار الذي احدثه.. وهو ما أذهل العدو وأثبت فعالية تكتيكات اليمن العسكرية.

 مرحلة الطائرات المسيرة

استخدمت القوات المسلحة المئات من الطائرات المسيرة في ضرب أهداف في الاراضي الفلسطينية المحتلة، وكذلك في استهداف السفن والمدمرات في البحار الثلاثة والمحيط الهندي، واستخدمت كذلك لتشويش واشغال السفن الحربية بالتزامن مع اطلاق الصواريخ باتجاه السفن المرصودة.

واستطاع التصنيع العسكري اليمني من صناعة طائرة مسيرة متطورة، بعيدة المدي ذات قدرة على التحليق أكثر من 2200 كيلو متر ولا تستطيع انظمة الرادارات اكتشافها وتحمل راس متفجر كبير، وتم ادخلها لتدشن المرحلة الخامسة من التصعيد اليمني أنها الطائرة “يافا” التي اطلاق ووصلت إلى منطقة “يافا” المحتلة (تل أبيب)، مخترقةً جميع أنظمة الدفاع التي طالما  تفاخر بها العدو الإسرائيلي.

 

فرض المعادلات الجديدة في المنطقة

العمليات العسكرية اليمنية فرضت معادلات جديدة في المنطقة، حيث أصبحت القوات المسلحة اليمنية قادرة على التأثير بشكل مباشر على الأمن الاقتصادي والعسكري لـ(إسرائيل). الفشل الأمريكي والبريطاني في حماية السفن المتوجهة إلى فلسطين المحتلة، والهجمات المتواصلة التي شنتها القوات اليمنية، أثبتت أن اليمن لم يعد مجرد متفرج في الصراع الإقليمي، بل أصبح لاعبًا رئيسيًا يفرض شروطه على الأرض.

ومن أكبر إنجازات القوات المسلحة اليمنية كانت قدرتها على التحرر من الهيمنة الأمريكية. من خلال التصنيع العسكري المحلي والعمليات النوعية، أثبت اليمن أنه قادر على الاعتماد على نفسه وفرض شروطه على الساحة الدولية. هذه الاستقلالية العسكرية والسياسية أعطت اليمن مكانة قوية في الصراع الإقليمي والدولي.

وفرض القوات المسلحة اليمنية معادلات جديدة في المعركة. من الصواريخ الباليستية إلى الطائرة المسيرة “يافا”، أثبت اليمن قدرته على الابتكار والتكيف مع متطلبات المعركة، معززاً موقفه كقوة فعالة في الصراع الإقليمي وداعماً قوياً لغزة في مواجهة العدوان الإسرائيلي.

وبهذا حقق اليمن نجاحا في فرض شروطه على الدول الكبرى كان نتيجة لاستراتيجية محكمة وتطوير عسكري متواصل. القوات اليمنية لم تتوقف عند حدود الدفاع، بل انتقلت إلى الهجوم الفعّال، مستهدفة مصالح القوى الكبرى وحلفائها في المنطقة. هذه العمليات لم تكن مجرد ردود فعل، بل كانت هجمات استراتيجية مدروسة أظهرت تفوق اليمن العسكري.

 

 

قد يعجبك ايضا