الاقتصاد في الإسلامِ: وسيلةٌ، وليس غايةً
الحقيقة/أحمد يحيى الديلمي
لقد استطاع الشهيد القائد/ السيد حسين بدر الدين الحوثي “رضوان الله عليه”، أنَّ يُقدِّمُ التشخيص الدقيق، لما تعانيه هذه الأُمَّة من الناحية الاقتصادية، ويُقدِّمُ في الوقت نفسه، الحلول، والمعالجات الناجعة، والعملية، الكفيلة ببناء الأُمَّة، البناء القوي في المجال الاقتصادي، لاسِيَّمَا وأنَّه يصّبُ جُلَّ اهتمامه بالجانب الاقتصادي، التي يرتبط به عزة الأُمَّة، وقوتها، وذلك من منطلق تأكيده بأنَّ الإسلام يهتمُ بالجانب الاقتصادي، فيما يتعلق بالأُمَّة، حيث يقول:
” الإسلام يهتم جداً فيما يتعلق بالمسلمين بالجانب الاقتصادي لعباد الله، بالجانب الاقتصادي للمسلمين“.
ويُضيفُ بالقول: “الجانب الاقتصادي بالنسبة للمسلمين مهم في أن يستطيعوا أن يقفوا في مواجهة أعدائهم، في أن يستطيعوا أن يقوموا بواجبهم وبمسئوليتهم أمام الله من العمل على إعلاء كلمته ونصر دينه، ونشر دينه في الأرض كلها“.
وفي ضوء اتساع مفهوم الصراع مع الأعداء، وشموليته، ومدى قدرة الأُمَّة على بناء نفسها، ومواجهة أعدائها؛ يُمكن أنَّ نستشف تشخص الشهيد القائد للتنمية الاقتصادية الحقيقية، بأنَّها التي تجعل الأُمَّة قادرة على مواجهة أعدائها، حيث يتساءل:” أين البناء الاقتصادي، والتنمية الحقيقية التي تجعلنا أمة تستطيع أن تقف على قدميها؟ إننا نعيش الألم النفسي، نعيش ألماً شديداً ليس من نقص في الفيتامينات إنما من نقص في الكرامة وفي العزة، نقص في الحياة الكريمة التي أراد ديننا أن تتوفر لنا، نعيش الألم فأين هو العلاج؟“.
ومن منطلق تأكيده بأنَّ: “الاقتصاد هو صمام مُهم في ميدان المواجهة”، يقول الشهيد القائد:”إن من المعروف أن نقول للآخرين: إن عليكم أن تهتموا بالجانب الاقتصادي فتجعلوا الشعوب قادرة على أن تقف على أقدامها مكتفية بذاتها فيما يتعلق بقوتها الضروري؛ لتستطيع أن تقف في مواجهة أهل الكتاب، أليس هذا من المعروف؟“.
وفي السياق ذاته، يُبَيِّنُ السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي أنَّ الاقتصاد هو سلاحَ بيدِ الآخرين، يُوظفونه لخنقِ الشعوبِ، وإذلالِها، واستعبادِها، ويعتبر أنَّ هذه مشكلةٌ خطيرة جداً على الشعوب، ويُؤكِّدُ أنَّ الأُمَّة بحاجة إلى أنَّ تكون قوية في مواجهة التحديات، والأخطار، وأنَّ ننهض اقتصاديا، حيث يقول:
– “نحن بحاجة لأن نكون أمة قوية في مواجهة التحديات والأخطار، وأن ننهض اقتصاديا“.
– “أننا كأمة مسلمة بحاجة إلى أن نكون أمةً قوية في اقتصادها، أمةً تمتلك الحس الانتاجي، التركيز على الانتاج، التركيز على حسن التصرف والرشد والحكمة في التصرف فيما هناك من إمكانات وماديات“.
ويُبَيِّنُ السيدُ القائدُ أنَّ الجانبُ الاقتصاديُ في الإسلامِ مهمٌ جداً، وتقومُ عليه حياةُ الأُمَّة، وقوتها، ويُؤكِّدُ أنَّ الإسلام يُربي، الأُمَّة لأنَّ تكون اُمَّة مُنتِجَةً، ولديها قوة اقتصادية، حيث يقول:”أن الجانبَ الاقتصاديَ في الإسلامِ أمرٌ مهمٌ جداً تقومُ عليه الحياةُ للأمَّةِ وللناسِ وتقومُ عليهِ أيضاً قوةُ الناسِ“.
ويُضيفُ بالقول:”الإسلام كما قلنا يربينا أن نكون أمة لديها قوة اقتصادية، أمة منتجة، أمة منتجة“.
ويُشيرُ السيدُ القائدُ إلى أنَّ رؤية الإسلامِ تجاه الموضوعِ الاقتصادي، حيث يقول:”الجانبُ الاقتصاديُ في الإسلامِ مهمٌ للغايةٍ مهمٌ جداً وليست النظرةُ إليهِ إلى أنَّه لِلترَفِ والعَبثِ وللاستهتارِ والإهدارِ كيفَ مَا كانَ والتصرُفِ العبثي، لا، إنّما نتعاملُ من واقعِ الحكمةِ وعلى أساسٍ من المسؤوليةٍ وعلى أساسٍ من المبادئِ والقِيمِ والأخلاقِ والتشريعاتِ التي وَرَدتْ في هذا الجانب، النظرةُ العامةُ بأصلِها مطلوبٌ أنْ تكونَ نظرةً صحيحةً إلى موضوعِ المالِ وموضوعِ الاقتصادِ كيف هو في الإسلام، لأنَّ للإسلامِ رؤيتَه تجاهَ الموضوعِ الاقتصادي وموضوعِ المالِ والثروةِ، مَا الذي ينبغي أن نُحصِّلَه من وراء ذلك أن نَحصُلَ عليهِ من خلالِ ذلك، ماذا نريدُ بالثروة، ماذا نريدُ بالمال؟ ماذا نريدُ بالاقتصاد؟“.
ويُؤكِّدُ السيد القائد على وجوب أنَّ تمتلك الأُمَّة حس الإنتاج، وحُسن التصرف، والرُشد الاقتصادي، والمالي، والتقدير للنعم الإلهية، إضافة إلى النظرة من واقع المسؤولية تجاه النعم الإلهية، والوعي الاستراتيجي تجاه أَهميَّة الجانب الاقتصادي، حيث يقول:
“يجب أن نعمل لأن نمتلك حس الانتاج وكذلك حسن التصرف، الرشد الاقتصادي الرشد المالي الرشد في التصرف المادي، التقدير للنعم الإلهية، النظرة من واقع المسؤولية تجاه النعم الإلهية، الوعي الاستراتيجي تجاه أهمية الجانب الاقتصادي في أن نكون أمةً قوية وأن نكون أمةً حرة وأن نكون أمةً تستطيع النهوض على قدميها في مواجهة الأعداء في مواجهة التحديات في مواجهة الأخطار“.
ويُضيفُ بالقول: “الوضع الاقتصادي يحتاج إلى وعي عام، سياسات عامة، ويحتاج أيضا إلى تعاون، إلى تعاون“.
وفي خضم ذلك، يُؤكِّدُ السيدُ القائدُ أنَّ الاقتصادُ في الإسلامِ، هو وسيلةٌ، وليس غايةً، حيث أنَّ الإسلامَ يَجعلُ من الاقتصادِ وسيلة مُهمة لتحقيقِ غاياتٍ مُهمة، في إصلاح واقع الأُمَّة، وبناء اقتصاد قوي يُحقِقُ لها الاستقلال، والاكتفاءَ الذاتي، والقوة، لتكونَ اُمَّة مُنتِجَةً، وقويةً، على المستوى الاقتصادي، ولا تَعتمدُ في معيشتِها، وغذائِها، واحتياجاتِها الأساسيةِ على أعدائِها، يقول:”الاقتصادُ في الإسلامِ وسيلةٌ وليس غايةً، الفرقُ بينَ نظرتِنا كَمسلمين ـ مِن خلالِ الرؤيةِ القرآنيةِ من خلالِ الثقافةِ القرآنيةِ من خلالِ التشريعاتِ الإسلاميةِ ـ والنظرةِ الماديةِ عندَ القوى الرأسماليةِ والاشتراكيةِ أنَّ الإسلامَ يَجعلُ من الاقتصادِ وسيلةً وليسَ غايةً، ووسيلةً مُهمةً لتحقيقِ غاياتٍ مُهمة، عِندما نقولُ وسيلةً هذا لا يُقلّلُ مِن أهميتِه في الإسلامِ إنّما هو وسيلةٌ لتحقيقِ غاياتٍ مُهمةٍ، ومَضبوطٌ بتشريعاتٍ وتوجيهاتٍ مِن اللهِ سبحانه وتعالى، هذه الالتزاماتُ الماليةُ التي نُصلِحُ بها واقعَنا المُجتمعيَ ونَبني بها اقتصاداً قوياً يُحقِقُ لنا الاستقلالَ والاكتفاءَ الذاتيَ والقوةَ، وحتى نكونَ أمَّةً مُنتِجَةً وأمَّةً قويةً على المستوى الاقتصادي لا تَعتمدُ في اقتصادِها وفي معيشتِها وفي غذائِها وفي احتياجاتِها الأساسيةِ على أعدائِها، لا بُدَّ أن ننطلقَ من هذا المنظورِ الإسلامي بِعينِ المسؤوليةِ وعلى أساسٍ من المبادئِ والتشريعاتِ الإلهيةِ“.
ويُضيفُ بالقول: “اليوم ما الذي نعانيه من الرأسمالية في العالم؟ الرأسمالية في العالم جعلت الحصول على المال غاية وهدف رئيسي، ثم قالت: [الغاية تبرر الوسيلة]؛ وبالتالي فتحت المجال لكل الأساليب المحرمة والوسائل المحرمة في الحصول على المال بأي طريقة، مهما كانت تلك الطريقة محرمة أو ظالمة، في الإسلام هذا محرم، هذا محرم، يأتي الإسلام ليعطي أهميةً قصوى للجانب الاقتصادي“.
الهوامش
السيد حسين بدر الدين الحوثي، دروس من هدى القرآن الكريم، سلسلة دروس معرفة الله، وعده ووعيده، الدرس الرابع عشر.
السيد حسين بدر الدين الحوثي، دروس من هدي القرآن الكريم، لَتَحْذُنّ حَذْوَ بني إسرائيل.
السيد حسين بدر الدين الحوثي، دروس من هدي القرآن الكريم، سلسلة دروس سورة آل عمران، الدرس الأول.
السيد حسين بدر الدين الحوثي، دروس من هدي القرآن الكريم، سلسلة دروس سورة آل عمران، الدرس الثالث.
السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي، سلسلة المحاضرات الرمضانية، المحاضرة العاشرة، 1440هـ.
السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي، سلسلة المحاضرات الرمضانية، المحاضرة الحادية عشرة، 1440هـ.
السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي، سلسلة المحاضرات الرمضانية، المحاضرة الحادية والعشرون، 1440هـ.