الاعصار “دانييل”… نكبة ليبيا الكبرى ..الأقمار الصناعية تظهر حجم الدمار الذي خلفته الفيضانات

من الصعب تحديد فترة زمنية لنهاية المأساة الليبية التي أحدثها الاعصار “دانييل”. من المؤكد أن الشرق الليبي (الأكثر تأثراً بالإعصار تحديداً مدينة درنة)، يحتاج وقتاً طويلاً للملمة آثار النكبة التي ألقت بظلالها على كل شيء، على كل آثار الحياة في تلك المنطقة، حجراً وبشراً.

ومع استمرار عمليات الإنقاذ، التي اتسمت بالبطء مع صعوبة الوضع نتيجة فقدان القدرة على وصول فرق الإنقاذ إلى مدينة درنة، نتيجة انقطاع الطرق والانهيارات الأرضية والفيضانات، إذ اضطرّ السكان لاستخدام وسائل بدائية لانتشال الجثث والناجين الذين كانوا على وشك الغرق، وسط ذلك  كله لا تزال درنة ومدن أخرى مقطوعة عن بقية العالم رغم الجهود التي تبذلها السلطات لاستعادة شبكات الاتصالات والإنترنت.

وأكد المتحدث باسم جهاز الإسعاف والطوارئ الليبي، أسامة علي، أن “الآمال في العثور على ناجين، بعد مرور 48 ساعة على كارثة السيول والفيضانات، تتضاءل”.

وأضاف المتحدث أن “هناك نحو 9 آلاف بلاغ عن مفقودين، ولكن لا نستطيع الاعتماد على هذا الرقم لأن مشكلة الاتصالات قد تُقلص منه بمعنى أن بعض المفقودين قد يكونون أحياء ولكن ليس هناك وسيلة اتصال بأهلهم وذويهم لتأكيد سلامتهم”.

وأشار إلى أن “جهود الإنقاذ والإغاثة تسير بشكل جيد، ودرنة مكتظة الآن بفرق الإنقاذ والإغاثة من ليبيا ودول أخرى مثل الجزائر وتونس ومصر وتركيا، والازدحام الشديد يسبب ربكة في عمليات الإنقاذ”.

6 آلاف قتيل حتى اللحظة وتوقعات بتخطي حصيلة الضحايا العشرة الاف

هذه الصعوبات التي تعيق عمليات الانقاذ، تسهم، بحسب مصادر محلية، بازدياد مطرد في أعداد الضحايا، إضافة إلى معلومات عن بقاء كثيرين في عداد المفقودين. وفي السياق، أعلن وكيل وزارة الصحة بحكومة الوحدة الوطنية الليبية، أن عدد ضحايا الإعصار “دانيال” ارتفع إلى 6 آلاف قتيل، فيما لا يزال الآلاف في عداد المفقودين.

وتأتي هذه الحصيلة الغير مسبوقة في تاريخ الكوارث في ليبيا، بعد أن كشف المسؤول الإعلامي بالوزارة محمد أبو لموشة، أن عدد الوفيات في مدينة درنة من جراء الإعصار المدمر تجاوز 5300 قتيل، وهناك آلاف المفقودين من جراء الكارثة.

وفي وقت سابق من يوم أمس الثلاثاء، قال المسؤول في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر طارق رمضان أنه “لا نملك أرقاما نهائية” لعدد القتلى حاليا، لكنه أوضح أن “حصيلة القتلى ضخمة وقد تصل إلى الآلاف، وأن عدد المفقودين وصل إلى نحو 10 آلاف شخص”.

ويوم الأحد، ضرب إعصار متوسطي أطلق عليها اسم “دانيال”، شرق ليبيا لا سيما بلدة الجبل الأخضر الساحلية إضافة إلى بنغازي حيث تم إعلان حظر تجول وإغلاق المدارس لأيام.

وأعلن المجلس الرئاسي في ليبيا في بيان، درنة وشحات والبيضاء في برقة بالشرق مناطق منكوبة، بسبب السيول التي اجتاحتها.

هذا دفن ما يقارب 4000 جثة من ضحايا السيول في مدينة درنة المنكوبة جراء العاصفة “دانيال”، منها 3650 في مقابر جماعية، و350 في مقبرة مرتوبة

كما قالت المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا، في منشور على “منصة إكس”، إن ما لا يقل عن 30 ألفاً شردوا في درنة، وأضافت المنظمة أن “العدد المعروف للنازحين في مناطق أخرى ضربتها العاصفة بما في ذلك بنغازي هو 6085 شخصا، ولم يتم التحقق من عدد الوفَيات بعد”.

وتابعت “المنظمة الدولية للهجرة وشركاؤها يقومون على الفور بالتجهيز المسبق للمواد غير الغذائية والأدوية ومعدات البحث والإنقاذ والأفراد للمناطق المتضررة”.

الكارثة تفوق قدراتنا

من جهته، قال رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، إن “الكارثة في الشرق الليبي أكبر من قدرات ليبيا، وهو ما حتّم طلب المساعدة الدولية”.

وأضاف المنفي أنه اتفق مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة على تخصيص مبالغ مالية طارئة لدعم جهود الإغاثة وإعادة الإعمار.

ودعا المنفي الليبيين إلى “الوحدة وتكاتف الجهود لمواجهة الكارثة في الشرق الليبي كما دعا القيادات السياسية وقادة المؤسسات إلى الابتعاد عن الاستغلال السياسي للكارثة”.

في السياق، دعا الناطق باسم المنظمة الدولية للهجرة، إلى تكاتف الجهود على الصعيدين الإقليمي والدولي لدعم ليبيا، مشيراً إلى أنهم رصدوا تعاضدا وتضامنا شعبيا لافتا في ليبيا لمساعدة المنكوبين.

مساعدات

ووصلت إلى مطار بنينا الدولي في بنغازي، أول طائرتين من الجسر الجوي القطري لمساعدة المتضررين.

وتحمل الطائرتان 67 طنا من المساعدات الإنسانية والإغاثية كاستجابة طارئة للوضع الإنساني في المناطق المتأثرة بالفيضانات والسيول.

وتضمنت المساعدات مواد طبية وغذائية مقدمة من اللجنة الدائمة لأعمال الإنقاذ والإغاثة والمساعدات الإنسانية في المناطق المنكوبة بالدول الشقيقة والصديقة والهلال الأحمر القطري، بالإضافة إلى مستشفى ميداني مقدم من صندوق قطر للتنمية.

كما أرسل الأردن طائرة إغاثية إلى ليبيا لمساعدة الأسر المنكوبة، وقالت الهيئة إن المملكة أرسلت طائرة تحمل على متنها خيما وبطانيات وفرشات وطرودا غذائية. وأوضحت أنه تم التنسيق مع الجهات المعنية في ليبيا ليتم إيصالها إلى كافة المناطق المتأثرة بالعاصفة الناجمة عن “إعصار دانيال”، وتوزيعها على مستحقيها من الأسر المنكوبة.

يشار، إلى أن ملك الأردن عبد الله الثاني، قد أرسل برقية تعزية إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، مؤكدا “وقوف المملكة إلى جانب ليبيا في مواجهة تداعيات الإعصار”.

وقالت وكالة الأنباء العمانية إن ذلك “يأتي في إطار العلاقات الأخوية بين البلدين، وتعبيرا عن الدور الإنساني الذي تقوم به سلطنة ‫عُمان لإغاثة المتضررين من الكوارث الطبيعية المُختلفة”.

وغادر فريق إنقاذ فلسطيني من الدفاع المدني ووزارة الصحة والهلال الأحمر إلى ليبيا للمساهمة في جهود الإنقاذ والإغاثة. وقالت وزارة الداخلية التونسية في بيان إن الوزير كمال الفقي، أشرف على عملية إرسال فريق مختص في البحث والإنقاذ مصنف دوليا، على متن طائرة عسكرية.

وأوضحت أن الفريق يتكون من 52 فرداً من كوادر وأعوان تابعة للدفاع المدني، إضافة لـ3 أطباء وفريق غوص وفريق شفط مياه مجهز بمضخات مائية عالية المنسوب.

الأمم المتحدة حشدت المساعدات للناجين من العاصفة المدمرة التي ضربت ليبيا، وأودت بحياة آلاف الأشخاص.

وتعمل الأمم المتحدة مع الشركاء المحليين والوطنيين والدوليين “لإيصال المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها لأولئك الموجودين في المناطق المتضررة”، حسبما قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

وقال المتحدث إن فريقاً تابعاً للأمم المتحدة موجود على الأرض ويتعاون مع السلطات المحلية لتقييم الاحتياجات ودعم جهود الإغاثة الجارية.

وقال دوجاريك في نيويورك “في هذا الوقت، قلوبنا مع آلاف الأشخاص الذين يتأثرون هناك في مجتمعاتهم، ونحن نتضامن مع جميع الأشخاص في ليبيا خلال هذا الوقت العصيب”.

دعم دولي خجول

وقال السفير الأميركي لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، عبر منصة “إكس”، إن السفارة أصدرت “إعلاناً للحاجة الإنسانية من شأنه السماح بالتمويل الأولي الذي ستقدّمه الولايات المتحدة لدعم جهود الإغاثة في ليبيا”.

ومن جهته، قال منسّق الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إن التكتل “يشعر بالحزن لصور الدمار في ليبيا التي دمّرتها ظروف جوية قصوى تسبّبت بخسائر بشرية مأساوية، ويراقب الوضع من كثب وهو على استعداد لتقديم دعمه”، من دون الإشارة إلى أي عمل جارٍ في هذا السياق.

كذلك، أعلنت الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية، آن-كلير لوجندر، أمس، أن فرنسا مستعدة لإرسال «مساعدات طارئة» إلى السكان المتضررين في ليبيا. أما إيطاليا، فأعلنت عن “توجّه فريق تقييم بتنسيق من الحماية المدنية (الإيطالية)” إلى ليبيا، على لسان وزير خارجيتها، أنتونيو تاياني.

 

المصدر: موقع المنار

 

قبل وبعد.. صور من الأقمار الصناعية تظهر حجم الدمار الذي خلفته الفيضانات في ليبيا

أظهرت صور الأقمار الصناعية التي تم التقاطها قبل وبعد السيول والفيضانات التي اجتاحت مدينة درنة الواقعة شرق ليبيا، حجم الدمار الذي لحق بالمدينة، والذي أدى إلى محو ربعها على الأقل.

ونشرت شركة Planet Labs الأمريكية، صورا من الفضاء قبل وبعد العاصفة، يظهر فيها اختفاء المعالم والطرقات والمنازل.

65014ef2423604255067d00f65014ef1423604255067d00e

وحسب وزير الطيران المدني في الحكومة الليبية المعينة من قبل البرلمان وعضو لجنة الطوارئ، هشام شكيوات، فإن الفيضانات جرفت ما يقرب من ربع مدينة درنة التي يسكنها نحو 90 ألف شخص.

بدوره، قال وزير الموارد المائية الليبي، محمد دومة، إن مدينة درنة حوصرت بين ارتفاع أمواج البحر وفيضان السدود، مشيرا إلى أن الطبيعة الجغرافية للمدينة ساهمت في تفاقم الأضرار.

65014f414c59b7352e54168965014f414c59b7352e54168a

وقد أعلن المسؤول الإعلامي بوزارة الداخلية محمد أبو لموشة، أن عدد الوفيات في درنة من جراء الإعصار المدمر تجاوز 5300 قتيل، وهناك آلاف المفقودين من جراء الكارثة.

ويوم الأحد، ضرب إعصار متوسطي أطلق عليها اسم “دانيال”، شرق ليبيا لا سيما بلدة الجبل الأخضر الساحلية إضافة إلى بنغازي حيث تم إعلان حظر تجول وإغلاق للمدارس لأيام.

وأعلن المجلس الرئاسي في ليبيا في بيان، درنة وشحات والبيضاء في برقة بالشرق مناطق منكوبة، بسبب السيول التي اجتاحتها.

المصدر: وكالات

قد يعجبك ايضا