الاستقلال بين الامس واليوم؟ كتب / جمال ابومكيه
الاستقلال بين الامس واليوم؟
كتب / جمال ابومكيه
في الـ 30 من نوفمبر من كل عام يحتفل الشعب اليمني بعيد الاستقلال او ما يسمى بعيد الجلاء وهو اليوم الذي رحل فيه اخر جندي بريطاني من اليمن من ارض الجنوب التي كانت مستعمرة من قبل المملكة المتحدة المعروفة بريطانيا في العام 19٦7م في نهاية شهر نوفمبر فكان ولا يزال عبارة عن يوم تاريخي ومفصلي في حياة اليمن واليمنيين الذين تنفسوا الصعداء وحرروا وطنهم من المستعمر البريطاني الذي ظل جاثماً على صدورهم ووطنهم فترة من الزمن ينهب الثروة ويمارس الوصاية السياسية على الشعب اليمني …
حيث سيطر البريطانيون على عدن عام 1839 عندما قامت شركة الهند الشرقية بإرسال مشاة البحرية الملكية إلى شواطئ المدينة و كانت تحكم كجزء من الهند البريطانية إلى سنة 1937 عندما أصبحت مستعمرة بحد ذاتها تابعة للتاج البريطاني واستمرت بريطانيا تستعمر عدن والجنوب اليمني ما يقارب أربعين عاماً الا ان الشعب اليمني لم يكن راضياً عن الاحتلال البريطاني الذي كان يمارس الجرائم البشعة بحقهم
وفي الـ في 10 ديسمبر 1963 انطلقت شرارة الثورة ضد المستعمر البريطاني عندما ألقى عناصر من جبهة التحرير القومية قنبلة أدت إلى مقتل المندوب البريطاني السامي و استمرت هجمات الفصائل حتى انسحبت القوات البريطانية من عدن في 30 نوفمبر 1967 قبل الموعد المقرر من قبل رئيس الوزراء البريطاني هارولد ويلسون و قامت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية…
وكان للقبائل الشمالية اليمنية دوراً بارزاً في تحرير الجنوب من المستعمر البريطاني حيث كان الشماليين في تلك الفترة يساندون إخوانهم الجنوبيين ويدعمونهم في مقاومة الاحتلال فكان الشمال عبارة عن نقطة انطلاقة يتحرك منها الجنوبيين وبمساندة من الشمالين لشن هجمات متواصلة على مقرات ومعسكرات المستعمر البريطاني…
إن ملحمة الثلاثين من نوفمبر هي أحد أعظم الانتصارات اليمنية ضد المحتلين بها صنعنا مكاننا الذي نستحق في مسار الزمن والتاريخ فإن مجد الشعوب وقوتها تنبع من الملاحم العظيمة التي يصنعها في مواجهة الأعداء رغم الفارق المادي فيما بينهم و أن ثورة 30 نوفمبر هي قفزة لبناء الوطن غايتها عدم تكرار أخطاء الماضي بالاقتتال والتناحر والنزاع والتشظي فيما بين أبناء الأرض والعرق الواحد سواء كانت الأسباب أنانية أو مجترة لموروث الأحداث المتخلفة أو وظيفة تدميرية مدفوعة الأجر يأتي الاحتفال بالمناسبة اليوم وبلادنا تواجه مؤامرة قذرة يسعى من ورائها ضعفاء النفوس وعبيد امريكا واسرائيل الى إعادة عجلة التاريخ الى الوراء من خلال تقسيم اليمن الى أجزاء متفرقة والنيل من المكاسب الوطنية العظيمة ان حديثنا عن ذكرى 30 نوفمبر يذكرنا دائماً بشعبنا الذي كان ولا يزال شعباً قوياً أبياً لا يقبل الظلم ولا يرضى بالذل والاهانة فهو شعباً خلق ليعيش حراً دون أي قيود تقيده وسلاسل تكبله وتحد من حريته إن هذه المناسبة تعتبر صفحة من صفحات تاريخ الثورة اليمنية التي انتقلت بالوطن و الشعب من عصور التخلف والظلام والجهل والاستعباد الى رحاب الحرية والتقدم والنمو والتطور حيث كان لتلك المناسبة فضلاً كبيراً في إعادة الحياة في الجنوب…
واليوم ما اشبه الليلة بالبارحه الجنوب يرزح تحت الاحتلال والاستعمار المتعدد الجنسيات بقيادة أمريكا والسعودية والامارات وبريطانيا وها هو التاريخ يعيد نفسه وعلينا كشعب يمني ان نستفيد من الماضي ونفعل ثورة الـ30 من نوفمبر في هذه المرحلة من جديد ونقف جميعاً لمواجهة الاستعمار شمالاً وجنوباً ونطردهم من جنوب اليمن كما طردناهم في عام ٦7 وهذا ما سوف يحصل ان شاء الله.