الاخبار اللبنانية :«عرض السبعين» العسكري في اليمن: رسائل «صاروخية»
صنعاء |
مِن أكبر ميادين صنعاء وأشْهرها، ميدان السبعين، فاجأت حركة «أنصار الله» أصدقاءها وخصومها على السواء، بعرض عسكري غير مسبوق منذ عام 2000، عكَس قدرتها على إعادة بناء أكبر وأهمّ مؤسّسة دفاعية يمنية في ظلّ استمرار العدوان والحصار. واستبَقت وزارة الدفاع ورئاسة الأركان العامة، العرض، برفْعها برقيّة إلى قائد الحركة عبد الملك الحوثي، ورئيس «المجلس السياسي الأعلى» مهدي المشاط، في الذكرى الثامنة لـ«ثورة 21 سبتمبر»، أكدت فيها أن «هناك الكثير من المفاجآت التي سيُكشف عنها مستقبلاً في مجال التصنيع العسكري اليمني».
وشاركت في العرض مختلف صنوف التشكيلات العسكرية النُّخبوية، بما فيها القوّات الجوية التي عادت إلى الخدمة لأوّل مرّة منذ بدء العدوان، ونفّذت عرضاً شاركت فيه أسراب من الطيران العمودي. كما برز حضور القوّات البحرية، في رسالة متجدّدة باستعداد قيادة صنعاء لأيّ معركة يكون مسرحها البحر الأحمر. كذلك، كُشف النقاب عن منظومات دفاعية جديدة، من ضمنها 6 منظومات صاروخية باليستية ومجنّحة. ومن بين صواريخ أرض – أرض الداخلة إلى المعركة حديثاً، «كرار» و«حاطم» و«فالق» و«بدر 2» و«بدر 3» المطوَّران من «بدر 1». وفنّد المتحدّث الرسمي باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، مواصفات عدد من تلك المنظومات، ومن بينها أيضاً مدرّعات «هاني» المحلّية الصُّنع، فيما أميطَ اللثام، للمرّة الأولى، عن زوارق بحرية حربية محلّية الصُّنع، وهي «عاصف 1 و2 و3»، و«ملاح»، و«طوفان 1 و2 و3».
كُشف النقاب عن منظومات دفاعية جديدة، من ضمنها 6 منظومات صاروخية باليستية ومجنّحة
كذلك، أزيحَ الستار عن صواريخ أرض – جوّ محلّية الصنع، كصاروخ «صقر 1» الذي يعمل بتقنية مشابهة لصواريخ «كورنيت» أرض – أرض الحرارية، وصاروخ «معراج»، إضافة إلى صواريخ «ثاقب 2 و3»، وهي الجيل الثاني والثالث من منظومة «ثاقب». وفي مجال الطائرات المسيّرة، كُشف عن أجيال جديدة من المسيّرات السابقة، بالإضافة إلى أخرى يعلَن عنها لأوّل مرّة، كـ«خاطف 2»، الجيل الثاني من «خاطف 1»، وهي من النوع الهجومي المُوجَّه؛ و«مرصاد 1» و«مرصاد 2»، فضلاً عن «وعيد» الهجومية.
وبالتوازي مع «عرْض السبعين» العسكري، جدّد رئيس «المجلس السياسي»، دعوته إلى «إعادة مسار السلام إلى وضعه الطبيعي بعيداً عن المبالغات التي تطيل أمد الحرب»، مطالِباً «المجتمع الدولي بالتوقّف عن سياسة الكيل بمكيالَين، والعمل على تصحيح منطلقات السلام وتهيئة بيئة مؤاتية له». وأبدى «استعداد صنعاء التامّ لتبادل معالجة المخاوف مع دول الجوار، وضمان المصالح المشروعة مع المحيط العربي والإسلامي ومع كلّ دول العالم التي يعترف بها الشعب اليمني». وجاء ذلك في وقت تَجدّد فيه الحراك الديبلوماسي الغربي على طريق تمديد الهدنة، بعد فشل المبعوث الأممي، هانس غروندبرغ، في إحراز تَقدّم نحو تطبيق كامل بنودها وتوسيعها. والظاهر أن توقيت العرض العسكري، بالتزامن مع استئناف تلك الجهود، كان مدروساً، بهدف إفهام الأطراف المعنيّة بأن قيادة «أنصار الله» لن تَقبل استمرار الواقع الحالي على ما هو عليه، وأنها أعدّت العدّة لمختلف السيناريوات، بما فيها انهيار اتّفاق وقف إطلاق النار، وعودة التصعيد الذي لن يكون هذه المرّة، بشكله ووتيرته، مُناظِراً لِما سبقه.