الاحتلال البريطاني الأميركي في اليمن .. حراك مستمر بتغطية أممية
تنفيذاً لأجندتها القائمة على احتلال المناطق الحيوية في اليمن، وصل عدد إضافي من القوات الأميركية إلى المحافظات الساحلية خلال شهر الجاري.
ويأتي ما كشف يوم أمس عن زيارة عدد من أفراد المارينز إلى بعض المدارس في سيئون المحتلة ، في إطار استمرار تدفق القوات الأميركية والبريطانية إلى البلاد خاصة في حضرموت والجزر المحتلة، في خطوة مستفزة لصنعاء التي تعتبر هذه التحركات مناقضة للجهود والوساطات الدولية المبذولة.
أقدمت فرقة من قوات المارينز مدججة بالسلاح وبكامل زيها العسكري، على اقتحام ثانويتي البنات والبنين في منطقة الغرفة الواقعة في مدينة سيئون بحضرموت المحتلة.
وبحسب المعلومات الواردة فقد حصر مسؤول أميركي لم يكشف عن هويته، يرافقه جنود من المارينز وسعوديين وبعض المدرعات، والتقوا بالإدارة والطلاب، ثم انتقلوا إلى ثانوية البنات والتقوا بالإدارة. كما أشارت المعلومات إلى عدم حضور أي شخصية سواءً من السلطات المحلية او حكومة معين عبد الملك، برفقة القوة العسكرية.
في حين لم يكن هذا النشاط العدائي جديداً على المحافظات المحتلة، خاصة وان الفترة الماضية قد شهدت نشاطاً متزايداً وتحركاً بارزاً للقوات الأميركية والبريطانية في البلاد، تخللها انزالات ميدانية ايضاً. حيث ارتفعت وتيرة هذه التحركات شرق وجنوبي اليمن خلال شهر آب/ أغسطس الجاري ونشرت قوات من الوحدات العسكرية الخاصة في محافظات شبوة و حضرموت والمهرة المحتلة.
قبل أسبوع، شهد وادي حضرموت المحتل على وصول جنود عسكريين بريطانيين، لتنفيذ مهمة تقوم على تحويل مزارع في مديرية غيل باوزير إلى ثكنة عسكرية، بعد ان تم منع الأهالي الدخول أو الخروج منها.
في حين أشارت مصادر محلية إلى ان ميليشيات ما تسمى “النخبة الحضرمية” قامت بتوفير الحماية لتلك العناصر حتى وصولهم إلى وجهتهم وبدء التنفيذ.
وتأتي التحركات البريطانية ضمن مشروع واحد يشمل عدد من المحافظات (لحج، المهرة، شبوة وسقطرى) المحتلة . وفيما تدرك صنعاء ان الأطماع الاستعمارية المتجددة تقضي -بالنسبة لهم- بالسيطرة على موارد تلك المناطق وإحكام القبضة على جزر عبدالكوري وسقطرى وبالتالي الممرات المائية الدولية، التي باتت صنعاء تملك القدرة العسكرية لاستعمالها كورقة ضغط في المفاوضات فيما لو أرادت ذلك، وبالتالي إغلاق الطريق امام السفن الأميركية والصهيونية المارة عبر المضيق.
لم تكن هذه التحركات يتيمة، بل سبق وان وصل نائب السفير البريطاني لدى اليمن، تشارلز هاربر، والملحق العسكري، بيتر لي جاسيك، إلى عدن في 14 من الشهر الجاري، والتقيا بمقر مصلحة خفر السواحل. كما تفقدا، بتواطؤ من السلطات التابعة لحكومة عبد الملك، منشآت من بينها الرصيف العائم.
هذا وحطّت قبل أيام، طائرة عسكرية بريطانية في مطار المهرة الغيضة في محافظة المهرة المحتلة، تحمل تعزيزات عسكرية ولوجستية للقوات المتواجدة في المحافظة.
وفي 28 آب/ أغسطس، وصلت فرق عسكرية أميركية على متن طائرة عسكرية سعودية إلى مدينة سيئون المحتلة ، فيما أحيطت الزيارة بسرية تامة خاصة وأن مسؤول أمني كبير في السفارة الأميركية في البلاد كان ضمن الوفد الذي لم يكشف عن سبب قدومه.
ترافق هذه التحركات العسكرية على الأرض، مناورة سياسية دبلوماسية من الولايات المتحدة لتفخيخ جهود الوساطة. فالمبعوث الأميركي، تيم ليندركينغ ربط خلال جولته الأخيرة، تحقيق أي تقدم في المفاوضات خاصة فيما يتعلق بالملف الإنساني، بموافقة صنعاء على اتفاق شامل لوقف إطلاق النار، معلّقاً عرقلة المفاوضات على شماعة ضرورة اجراء حوار يمني-يمني، بقوله ان “اليمنيين لديهم القدرة على معالجة قضاياهم، وبدعم من دول الإقليم التي تملك تأثيراً على أطراف الصراع، ويتعيّن عليها دفع الأطراف اليمنيين نحو تشكيل حكومة موحّدة”. وهو العالِم بأنه بلاده تصادر قرار ما يسمى المجلس الرئاسي في عدن المحتلة وتمنع أي تقدم في هذا المسار.
* المصدر: موقع الخنادق