الاجواء اليمنية على الطريق لتصبح عصية على طيران العدوان السعودي
يوما بعد يوم، يُظهر الجيش اليمني واللجان الشعبية عن قدرات مهمة في ادارة معركة الدفاع عن اليمن بمواجهة عدوان تحالف، سعودي – اميركي “فعليا” وعربي – اسلامي “اسميا”. وحيث ان التحالف الاخير لم يفهم حتى الان انه، في شنه هذه الحرب المجنونة غير الطبيعية على اليمن، أخطأ في القرار وفي الاستراتيجية وفي المناورة وفي الهدف، يمضي الجيش اليمني واللجان الشعبية بتطوير قدراتهم العسكرية والقتالية، مستندين الى التزام ثابت بالدفاع، وعلى خبرات مهمة اكتسبوها في الميدان، وعلى قيادة حكيمة، مؤمنة، جريئة وصاحبة نظرة ثاقبة.
بالامس، اسقط الجيش واللجان الشعبية طائرة “إف 16” تابعة للعدوان السعودي الاميركي شمال شرق صنعاء بعد ان استهدفتها وحدة الدفاع الجوي بصاروخ ارض – جو، وعقب ساعات من الإعلان عن إصابة طائرة “إف 16” تابعة للعدوان السعودي شمال شرق العاصمة صنعاء بصاروخ موجه، أعلن مصدر عسكري يمني عن إنجاز نوعي جديد تمثل بإسقاط طائرة استطلاع تابعة للعدوان السعودي ليل الخميس الجمعة في منطقة ميدي الحدودية، وجاء هذا الانجاز بعد أن كشفت وحدة الدفاع الجوي في وقت سابق عن تطور قدراتها الدفاعية وتطوير منظومة صواريخ أرض جو، حيث كانت قد دشنت أُولى عملياتها بإسقاط طائرة إف 15 شمال صعدة.
يأتي هذا التطوير اللافت لصواريخ “ارض – جو” المضادة للطائرات، والذي يبدو من خلال استهدافه الناجح لطائرات استطلاع مُسيّرة او لقاذفات اميركية متطورة من نوع إف 16 او إف 15، انه في تصاعد وفي تزايد لناحية المدى والقدرات التقنية، ليراكم تطوراً آخر، كنا قد اكتشفناه واكتشفنا فعاليته وتأثيره المهم في الميدان اليمني وخارج الحدود الى مسافات بعيدة، نقصد الصواريخ الاستراتيجية البعيدة والمتوسطة المدى من انواع (بركان واحد وتوتشكا والنجم الثاقب وزلزال وقاهر وغيرها من انواع مطوّرة او مصنّعة محليا).
في الحقيقة يمكن القول ان هذا الانجاز، العسكري شكلا والاستراتيجي مضمونا، سوف ينقل المعركة في اليمن من نقطة الى اخرى، من نقطة كانت فيها الاجواء اليمنية مُسيطرا عليها تقريبا بشكل واسع من قبل طيران العدوان السعودي الاميركي، الى نقطة ستصبح هذه السيطرة الجوية محدودة في المرحلة الاولى، وذلك خلال عملية التطوير وزيادة تصنيع وضخ كمية الصورايخ المضادة للطائرات، وتوزيعها على كامل الجبهات اليمنية الواسعة والمترامية الاطراف، لتصبح معدومة في المرحلة الثانية، بعد إدخال التعديلات التقنية والعسكرية والفنية نتيجة التجارب الحية في المواجهة المباشرة اليومية مع طيران العدوان.
بعد المرحلة الثانية المذكورة اعلاه، والتي سيخسر العدوان فيها تقريبا سيطرته الجوية في حربه، والتي كانت بالاساس عماد معركته حيث كان يدعم من خلالها عملياته الهجومية والدفاعية على كامل الجبهات، من الطبيعي ان ذلك سيؤثر سلباً على تماسك ومعنويات وحداته ومرتزقته، والتي هي اساساً مزعزعة، خاصة وانهم فشلوا تقريبا في تثبيت أي انتصار في اغلب الميادين التي حشدوا لها داخل الاراضي اليمنية: في المخا، في تعز ومحيطها جنوبا وشرقا، في شبوة والبيضا، في الجوف والمتون، في نهم و صرواح، في حرض وميدي، وغيرها من الجبهات التي بقيت عصية على وحداتهم خلال كامل مسار حربهم الظالمة.
ايضا، وبعد إدخال بعض من هذه الصواريخ المضادة على الجبهة الحدودية شمالا وشمال غرب في محافظات نجران وعسير وجازان، سوف تظهر مواقعهم الحدودية داخل الاراضي السعودية هشة وضعيفة، خاصة انها كانت تستفيد من السيطرة الجوية التي طالما عوضت تخاذل عناصرهم على تلك المواقع، وساهمت في احيانٍ كثيرةٍ بعدم تساقطها بالكامل، وسيصبح الدخول الى ما وراء تلك المواقع وارداً وممكناً وواقعاً، الامر الذي طالما شكل تهديدا استراتيجيا اقلق قادة المملكة العسكريين والسياسيين.
من جهة اخرى، وبعد خسارة العدوان السعودي الاميركي السيطرة الجوية، سوف يخسرون بالتأكيد نقاط الضغط والتأثير التي كانوا يفرضونها من الباب الانساني والاجتماعي عبر استهداف المدنيين والاماكن السكنية والبنى التحتية ونقاط التموين وغيرها من مفاصل العيش والحياة في اليمن، وسوف تصبح هذه الاماكن مصانة ومحمية بالكامل، الامر الذي سيزيد من مقومات الصمود والمواجهة والدفاع والثبات.
واخيراً، لا يمكن لأي متابع أو مراقب، الا ان يكتشف ان المعتدين على اليمن قد افلسوا وانهزموا، ولم يبق لهم الا الاعتراف بذلك والانسحاب، وما عليهم الا الانكفاء ووقف مسار الهروب الى الامام، وعليهم اليوم قبل الغد دفن هذه الغطرسة والتعنت والبحث عن مخرج يحفظ ما تبقى من ماء الوجه قبل فوات الاوان وساعة لن يعد ينفع الندم.