الاتباع الأعمى المخالف للتعاليم الإلهية ينتهي بصاحبه إلى جهنم
الاتباع الأعمى المخالف للتعاليم الإلهية ينتهي بصاحبه إلى جهنم
الفوضى في الاتباع كارثة على الإنسان، ويوم القيامة حينما يكون الإنسان في موقف السؤال والحساب والجزاء يرى كم كانت خسارته كبيرة، عندما كان في واقع الحياة يعيش حالة الفوضى أو تحكمه مؤثرات وروابط معينة فاتبع على أساسها من خسر باتباعهم.
يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ﴾ [البقرة::165] تنشأ روابط قوية وعلاقات كبيرة ومحبة شديدة فيؤثرون اتباعهم وطاعتهم بعيداً وفيما يناقض ويخالف كتاب الله وتعليمات الله سبحانه وتعالى ﴿يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا للهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ العَذَابَ أَنَّ القُوَّةَ للهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللهَ شَدِيدُ العَذَابِ إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ العَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ﴾ [البقرة:155-166]. عندما رأى العذاب، رأى نتيجة الطاعة العمياء والاتباع الأعمى فيما يناقض القرآن الكريم، فيما يبعد عن الله تأثراً بعوامل مادية أو طمع أو انبهار بقوة مادية وإمكانيات أو بأي شيء من العوامل المؤثرة، يندم حينما يرى عذاب الله الشديد، يرى بأس الله، وقوة الله القاهرة، وجبروت الله الذي لا يساويه شيء ولا يعادله شيء.
وأولئك الذين ناصرهم على باطل، وقف معهم في ظلم، قاتل معهم في طغيان وعدوان، ناصرهم بلسانه أو بسلاحه أو بماله، وقف معهم في صفهم فيما هم عليه من باطل أو عدوان أو ظلم، يتبرؤون منه ولا ينفعونه ولا يقفون معه في الموقف الأشد خطورة الذي هو في أمسِّ الحاجة إلى أن يقفوا معه، وقف معهم في مواقف الباطل في حالة العدوان لقاء شيء من حطام الدنيا أو لقاء روابط سياسية أو لقاء روابط قبلية أو ما شابه فخذلوه وهو في أمس الحاجة إلى من يقف معه وتبرأوا منه فكانت حسرته كبيرة وهو يرى أنه هلك من أجلهم، شقي من أجلهم، خسر الدنيا والآخرة من أجلهم، خسر نفسه ومستقبله الأبدي الدائم من أجلهم، فيمتلئ بالحسرات كذلك.
﴿ وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا﴾[البقرة:167]، فلو يمكن لنا العودة إلى الدنيا مجدداً فيكونوا هم بحاجة إلى أن ننصرهم فيطلبون منا أن نقف معهم فنتبرأ منهم ونخذلهم كما خذلونا الآن كما تبرأوا منا﴿ كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ﴾[البقرة:167].