الإنذارُ الأخيرُ للعدوان ..عرضُ الحديدة العسكري
العولقي: الجيشُ اليمني قادرٌ على فرض معادلات عسكرية جديدة وفاعلة للردع
عامر: لا غرابةَ من الاهتمام بالبحر والساحل حتى لا نجدَ أنفسنا دولةً حبيسةً ونحن نمتلك واجهةً بحرية واسعة
الشريف: ما حصل ليس مُجَـرّد عرض عسكري بل مناورة عسكرية برية وبحرية وجوية
الغرسي: رمزيةُ المكان ودلالتُه تتضمنُ رسائلَ هامةً لكيان العدوّ الصهيوني الذي يعتبر البحر الأحمر خياراً استراتيجياً لوجوده
أثبت العرضُ العسكري الأخير للمنطقة العسكرية الخامسة أن اليمنَ عصيٌّ على الانكسار وأن زمنَ الاستعلاء والعربدة للعدوان الأمريكي السعوديّ قد ولّى إلى غير رجعة، فمن خلال العرض والرسائل والردود للعدو قبل الصديق تجعلُ الأعداء يعيشون في حالةٍ هستيريا لا نظيرَ لها.
وتجلت خلال العرض الحكمة اليمانية في أبهى صورها، فالوِجهة والبُوصلة صوبَ فلسطين المحتلّة، وبهذه الحشود يقترب “وعد الآخرة” ويقترب الانتصار الكبير، ليس على العدوّ الإماراتي والسعوديّ فحسب، بل وعلى العدوّ الصهيوني من خلفهما، ولهذا لا نستغربُ أن يفردَ الإعلامُ العبري حديثاً مطوَّلاً عن هذه العروض، ويرصد كُـلّ مواقف القيادة ويحلل الرسائل المباشرة وغير المباشرة لا سِـيَّـما ما له علاقةٌ بالموقف من قضية فلسطين والتعاون والتنسيق بين دول محور المقاومة.
ويعتبر هذا العرضُ العسكري الأُسطوري محلَّ فخر واعتزاز لكل يمني حر وأصيل دافع منذ اليوم الأول عن الحرية والاستقلال والعزة والكرامة ضد العربدة الأمريكية السعوديّة الواضحة وعلى مدى 8 سنوات مضت، كما أن العرضَ يتزامنُ مع الذكرى الثامنة لثورة 21 سبتمبر المجيدة التي كسرت قيودَ الوَصاية والارتهان للخارج.
ويؤكّـد اللواءُ الركن عوض محمد بن فريد العولقي -محافظ محافظة شبوة- أن الجيشَ اليمني أصبح اليومَ محلَّ فخر واعتزاز لكل أبناء الشعب اليمني بعد أن تم بناؤه على أُسُسٍ وطنية سليمة بعيدًا عن أية ولاءات حزبية أَو طائفية أَو خارجية مما جعله صمَّامَ الأمان لليمن وقادراً على فرض معادلات عسكرية جديدة وفاعلة، مُشيراً في تصريح له عقب مشاركته، أمس الأول الخميس مع قيادات السلطة المحلية ووكلاء ومشايخ وأعيان محافظة شبوة في العرض العسكري الذي نظمته المنطقة العسكرية الخامسة وألوية النصر والقوات البحرية والدفاع الساحلي بمحافظة الحديدة، إلى أن مستوى التسليح والجاهزية القتالية التي أظهرها المشاركون في العرضِ من مختلف الوحدات العسكرية أثبتت أن الجيش اليمني قادر على فرض معادلات عسكرية جديدة وفاعلة للردع وحماية اليمن براً وجواً وبحراً أكثر من أي وقت مضى، لا سِـيَّـما مع التطور الكبير لوحدات التصنيع العسكري التي أنتجت وبكفاءة عالية قدرات عسكرية قادرة على الردع واستهداف الأماكن الحساسة في عمق دول العدوان وحماية المياه الإقليمية اليمنية وكلّ شبر في الوطن بكل جدارة ودقة عالية في ضرب الأهداف.
ويشيد محافظ شبوة بما بذلته وزارة الدفاع ورئاسة الأركان العامة والدور الكبير لقيادة المنطقة العسكرية الخامسة في تنفيذ وتحويل أفكار القيادة الثورية والسياسية إلى واقع عملي يظهر هذا العمل العظيم وبهذه الصورة التي تجعل كُـلّ منتسبي ومقاتلي القوات المسلحة بمختلف صنوفها البرية والبحرية والجوية مفخرة لشعبنا اليمني العظيم الداعي إلى السلام والحرية في مواجهة كُـلّ أنواع الظلم والاستعباد، مؤكّـداً أن خطاب السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، خلال العرض العسكري يمثل فرصة أخيرة لدول العدوان لإنهاء حربها على الشعب اليمني وفك الحصار الجائر والخروج من اليمن والسير نحو السلام العادل والمشرف، ما لم فَـإنَّ الشعب اليمني وجيشه قادرون على فرض الردع الكافي لإجبارهم على احترام سيادة وأمن واستقلال الجمهورية اليمنية.
دلالةُ العرض في الساحل
وعلى الرغم من العروض السابقة وحجمها ورسائلها الكبيرة للعدوان إلا أن المنطقة الخامسة تميزت بالعرض الأكبر والأوسع، وبما حملته من دلالات ورسائل كبيرة للعدو، لا سِـيَّـما أن العرض جاء في محافظة الحديدة وبالقرب من مضيق باب المندب والبحر الأحمر.
ويوضح الكاتب والمحلل العسكري العميد عبد الله بن عامر، أن رسالة العرض العسكري بالحديدة لا يتعلق بمخاطر المرحلة الراهنة، بل يؤسس لثقافة الدولة البحرية ضمن الاستجابة الملحة لحقائق التاريخ وواقع الجغرافيا، لافتاً إلى أن اختيار الحديدة ما هو إلا تأكيد على ما استجد في واقع ثقافتنا السياسية من إعادة تعريف لمفهوم الدولة وفق حقيقتها الجيوبوليتيكية، موضحًا أنه ومنذ قرون وساحلنا نقطة الضعف في جغرافيتنا العسكرية حتى ظن الواهمون (غزاة اليوم) أن ساحلنا كما كان فهرعوا إليه مسرعين فتداعى المخلصون واستجاب الأوفياء، مردفاً أنه وفي خضم المواجهة تشكلت التشكيلات وتقوت القوات وتماسكت وتعاضدت واتحدت فكانت العسكريةُ الخامسة خلاصةَ التجربة الجهادية في مرحلتنا الراهنة.
ويقول ابن عامر عبر حسابه في تويتر: إن القوة الرمزية المستعرضة في الحديدة تعبر عما يمتلكه هذا البلد وهذا الشعب من عوامل القوة، وإنه في ذروة التحدي والخطر وبعد ثمان سنوات من الاستهداف يخرج هذا الشعب بجيش قوي متماسك مستعد للمهمة الاستراتيجية بعزيمة لا تلين وإرادَة لا تنكسر، مُضيفاً أن حقيقة اليمن الجغرافية أنها دولة بر بحرية وإن كانت تمتلك عوامل الدولة البحرية أكثر من البرية، فاليمن يطل على بحرين وخليج ومحيط ويشرف على مضيق فهل رأيتم دولة أُخرى تمتلك هذا؟
ويتساءل العميد ابن عامر، ويتبع القول: إنه لا غرابةَ من الاهتمام بالبحر والساحل حتى لا نجد أنفسنا دولة حبيسة ونحن نمتلك واجهة بحرية واسعة.
بدوره يرى الكاتب والمحلل السياسي زيد الشريف، أن جحافل القوات المسلحة اليمنية البرية والجوية والبحرية التي احتشدت إلى ساحل عروس البحر الأحمر بمحافظة الحديدة الصامدة، هي الأمل الوحيد بعد الله للشعب اليمني الصامد وعلى أيديها إن شاء الله ستنكسر شوكة الغزاة المعتدين وهي من ستصنع النصر بإذن الله لشعب اليمن والإيمَـان، مُشيراً إلى أن ما حصل ليس مُجَـرّد عرض عسكري فحسب بل هو مناورة عسكرية برية وجوية وبحرية ولكن على هيئة عرض عسكري يحمل في مضمونه الكثير من الرسائل العسكرية الدفاعية والهجومية الموجهة لتحالف العدوان الذي تمادى وتجاوز كُـلّ الحدود في طغيانه على اليمن.
ويوجه الشريف رسائله للقوات المسلحة وذلك عبر حسابه في تويتر قائلاً: “بعثتم في النفوس الأمل وشحنتموها بالقوة المعنوية وبالطمأنينة والثقة وخاطبتم الجميع أن وعد الله بالنصر قادم ووعيده للعدو بالهزيمة قادم”، متبعاً خلال مشاهدة العرض العسكري “لا نستطيع وصف مشاعرنا ونحن نشاهد العرض العسكري الاستثنائي في المنطقة العسكرية الخامسة في محافظة الحديدة”.
ويضيف أن الرجال الأبطال من أبناء القوات المسلحة اليمنية الذين احتشدوا إلى ساحل البحر الأحمر ليرسموا لوحة عسكرية لا نظير لها في المنطقة هم الذين يذودون عن اليمن أرضاً وإنساناً، هؤلاء الرجال هم من سيلقِّنون تحالف العدوان دروساً لن ينساها علاوة على ما سبق بعون الله تعالى، معتبرًا وجود هذا العرض الهائل في الحديدة يثير الدهشة؛ باعتبَارها محافظة ولدت في ظل العدوان والحصار الأمريكي السعوديّ الإماراتي الذي يستهدف اليمن منذ أكثر من سبع سنوات ولنا أن نتخيل مدى معنوياتها وشجاعتها وبأسها.
بدوره يشير الناشط الإعلامي زيد الغرسي، إلى أنه وفي عهد عفاش كان يتم تدمير صواريخ اليمن بإشراف أمريكي بينما اليوم وبعد ثورة ٢١ سبتمبر فَـإنَّ الجيش يصنع صواريخ يمنية بأيدي محلية، مُضيفاً أنه وبفضل الله وتوفيقه وصلنا إلى هذه المرحلة الكبيرة من التطور والقوة بعد ثمان سنوات من تدمير الجيش وقصف كُـلّ أسلحته وكذا تدميره من قبل الأمريكان في عهد النظام السابق.
ويتابع الغرسي عبر صفحته بتويتر أن رمزية المكان ودلالاته الجغرافية بحد ذاتها تتضمن رسائل هامة لكيان العدوّ الإسرائيلي الذي يعتبر البحر الأحمر خياراً استراتيجياً لضمان وجوده، وسعى منذ الوهلة الأولى لتأمين هذا الممر لصالحه عبر تواجده في الدول المطلة على البحر الأحمر وباب المندب بما فيها اليمن قبل ثورة ٢١ سبتمبر.
المسيرة